الفنانة التونسية آمال المثلوثي تعيد الجدل حول التطبيع مع إسرائيل إلى الواجهة

مغردون عرب شاركوا الهجمة على المثلوثي دون معرفة التفاصيل أو خلفيتها.
الخميس 2023/08/03
كانت فكرة

تعرضت الفنانة التونسية آمال المثلوثي التي عرفت بمناصرتها للثورات إلى هجمة على مواقع التواصل الاجتماعي وإلغاء حفلها في مهرجان تونسي بسبب غنائها في الأراضي الفلسطينية، ما أثار مجددا مسألة التطبيع.

تونس - جدد إلغاء حفل الفنانة التونسية آمال المثلوثي في مهرجان الحمامات الدولي، الجدل حول ملف المقاطعة والتطبيع مع إسرائيل، وتباين الآراء حول غناء الفنانين العرب في الأراضي الفلسطينية.

ونفت المثلوثي، وهي من بين الأصوات التي اقترنت بثورة 2011، أي صلات لها بإسرائيل ردا على قرار إدارة مهرجان الحمامات الدولي إلغاء حفلها المقرر يوم التاسع من أغسطس الجاري.

وأصدرت إدارة المهرجان العريق في تونس مساء الثلاثاء بيانا تضمن قرارا يقضي بإلغاء الحفل ودعوة الجمهور إلى استعادة أموال التذاكر.

لكن الفنانة آمال المثلوثي التي اشتهرت بأغاني الحرية، قالت في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية إن قرار إلغاء الحفل يأتي على خلفية اتهامها بـ”التطبيع الثقافي” مع إسرائيل وهو “غير مبرر”.

ونفت في تصريحها لإذاعة “موزاييك أف أم” الخاصة ما تردد بشأن غنائها في مدينة حيفا، مضيفة “كانت فكرة، وألغيت، بعد أن انسحبت باقتناع”.

وقالت المثلوثي “فلسطينيون تواصلوا معي للمشاركة في الحفل، أصوات فلسطينية مع أصوات عربية، والتنظيم فلسطيني، ما المشكلة في ذلك؟ دخلت إلى فلسطين عبر ختم فلسطيني ولم أتعامل بأي شكل من الأشكال مع أي إسرائيلي”.

وتباينت الآراء حول الموضوع، وقد تعرضت المثلوثي لهجمة شرسة من قبل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين انتقدوا عزمها الغناء في الأراضي الفلسطينية، وزعم الإعلامي التونسي سمير الوافي أن المثلوثي تخدع الجمهور وقال على فيسبوك:

وهاجمت مدونةٌ المثلوثي وتصريحاتها الداعمة للفلسطينيين قائلة:

وشارك مغردون عرب الحملة على المثلوثي دون معرفة التفاصيل أو أسباب الجدل، وقالت مغردة من مصر:

وجاء في تغريدة من صحافي لبناني:

وعرفت المثلوثي أثناء غنائها في الشوارع خلال احتجاجات الثورة في 2011 ضد حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. وغنت في مراسم استلام “رباعي الحوار الوطني” التونسي لجائزة نوبل للسلام في أوسلو عام 2015.

وقالت الفنانة التونسية عبر صفحتها في فيسبوك إنها تخلت عن فكرة إقامة حفل في مدينة حيفا المحتلة في فضاء يملكه فلسطيني، بعدما أثارت جولتها في الأراضي الفلسطينية جدلا وتباينا في الآراء بين مرحب ومعارض.وأكدت أن مناصرتها للقضية الفلسطينية “مسألة محسومة وأمر واقع تعبر عنه تصريحاتها وأغانيها ومواقفها”.

وتضامن الكثير من الناشطين، تونسيين وفلسطينيين، مع المثلوثي رافضين الاتهامات والانتقادات التي تعرضت لها، واعتبروا أن القضية متشعبة ولا يصح إطلاق الأحكام، وكتب مدون:

ورأى معلقون أن الموضوع شائك ومعقد وطروحوا أسئلة: هل يجب اعتبار التطبيع جريمة؟ وما الذي يدخل في خانة التطبيع؟ وهناك فلسطينيون لا يعتبرون دخول العرب إلى فلسطين وتعاملهم مع التجار الفلسطينيين تطبيعا فلماذا يجب أن يعتبره الآخرون تطبيعا؟ وهل حلم زيارة فلسطين جريمة؟ وقالت مدونة:

واعتبر البعض أن إلغاء الحفل خطأ تواصلي من إدارة المهرجان التي فرضت قرارها على الجمهور، وقال مغرد:

وكانت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع قد نشرت رسالة مفتوحة وجّهتها إلى الفنانة التونسية، عقب إعلانها إقامة حفل غنائي في القدس ضمن مهرجان “ليالي الطرب في قدس العرب”، بالإضافة إلى إحيائها حفلات أخرى في فضاءات خاصة في رام الله وحيفا، دعتها فيها إلى “مقاطعة ومناهضة التطبيع، وأن تكون قدوة للشباب التونسي والعربي في الالتزام الملموس بدعم القضية الفلسطينية”.

وسبق أن ألغت السلطات في تونس عروضا ثقافية ورياضية لإسرائيليين بالاستعانة بأحكام قضائية عاجلة.

كما قرر المجلس العلمي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، قرب العاصمة تونس، في أبريل الماضي  التراجع عن إسناد العميد السابق للكلية الحبيب القزدغلي صفة “أستاذ متميز” لمشاركته في ملتقى تنظمه “جمعية تاريخ اليهود بتونس” بباريس ويحضره أساتذة جامعيون إسرائيليون.

وترفض تونس التطبيع مع إسرائيل ومع ذلك فشل البرلمان في أكثر من محاولة في تبني قانون يجرم ذلك. وأعلن البرلمان التونسي مؤخرا بدء لجنة الحقوق والحريات دراسة مقترح قانون يطالب بـ”تجريم” التطبيع مع إسرائيل.

5