الفضائح تستهوي جمهور تويتر العربي

"فضيحة" الكلمة المفتاح لجذب الأغلبية الساحقة من مستخدمي مواقع التواصل الذين أصبحوا مدمنين على استهلاك مواضيع تافهة.
الرياض – تصدر هاشتاغان فضائحيان الترند على موقع تويتر في السعودية ليتبين من بعد أن الأمر قصة ملفقة بغرض الترويج لحساب سنابشات للحصول على متابعات.
وبدأ الأمر بإطلاق هاشتاغ #تسريب_صورة_الزين_القحطاني على تويتر.
ولم يعرف من تكون “زين القحطاني”، وأي نوعية للصورة المسربة، ما جعل مغردين يتجندون للبحث عن الصورة. وسرعان ما أطلق هاشتاغ #استروا_عليها_ترا_مو_صورتها (ليست صورتها)، للإيحاء بأن الصورة إباحية، وهو ما جعل مستخدمي تويتر في حيرة لإيجادهم الصورة المقصودة. وفي النهاية يتبيّن أن “زين” هذه شخصية وهمية وأن لا أساس للقصة أصلا.
وقال معلق:
@6mzmzmz
“بعيدا عن المثاليات وبغض النظر عن صحة الهاشتاغ أو كذبه فيه ناس هوايتها البحث عن فضائح الناس”.
ويقول مغردون إن “الأغلبية الساحقة من مستخدمي مواقع التواصل أصبحوا مدمنين على استهلاك مواضيع تافهة، أصابت المتتبع العربي بفايروس الرداءة.
وكتب حساب:
albwadi2013
#تسريب_صورة_الزين_القحطاني على تويتر..
“معاد ينطاق (لم يعد يطاق) صراحة صار الناس شغلها الشاغل فضايح الناس نسأل الله الستر والعافية”.
واقترح البعض تغيير اسم تويتر إلى “فضائح”.
وفتح تصدر الهاشتاغين النقاش حول هوس مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بـ”البحث عن الفضائح”.
واعتبر مغرد:
@0Is3vOqTdWO5iJS
“التفسير الوحيد لهذه التصرفات الفراغ وتفاهة العقول.. اشغلتونا!”.
وطالب آخر:
@iB_004
قاوم رغبة البحث عن فضائح الناس داخلك.
وباتت كلمة “فضيحة” العبارة السحرية التي تجذب الملايين لمشاهدة مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حتى وإن لم تكن الحقيقة كذلك، حتى أنها أصبحت حيلة يلجأ إليها المتعطشون لجلب الإعلانات، أو الانتقام من شخص ما وابتزازه أحيانا، بل يتطور الأمر إلى استخدام الكلمة للترويج إلى مقاطع الفيديو الدعوية بهدف وعظ المستخدم رغما عن أنفه.
ولم يسلم أحد من نجوم الفن والسياسة والرياضة والإعلام من الزج باسمه في عناوين فضائحية توسم بها مقاطع فيديو، سواء كانت تحتوي فضائح حقيقية أو مفبركة.
وهذا الأسبوع، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عدة نُسبت إلى عارض الأزياء السعودي زياد المسفر، حيث قام مغردون سعوديون باتهامه بـ”الهوس الجنسي” وذلك بسبب فيديو جنسي تم تداوله عبر حسابه على تطبيق سنابشات.
وتصدر هاشتاغ #مقطع_زياد الترند الأول في السعودية، وسط تكهنات المغردين حول مصداقيته، فبينما رأى آخرون أنه ليس صاحب المقطع، وأكد البعض أنه صوته، وأنه يعود له، بينما طالبت فئة بالقبض عليه.
كما عادت الفنانة الكويتية هيا الشعيبي إلى دائرة الجدل مجددا، بعد بضعة أيام على اتهام مغردين سعوديين لها بالإساءة إلى بلادهم، لكن هذه المرة بسبب مقطع خادش نشرته في حسابها عبر تطبيق سنابشات.
قالت صحيفة “المجلس” الكويتية، إن رجال المباحث ألقوا القبض على فنانة بسبب نشرها مقطعا “إباحيا” قبل عرضها على النيابة العامة، لكن الصحيفة الإلكترونية لم تسمِّ هذه الفنانة باسمها.
كانت الممثلة الكوميدية قد نشرت صورة عبر سنابشات تداولها الكثير من المغردين السعوديين الغاضبين، تظهر أمير الكويت الراحل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث علقت عليها بعبارة “اللهم إنه كان نصيرا للحق عدوا للباطل اللهم ارحمه برحمتك”.
سعوديون اعتبروا هذه الصورة مسيئة لبلادهم، وإشارة إلى أن قطر في موضع حق والسعودية في موضع باطل في الخلاف الخليجي الحالي بين الطرفين.
وبعد انتشار مقطع الفيديو الخادش للحياء، بررت الشعيبي ذلك بأن حسابها كان “مخترقا لأكثر من مرة”، لكن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت ودول خليجية أخرى شككوا في رواية الفنانة.
ولم تعلن وزارة الداخلية في الكويت، أي خبر رسمي حول هذا الشأن.
وطالب مغردون بمحاسبة الشعيبي على نشرها هذا المقطع المخل في حسابها الذي يحظى بمتابعة واسعة. وأطلق سراح الممثلة.
وتساءل مغرد:
ورغم سذاجة هذه المنشورات إلا أن أصحابها يعرفون أن النسبة الكبرى من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تنتمي إلى فئة البسطاء، وتنطلي عليهم الحيل وهي تستخدم من أجل زيادة عدد المعلنين الذين يريدون إيصال إعلاناتهم إلى أكبر عدد من المستخدمين مهما كان تفكيرهم، إلا أن البعض أيضا قد يلجأ إلى هذا النوع من المنشورات لزيادة عدد الإعجابات بصفحته لا أكثر.
ويمتلك القائمون على إنتاج هذه المنشورات رؤية واضحة عن أكثر ما يجذب المستخدمين البسطاء لكونهم الشريحة الأكبر، فهم إما يستغلّون الجانب الإيماني والتسليمي في الدين، سواء أكان الدين الإسلامي أم غيره، أو يستغلّون الجانب الغريزي الذي يشكّل هوسا للكثير من الشباب.
ولا يخص الهوس الفضائحي العرب حصرا إذ أنه مشكلة عالمية لكنها تكتسب زخما أكبر عربيا.
يذكر أنه بغض النظر عن صحة القصة المتداولة فهي تنتشر أكثر من الحقيقية على مواقع التواصل. وأظهر تحليل للتغريدات المنشورة على موقع تويتر من قبل 3 ملايين شخص بين عامي 2006 و2017، أن الأخبار المزيفة تنتشر أكثر من الحقيقية بست مرات على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان الباحثون في مختبر وسائط الإعلام التابع لـ”معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” تابعوا انتشار 126 ألف قصة على تويتر. وتعتبر التغريدة بمثابة قصة إذا تضمنت ادعاء ما، ما يعني أنه لا يجب ربطها بأي قصة معينة من مؤسسة إخبارية.