الفشل يطرق باب مباحثات المرحلة الانتقالية لبريكست

كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي يؤكد أنه 'ليس بمقدور المملكة المتحدة رفض تمديد الفترة الانتقالية وفي الوقت نفسه إبطاء المباحثات في بعض المجالات'.
السبت 2020/04/25
عبء ثقيل ملقى على عاتق المفاوضين

يعزز الفشل الذي شهدته الجولة الثانية من مباحثات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي المخاوف من نهاية المرحلة الانتقالية التي تعيشها لندن حاليا دون التوصل إلى اتفاق حول العلاقة المستقبلية بين الطرفين في وقت بدأت فيه بريطانيا رحلة البحث عن شركاء جدد حيث تأمل في إبرام اتفاق تجاري حر مع الولايات المتحدة.

بروكسل – أعلن الاتحاد الأوروبي أن الجولة الثانية من مباحثات إتمام بريكست قد فشلت في الوصول إلى نتائج ملموسة، وذلك في وقت عقّد فيه تفشي فايروس كورونا في أوروبا مهمة التباحث في ظروف ملائمة ليزداد بذلك التوجس من مصير العلاقة المستقبلية بين التكتل الأوروبي والمملكة المتحدة.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في بروكسل أعرب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي مع المملكة المتحدة بشأن علاقة ما بعد بريكست، ميشال بارنييه، عن الأسف لعدم إحراز “تقدم ملموس”، وذلك عقب الجولة الثانية من المحادثات.

وقال بارنييه “هدفنا الذي كان يقضي بإحراز تقدم ملموس أنجز جزئيا”، مضيفا أنّه “ليس بمقدور بريطانيا رفض تمديد العملية الانتقالية وفي الوقت نفسه إبطاء المباحثات في بعض المجالات”.

ويدفع هذا الإخفاق إلى التساؤل عما يخفيه المستقبل القريب للطرفين خاصة في ظل تعنت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون الذي يرفض تمديد الفترة الانتقالية والتي ستحدد من خلالها طبيعة العلاقة المستقبلية بين التكتل والمملكة. وتنتهي الفترة الانتقالية في الـ31 من ديسمبر المقبل.

ومنذ خروج المملكة من التكتل في الـ31 من يناير الماضي أعرب جونسون علنا عن عدم رغبته في تمديد هذه الفترة، بل ذهب أبعد من ذلك من خلال الحديث عن تجهيزه لمشروع قانون يمنع أي تمديد في هذه الفترة، متسلحا في ذلك بعروض مغرية من واشنطن وسيول لإبرام اتفاقيات تجارة فيها من الامتيازات ما يغنيه عن أي اتفاق آخر مع بروكسل. وبعد ضمان خروجها ظهرت أبرز النقاط الشائكة التي ستعترض طريق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال بارنييه “نحن بحاجة إلى إيجاد حلول بشأن أصعب المواضيع”. وأضاف “يجب أن تكون العلاقة المستقبلية مع بريطانيا طموحة من حيث تساوي الفرص”.

بريطانيا أكدت أنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق مع الأوروبيين وأنه كانت هناك اختلافات كبيرة في المبدأ في مجالات أخرى

وفي حديثه عن النقاط العالقة بين الطرفين أكد بارنييه أنه “لم تحرز المحادثات أي تقدم بشأن صيد الأسماك”.

وجدد المفاوض الأوروبي تأكيده أن “الاتحاد الأوروبي لن يوافق على أي شراكة مستقبلية لا تتضمن حلا متوازنا لمصايد الأسماك”.

وتحاول بروكسل ضمان حق نفاذ الصيادين الأوروبيين إلى المياه الإقليمية البريطانية الغنية بالأسماك لكن المملكة المتحدة ترفض هذا المقترح.

وأكدت المملكة المتحدة الجمعة “الالتزام” بالتوصل إلى اتفاق لما بعد بريكست بالرغم من “الاختلافات الكبيرة”.

وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان ردا على الاتهامات الأوروبية، إن “المملكة المتحدة ملتزمة (بالتوصل إلى) اتفاق وفي جوهره اتفاقية التجارة الحرة”، مضيفة أنه كانت هناك “اختلافات كبيرة في المبدأ في مجالات أخرى”. وأكد بارنييه خلال حديثه عن التحديات التي تنتظر الطرفين خلال المرحلة الانتقالية أنه “مع تبقي ثمانية أشهر فقط، من الملح اتخاذ الإجراءات الضرورية المتعلقة باتفاقية الانسحاب”.

وأضاف “يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى دليل واضح على أنه يضع نظاما للسلع التي تدخل أيرلندا الشمالية من بقية المملكة المتحدة”.

وحتم انتشار فايروس كوفيد – 19 في غالبية الدول الأوروبية موقعا خسائر بشرية فادحة، وإصابة بارنييه ورئيس الوزراء البريطاني كذلك بكورونا، إجراء المباحثات عبر تقنية الفيديو.

بروكسل تنتقد لندن وتتهمها بعدم الجدية
بروكسل تنتقد لندن وتتهمها بعدم الجدية

ويعزز فشل الجولة الثانية من المباحثات المخاوف من خروج غير منظم للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي لذلك يحاول الأوروبيون ممارسة ضغوطهم القصوى على لندن. وقال بارنييه “بريطانيا لا تستطيع تحديد جدول زمني ضيق ثم تفشل في التحرك”.

وأضاف المفاوض الأوروبي، وهو فرنسي الجنسية، “المملكة المتحدة لم ترغب في الالتزام بشكل جدّي بعدد من النقاط الأساسية”.

وخلال الفترة الانتقالية التي تعيشها لندن لن تشهد العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تغييرا.

ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بنهاية العام ستواجه العلاقات التجارية بين الجانبين مخاطر نتيجة فرض الرسوم الجمركية وعمليات فحص السلع على الحدود وغير ذلك من الحواجز التجارية.

ويرى مراقبون أن عدم التوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة لندن التي ستبقي سيادتها على مجالها البحري سيجعلها تسعى لاتفاق تجاري واعد مع واشنطن وغيرها من الشركاء بينما سيكون على بروكسل رسم خطة لفرض الرسوم الجمركية على السلع البريطانية.

بينما ستفقد دول التكتل كذلك ميزة النفاذ إلى المياه البريطانية للصيد.

5