الفقر يدفع بالأفغانيات إلى أسواق النخاسة

أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشها الشعب الأفغاني تحت حكم طالبان.
الاثنين 2022/01/17
بأي ذنب بيعت؟

كابول - في أفغانستان، حيث ازداد الفقر والبؤس بعد وصول طالبان إلى السلطة، وجدت عائلات من سكان ولاية هرات (غرب) نفسها بين مطرقة الدقيق الجاف وسندان الموت جوعا.

وأدى وصول طالبان إلى السلطة وقطع المساعدات الدولية بسبب خروج قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة من البلاد إلى تعميق أزمات الجوع والبؤس في البلاد.

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني نصف سكان البلاد من صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية، فيما تضطر أعداد كبيرة من العائلات إلى بيع بناتها لتوفير كفاف يومها من الخبز في بلد وصلت معدلات الفقر فيه 97 في المئة.

1500

دولار سعر بيع طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات لغرض تزويجها

وفي الخامس عشر من أغسطس الماضي سيطرت طالبان على أفغانستان، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أميركي اكتملت نهاية الشهر ذاته.

وفي منطقة شهر سبز، التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن وسط مدينة هرات (مركز المحافظة)، أُجبر الآلاف من الأشخاص على الهجرة من المحافظات المجاورة بسبب الجفاف الذي تفاقم خلال الثلاثة أعوام الماضية والصراعات المسلحة بين طالبان والحكومة السابقة.

ويكافح مير حمزة موسازي وعائلته من أجل البقاء في شهر شبز، وليس في حوزتهم ما يأكلونه سوى بضعة كيلوغرامات من الدقيق.

ويعيش موسازي مع زوجتيه و5 بنات و6 أولاد في منزل من غرفتين من الطين، لا يحتوي على مرحاض ومطبخ وكهرباء وماء وموقد.

ويتعلم الأطفال القراءة والكتابة في مدارس الخيام التي أقامتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ويعودون إلى منازل متهالكة ذات نوافذ مغطاة بالنايلون وسقف يقطر منه المطر، لذلك، يجد الأطفال أنفسهم مضطرين للنوم تحت ألحفة سميكة حتى لا تتجمد أطرافهم مع انخفاض درجات الحرارة في ساعات المساء  والصباح الباكر.

ويقول موسازي الذي عمل في السابق مزارعا إنه مريض ولا يستطيع العمل، وإن العائلة تعتمد على زوجتيه والبنات اللائي يعملن في تنظيف الصوف وصناعة الحبال.

وأشار إلى أنه باع ابنته البالغة من العمر 5 سنوات لشخص من قندهار مقابل ألف و500 دولار العام الماضي، وأن هذا الشخص اشترى ابنته ليزوجها لابنه، وأن تلك العائلة تعيش اليوم في باكستان.

وأوضح أن المئات من الأشخاص مثله في المنطقة يرغبون في بيع بناتهم بسبب الفقر، مشيرا إلى أن العائلات التي تبيع بناتها لا تستطيع التواصل معهن إلا مرة واحدة في السنة.

نصف سكان أفغانستان يجدون صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية، فيما تضطر أعداد كبيرة من العائلات إلى بيع بناتها لتوفير كفاف يومها من الخبز

ولفت موسازي إلى أنه قبل ثلاثة أشهر باع ابنته البالغة من العمر 3 سنوات لعائلة من قندهار مقابل 50 ألف أفغاني (500 دولار)، وإن الفتاة ستؤخذ من المنزل عندما تبلغ السادسة من عمرها.

وقال “ليس لدينا حتى نقود لشراء حفنة طحين في الوقت الحالي. لقد بعت ابنتاي. لدي 4 أخريات ولا بد لي من بيعهن. نحن جائعون، ليس لدينا عمل ولا مصدر رزق يوفر لنا كفاف يومنا”.

وفي العائلات الأفغانية التي تكافح من أجل البقاء، عادة ما يكون الأولاد الذكور قادرين على جلب مبلغ صغير من المال من خلال العمل في وظائف مثل تلميع الأحذية وجمع البلاستيك والورق من القمامة وغيرها من الأعمال التي توفر دخلا قليلا جدا.

ومع ذلك، فإن بعض العائلات تريد “التخلص” من بناتها لأنهن لا يمتلكن القدرة على المساهمة في دعم الأسرة ماليا. لهذا السبب، يعد بيع الفتيات الصغيرات للزواج أمرا شائعا في جميع أنحاء البلاد.

ويمكن للمشترين السماح للفتيات بالبقاء مع أسرهن حتى سن 11 - 12 عاما. وعندما تصل الفتيات إلى هذا العمر، يجبرن على الزواج من المشترين أو أبنائهم.

5