الفلسفة والسينما والشعر والسرد أول المتصدين للأزمات

الجمعية العمانية للكتاب والأدباء توثق جائحة كورونا وترصد تأثيراتها وما ستخلفه من تحولات ثقافية واجتماعية.
الاثنين 2020/05/11
الأدباء والمفكرون لهم كلمتهم (لوحة للفنان سعد يكن)

من الخطأ حصر الكتاب والمثقفين في مجال الكتابة الأدبية أو الفكرية أو العلمية المحصورة في مجالها، والتي لا ترى من الواقع إلا جزءا منه، ففي الأدب مثلا نجد الفن والجماليات كما نجد الفكر والفلسفة والسياسة والاقتصاد وحتى علم النفس وغيره الكثير من مظاهر الحياة. وقد بينت جائحة كورونا أن للكتّاب والمفكرين كلمتهم الشاملة التي يمكنها تحليل الواقع بكل تجلياته وما يطرأ عليه.

مسقط – أقرت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء إصدار كتاب يوثق رؤية الكتّاب العمانيين لجائحة كورونا، كل من واقع تخصصه، على أن تقوم الجمعية بنشر الكتاب ضمن الكتب التي تعمل على نشرها للكتّاب للعام 2021، وذلك في إطار مهامها في رصد التحولات الثقافية؛ لاسيما الفكرية والأدبية في السلطنة.

ويأتي التوجه إلى رصد آراء الكتّاب والمثقفين العمانيين بالنظر إلى أن جائحة كورونا  ستخلّف الكثير من التحولات، سواء في الجوانب الثقافية أو السياسية والاقتصادية أو الدينية أو الاجتماعية والنفسية والمعرفية، وغيرها.

رؤى عامة

الجمعية تصدر مؤلفا جماعيا لآراء الكتاب والمفكرين في جائحة كورونا لتحليل الواقع واستشراف الآفاق
الجمعية تصدر مؤلفا جماعيا لآراء الكتاب والمفكرين في جائحة كورونا لتحليل الواقع واستشراف الآفاق

تم تحديد محاور مواضيع الكتاب الجماعي من خلال 15 محوراً، بحيث يحتوي كل محور على عنصرين: الواقع وتجلياته، والمستقبل وآفاقه. وتضمن المحور الأول، وهو المحور الصحي، تطور حالة الوباء في السلطنة، وكيف  جرى التعامل معها، وتقييم المؤسسة الصحية في معالجتها، وآفاق التطور الصحي المتوقعة بعد انحسار الوباء.

ويشمل المحور الاقتصادي التداعيات الاقتصادية التي صاحبت تفشي فايروس كورونا، وكيف واجهت السلطنة ذلك، لاسيما في ظل الهبوط الحاد في أسعار النفط، والحلول المقترحة لوضع اقتصادي آمن لتجنب كوارث قادمة، صحية أو طبيعية أو غيرهما.

ويرصد المحور الاجتماعي أهم الإجراءات التي اتخذت في ما عرف بالتباعد الجسدي، وكيف تلقاها العمانيون، ويبرز أهم التحولات الاجتماعية التي يحدثها الوباء في المجتمع العماني، بالإضافة إلى استشراف الأنماط الاجتماعية المستقبلية بعد كورونا في المجتمع العماني والعالمي.

بالنسبة إلى المحور المدني، سيبحث فيه الكتّاب منطلقين من تساؤلات حول مساهمة مؤسسات المجتمع المدني في محاصرة كورونا، وهل ستشهد هذه المؤسسات من بعده تطوراً في بنيتها؟

وسيكون المحور التعليمي من أبرز محاور الكتاب، باعتبار أن التعليم كان من أولى المؤسسات التي واجهت صدمة كورونا، حيث علقت الدراسة في مؤسساته المختلفة. وسيطرح هذا المحور تساؤلات حول كيف جرى التعليم أثناء الجائحة؟ وما صور التعليم المستقبلية بعد كورونا سواء في ظل الوضع الطبيعي أم خلال الكوارث؟

