الفنادق تسعى بعد طول انتظار لتوفير متطلبات النساء

النساء يمثلن 64 في المئة من مجمل المسافرين وعددهن في ازدياد.
الاثنين 2022/10/03
إيلاء اهتمام أكبر بالنساء

تفطن المسؤولون عن الفنادق إلى أنها تفتقر إلى المتطلبات الضرورية للنساء كالفوط الصحية وعدد أكبر من الشمّاعات المخصصة لتعليق الثياب، ومجفف شعر حقيقي، وقوائم طعام صحية لخدمة الغرف. فباتوا يسعون لتجنب النواقص والاستجابة لحاجيات النساء اللواتي يمثلن نصف عدد المسافرين في العالم. ويعتبر المهندسون المعماريون أن الفنادق أكثر جمالية ومثالية للرجال لكنها ليست كذلك من حيث النظافة للنساء.

باريس - بدأت الفنادق تولي اهتماما بالنساء اللواتي يمثلن نصف المسافرين في العالم، فباتت تسعى لاستجابة مطالبهنّ المحدّدة كتوفير فوط صحية وإمكان إغلاق أبواب الغرف من الداخل وتأمين قائمة طعام أكثر تنوعا لخدمة الغرف لا تقتصر على الشطائر المعهودة.

وقالت فاليري هوفنبرغ، وهي مؤسِسَة “شي ترافل كلوب” التي تعرّف عن نفسها بأنها أول وكالة تصنيف في العالم متخصصة في تقييم مدى تلبية الفنادق توقعات المرأة واحتياجاتها المتعلقة بخدمات السفر والضيافة، إن “الفنادق صممها رجال لرجال، وهي لم تكيّف خدماتها بالقدر الكافي مع احتياجات النساء الخاصة”.

ولاحظت أن “عدد النساء اللواتي يسافرن في ازدياد، وهن يمثّلن 64 في المئة من مجمل المسافرين، أما نسبتهنّ من كامل المسافرين لأغراض العمل فتبلغ 52 في المئة”. إلا أن إقامتهن خلال السفر قد تكون مخيّبة لآمالهنّ.

فالشعور بالأمان قد لا يكون متوافرا دائما، ومستلزمات الراحة ليست مؤمّنة في كل مكان، على ما بيّنت دراسة أجريت لحساب “شي ترافل كلوب” شملت خمسة آلاف امرأة في خمسة بلدان هي بريطانيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة والبرازيل.

الفنادق باتت تسعى للاستجابة للمطالب الأساسية للنساء كتوفير فوط صحية وإمكان إغلاق أبواب الغرف من الداخل

وشمل استطلاع “شي ترافل” 70 معيارا تتعلق بالأمان والراحة والخدمات والطعام لتنبيه إدارات الفنادق إلى “المعايير الحقيقية التي تهم النساء”، وهي ليست “الزهور أو اللون الوردي في الديكور…”، بحسب هوفنبرغ التي أسست مركز “ماري كلير للعمل من أجل المساواة” البحثي، وسبق أن تولت مهمة ممثلة خاصة لفرنسا في الشرق الأوسط.

وتهدف الوكالة إلى تمكين النساء من معرفة المؤسسات التي تحترم هذه المعايير، ومعظمها حاليا من فئتي 4 و5 نجوم، وعددها 50 في أوروبا والشرق الأوسط، من خلال شراكات مع عمالقة القطاع الفندقي كمجموعتي “إنتركونتيننتال” و”أكور”.

ويشكّل توفير فوط صحية أحد أبرز مطالب النساء فندقيا. وقال أنطوان ميدا مدير فندق “سيتي” ذي النجوم الثلاث في لوكسمبورغ والحاصل على شهادة تصنيف “شي ترافل” إن “شفرات الحلاقة ورغوة الحلاقة للرجال كانت متوافرة” في غرف الفندق، لكنه لم يكن يؤمّن “الفوط الصحية للنساء، ولا مزيل الماكياج”، فاكتشف أنه “بعيد كليا من التكافؤ والمساواة”.

وأضاف “فندقنا يقع أيضا بالقرب من محطة القطارات، وبالتالي هي ليست المنطقة الأكثر أمانا للنساء، ونحن أصلا معتادون على طلب سيارة أجرة لهنّ إلى المطعم”.

فثمة طلبات كثيرة تتعلق بالأمن، ومنها مثلا توفير حضور أمني على مدار الساعة في بهو الاستقبال، وإمكان قفل الغرفة وتزويد بابها منظارا يتيح التأكد من هوية الطارق.

