الفلسطينيون يفضلون موسكو على وارسو

روسيا تسعى إلى إنجاز اختراق في جدار الانقسام الفلسطيني، قبيل انعقاد مؤتمر وارسو الذي دعت إليه الولايات المتحدة ويناقش أزمات الشرق الأوساط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
الاثنين 2019/02/11
انفتاح على لاعبين جدد

موسكو- تبدأ الاثنين جلسات الحوار الفلسطيني في العاصمة الروسية موسكو وتشارك فيها معظم الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس، والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب، على أن تختتم الثلاثاء بلقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وتأتي الجلسات الحوارية التي تهدف من خلالها روسيا إلى إنجاز اختراق في جدار الانقسام الفلسطيني، قبيل انعقاد مؤتمر وارسو الذي دعت إليه الولايات المتحدة ويناقش على مدى يومي 13 و14 فبراير الجاري أزمات الشرق الأوساط بما في ذلك القضية الفلسطينية.

ويريد المسؤولون الأميركيون وخاصة المكلفين بوضع خطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهما مستشارا الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، استثمار هذا المؤتمر الذي تحتضنه بولندا ولن تحضره موسكو في جر الفلسطينيين لمناقشة الخطة المعروفة بـ”صفقة القرن” والتي باتت وفق التسريبات جاهزة، ويرجح أن يتم الكشف عن تفاصيلها بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية في أبريل المقبل. وقد أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ترفض المشاركة في المؤتمر الذي تصفه بـ”المؤامرة الأميركية”.

ويرى محللون أن كوشنر وغرينبلات يراهنان على قمة وارسو التي ستحضرها نحو 40 دولة، ليس فقط لجر أقدام السلطة الفلسطينية التي تقاطع الإدارة الأميركية منذ ديسمبر 2017 بسبب اعتراف الأخيرة بالقدس عاصمة لإسرائيل، بل وأيضا للتمهيد دوليا لطرح الخطة الموعودة، وقد يشكل ذلك حافزا للمجتمعين في موسكو للتعالي عن حساباتهم السياسية وفتح المجال أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية وإن كان ذلك يبقى أمرا مشكوكا في حدوثه.

ووصلت الأحد وفود 10 فصائل فلسطينية إلى العاصمة الروسية. وقال عضو المكتب السياسي لـ”حزب الشعب” الفلسطيني وليد العوض، إن “الوفود ستعقد على مدار يومين اجتماعات في ما بينها ولقاءات مع إدارة وباحثين بمركز الدراسات الشرقية الروسي، لبحث مختلف قضايا المنطقة والملف الفلسطيني بما يشمل الحديث عن المصالحة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية”.

اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وما تلاه من خطوات مثيرة للجدل تعكس مدى انحياز الإدارة الأميركية الحالية لإسرائيل من قبيل وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية، فرصة لروسيا لتعزيز حضورها في الملف الفلسطيني

وذكر أن الفصائل ستجري في 12 فبراير اجتماعا رسميا مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، لاستعراض مجمل النقاشات التي أجرتها. ولفت القيادي البارز في “حزب الشعب” إلى أن الوفود الفلسطينية ستغادر موسكو يوم 13 فبراير، أي بالتزامن مع انعقاد وارسو.

وكان القيادي بحركة حماس إسماعيل رضوان في وقت سابق، قال إن “أجندة الاجتماعات بموسكو ستشمل بحث التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وخاصة ملف الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الداخلية”.

ولا يعرف ما إذا كانت الاجتماعات ستشهد لقاءا مباشرا بين وفدي فتح وحماس، في ظل تحفظ السلطة الفلسطينية على ذلك بدعوى أن اللقاء يجب أن يسبقه قيام حماس بتطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع في 12 أكتوبر 2017، وتسليم إدارة قطاع غزة للحكومة الفلسطينية.

ويستبعد العديد من المحللين أن تنجح اجتماعات موسكو في ردم الهوة بين حركتي فتح وحماس، بيد أن جمع هذا العدد من الفصائل يشكل نقطة إيجابية يمكن البناء عليها. وأظهرت روسيا في السنوات الأخيرة رغبة في لعب دور متقدم في الملف الفلسطيني في سياق مساعيها لمنافسة النفوذ الأميركي في المنطقة.

وشكل اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وما تلاه من خطوات مثيرة للجدل تعكس مدى انحياز الإدارة الأميركية الحالية لإسرائيل من قبيل وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية وأيضا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فرصة لروسيا لتعزيز حضورها في الملف الفلسطيني.

وفي 26 يناير، كشف السفير الفلسطيني لدى روسيا عبدالحفيظ نوفل عن حوار مرتقب بشأن المصالحة، يجمع عددا من الفصائل بالعاصمة موسكو في 11 فبراير الجاري. ويسود الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس منذ عام 2007، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه.

وآخر اتفاق للمصالحة وقعته حماس وفتح كان بالقاهرة في 12 أكتوبر 2017، لكنه لم يطبق بشكل كامل، بسبب نشوب خلافات كبيرة حول عدة قضايا، منها تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم حماس أثناء فترة حكمها للقطاع.

2