وفي المحور القانوني كان للقانون حضوره في مواجهة جائحة كورونا، ولذلك يطرح هذا المحور تساؤلات حول حضور الموقف القانوني، وهل واكبت التشريعات العمانية الحدث؟ وما أشكال ومسارات التكييف القانوني المستقبلي لما بعد الوباء؟

ونظرا إلى أن الإعلام كان حاضراً في تغطية أحداث كورونا المنعكسة على السلطنة، فسيطرح المحور الإعلامي تساؤلات عن الدور الذي قام به الإعلامالعماني، وما التأثير الذي لحقه من الوباء؟ كاشفا آفاق تطور المنظومة الإعلامية بكافة أشكالها التقليدية والحديثة في ما بعد كورونا.

الأدب والفلسفة والعلوم

أي تأثير للجائحة؟
أي تأثير للجائحة؟

ستتطرق محاور الكتاب إلى الهيكل الإداري للدولة، فيما يعبر المحور الديني للكتاب عن تحليل الخطاب الديني في السلطنة أثناء كورونا، ورصد أهم الآراء والفتاوى في ذلك، واستشراف مسار الخطاب الديني بعد الجائحة.

ويرصد محور السرد أهم الأعمال التي تعرضت للجائحة، وما قيمتها لكونها تشكل سبقاً في الرصد؟ وهل سنشهد أعمالاً عمانية روائية وقصصية في هذا الجانب؟ وما مقدار الإبداع الذي يمكن أن تضيفه الكوارث إلى السرد بكافة أشكاله؟

ويتساءل محور السينما عن السينما وما إذا كانت حاضرةً لرصد الجائحة في وقتها بالسلطنة؟ محللا جوانب الإبداع في هذا الرصد، ومبينا التحولات التي ستلحق بالسينما بعد كورونا ومفاهيم العزل الصحي والتباعد الاجتماعي.

أما محور الشعر فسيطرح تساؤلات من قبيل هل واكب الشعراء العمانيون صدمة كورونا؟ وهل قدموا شعراً مبدعاً؟ وهل سيخلد شعرهم أحداث الجائحة، والحالة النفسية التي عاشها العمانيون؟

كما يجيب هذا المحور عن أسئلة أخرى عديدة، مثل هل سيظل الشعر أداة أدبية مواكبة لكل المجريات العالمية أم يكتفي بالمشاعر البشرية العامة في الوضع الطبيعي؟

المحور التعليمي من أبرز محاور الكتاب، باعتبار أن التعليم كان من أولى المؤسسات التي واجهت صدمة كورونا

وحيث إن جائحة تفشي فايروس كورونا (كوفيد – 19)  كانت صدمة عالمية، ولا بد أنها أثرت نفسياً على البشر، فسيطرح الكتاب عبر المحور النفسي تساؤلات حول تأثير الجائحة على العمانيين، وهل وجدت فعلاً معالجات نفسية لهذه الصدمة؟ وهل سنجد مستقبلاً مراكز بحثية في علم النفس تواكب تحولات المجتمع والدولة في السلطنة؟

وينطلق المحور الفلسفي مما يوجه للفكر العربي عموماً من نقد بشأن غياب البعد الفلسفي عنه. ويتساءل هذا المحور، إن كان هذا ينطبق على الوضع الفكري في السلطنة؟ وهل وجدت مقالات فلسفية تعالج هذا الجانب؟ وهل ثمة أمل في انبعاث فلسفي بعد جائحة كورونا؟

وقد كشفت جائحة تفشي فايروس كورونا عن تأخر عالمي في البحوث؛ لاسيما التي تهتم بالجوانب الحيوية للبشرية في الأوقات الطارئة، ولذلك يطرح محور البحوث العلمية تساؤلات حول كيفية تعامل السلطنة مع فكرة مشاركة العالم في البحث العلمي؟ وهل أسهمت في ذلك؟ وهل ستفعّل السلطنة مجال البحث العلمي بقوة أكبر؟ وهل ستنشئ مراكز للبحوث العلمية المتخصصة؟ وما مدى إمكانية صنع كوادر عمانية كمراجع عالمية في هذا المجال؟

14