الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة في أجواء من التوتر مع إسرائيل

القدس – أحيا الفلسطينيون الأحد الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة التي تتزامن مع توترات وتصعيد مع الإسرائيليين.
وتجمع الآلاف من الفلسطينيين الأحد وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية.
ورفع المشاركون الرايات السوداء وأخرى رسم عليها “مفتاح العودة” الذي يرمز إلى مفاتيح البيوت التي حملها أصحابها لدى مغادرتها في العام 1948، فيما أطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة.
وكان مجلس الوزراء الفلسطيني دعا إلى إحياء ذكرى النكبة من خلال “مسيرة العودة” المركزية في مدينة رام الله حيث مقر القيادة الفلسطينية.
ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو من كل عام ذكرى النكبة عام 1948 عندما هجر مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم خلال الحرب التي سبقت قيام دولة إسرائيل.
ومساء الرابع عشر من مايو عام 1948 أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة أول المعترفين بها.
ولا يفصل الفلسطينيون بين النكبة ووعد بلفور في الثاني من نوفمبر 1917، وقد تبنت بريطانيا بشكل جدي المشروع، وأعلنت إنشاء “وطن قومي لليهود في أرض فلسطين”.
ويقولون إن بريطانيا بإصدارها الوعد فتحت الباب على مصراعيه أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين حتى عام 1948، وأسست للنكبة.
وبعد أقل من عقدين احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين وتحديدا الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة، وأراضي عربية في لبنان وسوريا والأردن ومصر.
ويصف مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (حكومي) النكبة بأنها “شكلت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن الماضي”.
ويذكر أن “النكبة شردت قسرا وبالقوة” نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
6.4 مليون لاجئ فلسطيني ونحو 100 ألف قتيل منذ نكبة 1948 إلى اليوم
وفي “النكبة” أقيمت إسرائيل على أكثر من 85 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، وجرى تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية.
ونفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني.
وفي حينه تعرض قرابة 4700 فلسطيني للاعتقال، يضاف إليهم نحو 500 أسير عربي.
ورغم التدمير والقتل والتشريد، بقي نحو 150 ألف فلسطيني فقط في المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، وارتفع عددهم ليصل نحو مليون و700 ألف حتى نهاية 2021، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وخلال النكبة وفي الصراع المستمر منذ عام 1948 فقد ما يزيد عن مئة ألف فلسطيني حياتهم، بينهم 11 ألفا و358 منذ انطلاق انتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000) وحتى الثلاثين من أبريل 2022.
ووفق المعطيات، فإن عدد الأسرى في سجون إسرائيل يقدر اليوم بنحو 4.450، من بين قرابة مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.
ووفق الإحصاء بلغ عدد الفلسطينيين في أنحاء العالم 14 مليونا نهاية 2021، وهو ما يعني تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ 1948.
ويتوزع الفلسطينيون كالتالي: 3 ملايين و200 ألف في الضفة الغربية، منهم 477 ألفا في القدس الشرقية.
كما يوجد مليونان و100 ألف في قطاع غزة، فيما يتواجد العدد المتبقي في الشتات (خارج فلسطين التاريخية).
واليوم يشكل الفلسطينيون نحو 49.9 في المئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 في المئة، لكنهم يستغلون أكثر من 85 في المئة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية، وفق الإحصاء.
وهذا العام يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة تحت شعار “كفى 74 عاما من الظلم والكيل بمكيالين – نكبة فلسطين جريمة لا تسقط بالتقادم”.
وتحل الذكرى على وقع أصداء رسالة من مفوض عام وكالة الغوث الدولية “أونروا” فيليب لازاريني إلى اللاجئين، وتحدث فيها عن محاولات لاستكشاف إمكانية الشراكة مع مؤسسات أخرى في الأمم المتحدة للتغلب على الأزمة التي تعانيها الأونروا.
وتقول الرسالة التي نشرها موقع الأونروا الإلكتروني في الثالث والعشرين من أبريل إن “أونروا” تعاني من ضائقة مالية وأنه “أصبح من المعتاد تقريبا أن يتوسّل المفوض العام طلبا للمساعدة”.
وأضاف لازاريني أن من طرق ضمان استمرار تقديم الخدمات هو زيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة.
والحل الذي طرحه المسؤول الأممي أثار غضب الفلسطينيين وسارعت منظمة التحرير إلى رفضه ومطالبة لازاريني بسحب رسالته.
وقالت دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة إنها “ترفض بشكل قاطع دعم مفوض عام الأونروا لخيار نقل بعض صلاحيات الأونروا لمنظمات دولية أخرى”.
وعبرت “عن صدمتها لما ورد في رسالة المفوَّض العام”، مضيفة أنه ليس من صلاحياته طرح حلول لمعالجة العجز المالي تمس بتفويض عمل الأونروا.
ورأت الدائرة أن تلك الرسالة “تحمل في خباياها أبعادا سياسية لتصفية الأونروا ونقل صلاحياتها لمنظمات دولية وحكومات الدول المضيفة”.
ويستمر التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لاسيما باحة المسجد الأقصى منذ مارس الماضي، بعد سلسلة عمليات استهدفت إسرائيليين، لاسيما في تل أبيب ومحيطها، قتل فيها 19 شخصا.
وقتل 33 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، عدد منهم من منفذي الهجمات، وآخرون في عمليات أمنية إسرائيلية أو مواجهات.