الفريق السعودي يطلع المجلس الرئاسي اليمني على نتائج لقاءات صنعاء

الرياض – أطلع الفريق السعودي للتواصل مع الأطراف اليمنية برئاسة المملكة لدى اليمن محمد آل جابر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأعضاء المجلس على نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى صنعاء مع وفد آخر عماني، استغرقت ستة أيام، التقوا خلالها قيادات في جماعة الحوثي، فيما أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، عن "خارطة طريق" لإنجاح العملية السياسية في البلاد، من المقرر أن تعلن خلال أيام.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم الثلاثاء أن الاجتماع السعودي اليمني عقد "استمرارا لجهود المملكة ومُبادرتها للسلام في اليمن التي أعلنت عنها العام 2021، ووافقت عليها الحكومة اليمنية، وفي مواصلةٍ منها للبناء على الأجواء الإيجابية للهدنة الإنسانية الحالية مُنذ دخولها حيز النفاذ في الثاني من أبريل 2022.
ووفقا للوكالة فقد استعرض الفريق السعودي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاء المجلس خلال لقاء في العاصمة السعودية الرياض الجهود المبذولة لإحياء العملية السياسية بما يؤدي إلى تحقيق حل شامل ومُستدام في اليمن.
وتخلّل اللقاء، إطلاع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي على نتائج اللقاءات في صنعاء في الفترة ما بين 8 إلى 13 أبريل الحالي، بمشاركة وفد من سلطنة عمان وما رافقها من أجواء إيجابية.
وثمّن العليمي وأعضاء المجلس اليمني الجهود السعودية والعمانية، مشيدين بالحرص على أهمية المُضي بالخطوات الانسانية اللازمة بما يرفع المعاناة عن الشعب اليمني في كل المحافظات اليمنية، بما في ذلك صرف المرتّبات وزيادة عدد الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي وفتح طرق تعز والطرق الأخرى ووقف إطلاق النار وإحياء العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن، وفق المرجعيات المُتّفق عليها وطنيًا ودوليًا وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، السبت، أنّ الفريق السعودي برئاسة سفيرها لدى اليمن محمد آل جابر عقد مجموعةً من اللقاءات في صنعاء.
وأضافت الخارجية السعودية، أنّ هذه اللقاءات "شهدت نقاشات مُعمّقة في العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، وكذلك الحل السياسي الشامل في اليمن".
وأكّدت أنّ لقاءات الفريق السعودي في صنعاء "اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية"، مشيرةً إلى أنّ "زيارة الوفد السعودي لصنعاء امتداد للمبادرة السعودية وللأجواء الإيجابية التي وفّرتها الهدنة الأممية".
وأفادت الخارجية السعودية بأنّ هذه اللقاءات ستُستكمل في أقرب وقت "نظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات، بما يؤدي للتوصّل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من كل الأطراف اليمنيين".
جاءت هذه التصريحات عقب وصول الأسرى اليمنيين المحررين إلى مطار صنعاء قادمين من مطار خميس مشيط في السعودية.
ويأتي تبادل الأسرى بين صنعاء والرياض تنفيذا للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، في محادثات بين أطراف النزاع اليمني، في العاصمة السويسرية برن، في مارس الماضي، وستستخدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر طائراتها لنقل المحتجزين جواً من وإلى 6 مدن في اليمن والسعودية.
ومن جانبه، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عيدروس الزبيدي، خلال لقائه سفيرة الدنمارك غير المقيمة لدى اليمن، ليزالوته بلزنر الاثنين في العاصمة السعودية الرياض عن "خارطة طريق" لإنجاح العملية السياسية في البلاد، من المقرر أن تعلن خلال أيام. وفق بيان نشره الزبيدي عبر حسابه على فيسبوك.
وحسب البيان "بحث اللقاء، تطورات الوضع السياسي والإنساني في اليمن، وآخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها المملكة العربية السعودية، بإشراف الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب".
وأضاف البيان أن "اللقاء ناقش نتائج المفاوضات التي أجراها الوفدان السعودي والعماني مع قيادة مليشيا الحوثي في صنعاء، وأبرز الصعوبات التي تواجه المحادثات المباشرة، وخارطة الطريق المطروحة لإنجاح العملية السياسية، التي من المفترض أن تبدأ (تعلن) في الأيام القليلة القادمة".