ونقل موقع “شي ترافل” الإلكتروني عن إيفا (43 عاما) التي تعمل في مجال تنظيم الحفلات والأنشطة قولها “لقد أحكمت إغلاق الغرفة من خلال دعم الباب بالكنبة” بعد أن سألها شخص غريب عند وصولها هل هي بمفردها في غرفتها.

لل

وترى النساء أيضا ضرورة إخضاع الموظفين لدورات تدريبية على مكافحة التمييز الجنسي والأحكام المسبقة، وتحديد جهة يمكن مراجعتها عند حصول مشكلة، وفقا للمسح.

أما لجهة مستلزمات الراحة، فترغب النساء مثلا في توفير مرآة كاملة الطول في الغرفة، وعدد أكبر من الشمّاعات المخصصة لتعليق الثياب، ومجفف شعر حقيقي، وقوائم طعام صحية لخدمة الغرف لا تقتصر على شطائر الـ”كلوب ساندويتش”، ومرشّة الاستحمام التي يمكن حملها باليد لا ذات الرأس الثابت في السقف، بحسب هوفنبرغ.

وأشارت إلى أن “المهندسين المعماريين يعتبرون أنه أكثر جمالية ومثالي للرجال، لكنه ليس كذلك من حيث النظافة للنساء”. وقالت مديرة سلسلة فنادق “أوكو” الحديثة العمر سولين أوجيا ديفيس “عندما أنشأناها عام 2010، لم نكن بحاجة إلى أبحاث سوق لإقامة مساحات مضاءة جيدا ووضع زر لقفل الباب”.

وأضافت “يكفي أن تضم فرق التصميم نساء”.ويتم إجراء ما يقرب من 500 مليون رحلة عمل كل عام، وتشكل النساء ما يقرب من نصف هؤلاء المسافرين بغرض الأعمال. ونظرا لأن النساء أصبحن يمثلن نسبة أكبر من الموظفين المسافرين، أصبحت شركات الطيران والفنادق وشركات تأجير السيارات التي تخدم النساء المسافرات أكثر وأكثر استجابة لاحتياجاتهن الفريدة.

ومع تزايد عدد النساء اللواتي يسافرن للعمل، ازداد التركيز على السلامة الشخصية. وأصبحت المطارات الآن مضاءة بشكل أفضل، والكاميرات الأمنية تراقب الآن النشاط على مدار 24 ساعة في اليوم.

ويرى الخبراء أن هذا تغيير كبير عن السنوات الماضية. ففي الماضي كان من الممكن أن تكون امرأة تأخرت رحلتها الجوية قد وصلت إلى المنزل بعد منتصف الليل بفترة طويلة، تاركة إياها لتصل إلى سيارتها وحدها. لم يعد هذا هو الحال.

وأيضا، يتم تدريب المضيفات الآن على البحث عن النساء اللواتي يجلسن بجانب الركاب المهتمين بشكل مفرط. يعرف مضيفو الرحلة أنهم يبحثون عن الحيوانات المفترسة من جميع الأنواع، وأصبحوا أكثر مهارة في قراءة لغة الجسد للإناث اللاتي قد يشعرن بالضعف. ليس من غير المعتاد أن يتكيف المضيفون مع تغيير المقعد، إذا لزم الأمر.

ثث

وأصبحت الفنادق تعرف كيفية استيعاب النزيلات بشكل أفضل. حيث يعرف الممثلون عند تسجيل الوصول كيفية حجز النزيلات في الطوابق وإخراجهن من الطابق الأرضي مع ضمان ركوب المصعد القصير. إنهم يعرفون أيضا أنه يجب عليهم الامتناع عن ذكر رقم الغرفة بصوت عال عند تسليم مفتاح في مكتب تسجيل الوصول.

وأصبحت الفنادق اليوم جيدة أيضا في مساعدة النساء على تجنب المشي لمسافات طويلة حتى نهايات الممرات المظلمة، والفنادق مضاءة بشكل أفضل بشكل عام، ومفاتيح الغرف أكثر فاعلية، تمنع المرأة من الكفاح خارج باب الفندق للدخول.

وبمجرد دخول الغرفة، يتم الترحيب بالمسافرات بتجربة فندقية أصبحت الآن أكثر انسجاما مع تفضيلاتهن. وفي معظم الفنادق، سيجد النزيل الآن مرايا كاملة الطول، وإضاءة أفضل، ومجففات شعر أكثر قوة، وأسرّة أكثر نعومة، ومنتجات استحمام وجسم عالية الجودة. وتحتوي الثلاجات الصغيرة الآن على وجبات خفيفة صحية، وتشمل القوائم خيارات صحية، حتى وجبات نباتية في كثير من الحالات.

17