الفصائل الفلسطينية تقرّ ميثاق شرف يجنبها سيناريو انتخابات 2006

القاهرة – وقعت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة الثلاثاء على ميثاق شرف لضمان ”شفافية ونزاهة” الانتخابات المقبلة.
ويشدد ميثاق الشرف الواقع في 25 بندا على “تجريم وتحريم الاحتكام إلى السلاح” خلال الأنشطة الانتخابية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 22 مايو، والرئاسية في 31 يوليو، وستكون الانتخابات الفلسطينية الأولى منذ 15 عاما.
وتحاول اجتماعات الفصائل الفلسطينية الخروج بتفاهمات حول معايير الانتخابات ووسائل تطبيقها، تجنبا لتكرار سيناريو انتخابات العام 2006 التي آلت إلى انقسام سياسي.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي يصنّفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظّمة إرهابية، قد حققت فوزا كاسحا في الانتخابات الأخيرة، ولم يعترف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنتائجها.
وأدى ذلك إلى صدامات دموية في العام التالي وإلى انقسام السلطة الفلسطينية. ومنذ ذلك الوقت، تتولى حركة فتح مقاليد السلطة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، فيما تتولى حماس إدارة قطاع غزة منذ 2007، العام الذي فرضت فيه إسرائيل حصارا خانقا على المنطقة الساحلية.
ولتجنّب تكرار التوترات وأعمال العنف التي اندلعت في العام 2009، التقت الحركتان في فبراير في القاهرة واتّفقتا على مجموعة خطوات، بما فيها تشكيل “محكمة قضايا الانتخابات” للإشراف على العملية الانتخابية.
ورعت مصر جهود المصالحة الفلسطينية، على أمل أن تفضي جهودها في النهاية إلى رأب الصدع وإنهاء الانقسامات بين الفرقاء الفلسطينيين، واستئناف مفاوضات السلام المجمدة على أساس حل الدولتين والقدس عاصمة لدولة فلسطين.
والثلاثاء انطلقت الجولة الثانية من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة للبحث في ملف الانتخابات التشريعية المقبلة وتوفير الآليات اللازمة لنجاحها، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بحضور الفصائل التي شاركت في الجولة الأولى خلال فبراير الماضي ومن بينها حركتا فتح وحماس.
وكان أمين سرّ اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس وفدها في اجتماعات القاهرة جبريل الرجوب قال خلال تصريحات إعلامية الثلاثاء، إن الفصائل المجتمعة ستقر وثيقة شرف تشكل “ضابط إيقاع ومدونة سلوكية، لكل القوى السياسية والشعب الفلسطيني.. لضبط إيقاعنا كلنا، وسلوكنا في العملية الانتخابية”.
ووقعت الميثاق 14 فصيلا تعهّدت “الالتزام بنتائج الانتخابات التشريعية النهائية والرسمية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية ومحكمة قضايا الانتخابات المختصة”.
وأعلنت كذلك “الالتزام بعدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط أو التخويف أو التخوين أو التكفير أو العنف أو أي شكل من أشكال الابتزاز الوظيفي ضد أي من المرشحين والمرشحات أو من الناخبين والناخبات”.
ونص الميثاق أيضا على “الالتزام بعدم إقامة أي فعاليات انتخابية أو استخدام دور العبادة (المساجد، الكنائس) بشكل مباشر أو غير مباشر في الدعاية الانتخابية بأي شكل من الأشكال”، كما و”الامتناع عن إثارة النعرات أو استغلال المشاعر الدينية أو الطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية أو العنصرية بين فئات المواطنين”.