الفنانة رزان عامر تعرض مشاعرها على شكل لوحات رقمية

الدمام - بهدوء ملفت تصف الفنانة رزان عامر بدايتها في الرسم الرقمي بالبسيطة جداً، في مقابل الرغبة العميقة والشغف بالتركيز على المحتوى أكثر من الأدوات، وهذا ما ركزت عليه في أول معرض لها في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، الذي اختتم مؤخرا، حيث قدمت خلاله 12 لوحة رقمية (ديجيتل) بمقاس 90*120 على قماش كانفس.
وقد عنونت الفنانة معرضها بكلمة غير شائعة وهي “ابتراء” المأخوذة من بتر. وبحسب عامر فإن هذه الكلمة استخدمتها لتعبر خلال لوحاتها عن حالات شعورية تتعلق بالفقد والوحدة والتمزق الداخلي، وأضافت الفنانة أن هذه الكلمة تعكس حالات من الفقد والضياع العاطفي ترجمتها بالرسم في لوحاتها.
وأكدت الفنانة قائلة “إن الفكرة في معرضي لم تكن عن رسم الحزن نفسه، بل التركيز على التفاصيل الصغيرة التي نعيشها لحظة الحزن، كالفراغ والتجاهل والصمت والإنكار، وحتى الخوف من الذات”.
وأوضحت أن كل لوحة عُرضت تحكي لحظة قد تكون صعبة التعبير بالكلمات، ولكن بمجرد أن يراها الشخص تصل إلى وجدانه الداخلي، وكأن اللوحة تلمس مشاعره وتنعكس عليه.
وتجيب عامر عن المساحة التي قُدمت لها من الرسم الرقمي وسبب اتجاهها إلى هذا النمط من الرسم قائلة “جذبتني فيه سهولة التعامل مع الألوان، وإمكانية التجربة بحرية مطلقة دون قيود مادية أو تقنية معقدة، كونت لي وسيلة أعبر فيها عن مشاعري بأقل الإمكانيات.”
الفن الرقمي لغة بصرية مليئة بالأفكار البعيدة عن التشتت، وهو يمتاز بالدقة والتقاط التفاصيل المليئة بالمعاني
وتعتبر الفنانة أن الفن الرقمي هو اللغة البصرية المليئة بالفكرة البعيدة عن التشتت، والذي يمتاز بالدقة والتفاصيل المليئة بالمعاني.
وعلى الرغم من أن الرسم الرقمي لم ينتشر بشكل واسع في المجتمعات الفنية، وهناك من يراه أقل قيمة من الرسم التقليدي، أوضحت رزان أن في الوقت الراهن بدأ هذا الرسم يلقى تقديراً بشكل واسع كونه فتح مجالا واسعا للإبداع والتجربة بمختلف الطرق، وأصبح جمهوره يكبر شيئاً فشيئا.
ويعد الفن الرّقمي واحدا من الأشكال التعبيرية الجديدة، التي تعتمد على أبجديات الفن القديم ممزوجة بأساليب رقمية عبر وسائل التكنولوجيا من تطبيقات وبرامج إلكترونية، يتم تطويعها لاستخلاص تصاميم تحاكي الواقع بأسلوب معاصر.
وختمت الفنانة كلماتها بالثناء والشكر العميق الموصول لجمعية الثقافة والفنون بالدمام، الحاضن الأول للمبدعين وبوابة النجاح الأولى للفنانين، وقالت رزان عامر “لأول مرة أعرض مشاعر على شكل لوحات، شعر بها زوار المعرض الذين لمست فيهم الوصول إلى الحالات الشعورية التي حاولت ترجمتها بالفن وعاشوها من غير شرح.”
ومن خلال هذه المعارض تسعى جمعية الثقافة والفنون بالدمام إلى التعريف بالتجارب الجديدة في الفن الرقمي، وتحفيز الفنانين لاقتحام عوالم هذا الفن المعاصر الواعد بالكثير من الإنجازات، وهو ما من شأنه أن يخلق تطويرا على مستوى التجريب والإنجاز والابتكار الفني والبصري والجمالي والتقني.
وجدير بالذكر أن جمعية الثقافة والفنون بالدمام ستفتتح الإثنين 5 مايو 2025 المعرض الشخصي “عِذْق” للفنانة التشكيلية فوزية آل عثمان، في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً بمقر الجمعية في حي النهضة، وسيستمر المعرض حتى الخميس 8 مايو الجاري.