الفلسطيني "أبوالعبد" يقاوم الجيش الإسرائيلي: مقطع تمثيلي أم عفوي

مستخدمو مواقع التواصل يحللون مقطع فيديو ظهر فيه رجل فلسطيني في مواجهات ضد الجيش الإسرائيلي، متسائلين هل كان مقطعا عفويا أم تمثيليا، خاصة أنهم حللوا مقطع الفيديو وتوصلوا إلى نتيجة مفادها “توزيع جيد للكاميرات وإخراج مضروب”.
رام الله- انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية مؤخرا، مشاهد لرجل فلسطيني يدعى سعيد عرمة (51 عاما)، وهو يشارك في المواجهات ضد الجيش الإسرائيلي بقريته “دير جرير” وسط الضفة الغربية.
وأظهرت مقاطع مصورة التقطها مصور الأناضول للرجل الفلسطيني الملقب بـ”أبوالعبد”، وهو يرتدي الكوفية والعِقال والزي الفلسطيني التقليدي “القمباز”، مستخدما المقلاع في إلقاء الحجارة خلال مواجهة الجنود الإسرائيليين. وأثارت المشاهد جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. ففيما احتفى بها قسم من المغردين مشددين على شجاعة الرجل، انبرى آخرون على تحليل المشاهد ليقولوا إنها “مشاهد تمثيلية” وترويجية وغير مقنعة. وغرد الباحث الفلسطيني في علم الاجتماع العربي بلال الصباح:
وظهر في مقطع الفيديو شاب متكئ على مرفقه يراقب الوضع دون أن يحرك ساكنا وهو ما أثار سخرية. وقال معلقون إن المقطع كاملا عبارة عن “مسرحية سخيفة”. وشرح مغرد:
3zivv@
“واحد ماسك قطعة شينكو يحمي نفسه من الرصاص، الأخ الثاني اللي متكي ناقصه أرقيله، بعد ناهيك عن توزيع الكاميرات والإخراج المضروب”.
والشينكو هي ألواح الصاج المعدنية التي تستخدم في عمل حوائط وسقوف المظلات. وأصل الكلمة جاء من اسم الشركة اليابانية “Shinko”، التي كانت تورد تلك الألواح. لكن مغردة دافعت عن المقاومين وكتبت:
وأضاف المغرد:
3zivv@
“قطعة الشينكو اللي ماسكها ما ترد ذبانة عنه والدليل لما رماها على الأرض بيّنت قد إيش خفيفة، بعدين وش المعركة ذي اللي ما فيها مصابين ولا الجندي أحول يرمي بالجهه الثانية؟ وسبحان الله بالصدفة الكاميرات موزعة وكلها تلقط شخصا واحدا وهو سعيد عرمة، منتسب لتنظيم حركة فتح”.
وقال معلقون إن المقطع أتى بمفعول عكسي حيث صور أن الجيش الإسرائيلي جيش أخلاقي. وغرد حساب:
وتساءل معلقون منتصرون للمقاومين عن سبب القيام بمسرحيات، وطالبوا المشككين بتوفير تحرياتهم لأن “لا أحد يحتاجها، والحقيقة أكبر من أن تحجب بادعاءات”. وسخر مغرد:
3zivv@
“الجواب سهل جدا، لأنهم يبغون أن يعيدوا سيناريو حادثة محمد الدرة التي جاءت بعدها انتفاضة، لكن بعد هذه الحادثة كل مسرحياتهم كانت فاشلة لا شك أن القضية عادلة وشريفة لكن سُلطتها فاسدة”.
وفي حديث للأناضول قال “أبوالعبد”، إن “الدفاع عن الأرض لا يقتصر على الشباب، كل شرائح المجتمع مطالبة بالدفاع والمشاركة، حتى نساء قريتنا يشاركن فيها”. وانهالت التعليقات من رواد منصات التواصل الاجتماعي، تعليقا على مشاركة الحاج بالمواجهات من قبيل “سلمت يداك”، “شعب يرفع الرأس”. فيما استذكر آخرون مشاهد انتفاضة الحجارة عام 1987. ولم يسبق أن تعرض عرمة للاعتقال أو الإصابة.
يذكر أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باتوا يدققون في مقاطع الفيديو، التي يقولون إن أغلبها تمثيلي، تديرها أطر سياسية لتسويق نفسها على حساب معاناة الفلسطينين. وقال مغرد:
ويقول معلقون إن المشاهد التمثيلية باتت تسيء للقضية الفلسطينية، مؤكدين أن أضرراها أكثر من نفعها. وفي السنوات الماضية، نقص رصيد التعاطف مع الفلسطينيين بشكل كبير وأصبح من المعتاد رؤية عبارة “القضية الفلسطينية ليست قضيتي” على مواقع التواصل الإجتماعي.
ويقول كثيرون إن العرب بشكل عام فقدوا الاهتمام بما يحدث في الأراضي الفلسطينية بسبب تحول مؤثرين، فلسطينيين إلى بيادق بأيادي دول تعادي بلدانهم وباتوا يخوضون حروبا بالوكالة لأجل مصالحهم الخاصة باسم القضية الفلسطينية.
ويحذر كثيرون من اندفاع قطاعات من مستخدمي فيسبوك أو تويتر في تبادل الشتائم والاتهامات ما قد تكون له انعكاسات سلبية، بالأخص على مستوى العلاقات بين الشعوب. وفي سياق آخر، يصر مغردون أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية فقط، ليس لها علاقة بالدين ولا بالقومية العربية.