وقال الزبيدي الذي يرأس المجلس الانتقالي الجنوبي إن "قضية الجنوب ستطرح في العملية السياسية الشاملة، كقضية محورية بإطار خاص أجمعت عليه كل الأطراف المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي"، حسب البيان.
ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل عن خارطة الطريق.
وفي وقت سابق الإثنين، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال إحاطة له في مجلس الأمن الدولي، إن اليمن يمر بمنعطف حرج وأن أي اتفاق يجب أن يكون بمثابة تمهيد لاتفاق سياسي شامل، مؤكداً أن الفرصة المتاحة حالياً لإحراز تقدم لم يشهدها اليمن منذ ثماني سنوات، إلا أن ذلك "قد يتغير إن لم تتخذ الأطراف خطوات أكثر جرأة نحو السلام".
وتوقف المسؤول الأممي عند المفاوضات بين الطرفين، وأشار إلى ثمارها المتعلقة بإطلاق سراح 900 من المعتقلين من جميع الأطراف، وأكد الاتفاق على الاجتماع مجددا الشهر القادم بين الحوثيين والحكومة تحت رعاية الأمم المتحدة في "محاولة لإحراز تقدم والوفاء بالتزاماتها كجزء من اتفاقية ستوكهولم للإفراج عن جميع المعتقلين".
كما أكد أن الطرفين "اتفقا على القيام بزيارات مشتركة لمراكز الاحتجاز التابعة لبعضهما بعضا، بما في ذلك في مأرب وصنعاء"، وتحدث عن استمرار" تنفيذ العديد من جوانب الهدنة على الرغم من عدم التجديد لها".
واعتبر المسؤول الأممي أن التقدم المحرز ما زال غير كاف حيث "ما زال اليمنيون يعيشون معاناة لا يمكن تصورها كل يوم.. التطورات الأخيرة تذكر بأن التصعيد يمكن أن يعكس بسرعة المكاسب التي تحققت بشق الأنفس".
وعبر عن قلقه "بشأن العمليات العسكرية الأخيرة في مأرب وشبوة وتعز والمحافظات الأخرى، ودعا الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية.
وأكد أنه وعلى الرغم من الإنجاز الذي حققته الهدنة إلا أنه "كان من المفترض أن تكون تدبيرًا مؤقتًا لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام؛ لذلك لا يمكننا الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن".
وقال إنه يواصل مشاوراته مع الأطراف لتحديد الخطوات التالية نحو وقف دائم لإطلاق النار وإعادة تنشيط العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى انخراطه أيضاً في إجراءات "يمكن أن تخفف من الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد"، وعقده لقاءات مع ممثلين عن الأطراف اليمنية، ومع مسؤولين إقليميين ودوليين، وزيارته للسعودية، وعُمان، وبروكسل، وجنيف.
ورحب بالنقاشات الجارية بين السعودية وجماعة الحوثي، مشددا في الوقت ذاته على أنه "يعمل عن كثب مع أصحاب المصلحة الإقليميين واليمنيين لضمان أن تغذي هذه القنوات جهود الأمم المتحدة للتوسط لإنهاء الصراع".
وشدد على أن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن "يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية يقودها اليمنيون. يجب أن يتضمن التزامًا قويًا من الأطراف للالتقاء والتفاوض بحسن نية بعضهم مع بعض. تحتاج العملية السياسية إلى حكم خاضع للمساءلة، ومواطنة متساوية، وعدالة اجتماعية واقتصادية".
كما شدد على ضرورة أن "تمتنع الأطراف عن استخدام التدابير الاقتصادية كأدوات في حربها، وأن تخلق الظروف للسماح للأفراد والشركات بالعمل دون عوائق"، كما شدد على ضرورة رؤية قدر أكبر من حرية الحركة للأفراد والبضائع في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك الجهود المتجددة لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى، والفتح الكامل لمطار صنعاء، واستمرار دخول السلع التجارية بسلاسة ودون تأخير، ونريد أن نرى رواتب القطاع العام تُدفع على الصعيد الوطني".
وفي 8 أبريل، أطلق وفدان من السعودية وسلطنة عمان مباحثات مع قيادات بجماعة الحوثي في صنعاء، تناولت سبل تمديد الهدنة وإحلال السلام في اليمن.
وتتضاعف مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر الماضي، وسط تبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.