الفرنسي جان كلود مورليفا يفوز بجائزة "أستريد ليندغرين" لأدب الأطفال

المؤلف جان كلود مورليفا يقوم بتجسيد الموضوعات الأبدية للحب والشوق والضعف والحرب في نثر دقيق أشبه بالحلم.
الأربعاء 2021/03/31
مورليفا مسيرة ثرية من مدرّس إلى مهرج إلى كاتب

ستوكهولم- حصل المؤلف الفرنسي جان كلود مورليفا “المُجدِّد الرائع لتقاليد القصص الخرافية” على جائزة “أستريد ليندغرين” التذكارية لهذا العام، والتي أعلن عنها الثلاثاء في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وقال رئيس لجنة التحكيم بويل ويستين إن “الزمان والمكان يكونان معلقين في عوالم مورليفا الخيالية، حيث يتم تجسيد الموضوعات الأبدية للحب والشوق والضعف والحرب في نثر دقيق أشبه بالحلم”.

الكاتب تمكن من استقطاب المراهقين عبر شخصياته القريبة منهم والتي تعبر عن آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم وخيالاتهم

من ناحية أخرى قال مورليفا إن النبأ “لا يصدق”، مشيرا إلى أنه ظل مرشحا للفوز بالجائزة لعقد من الزمان، إلا أنه لم يفز بها أبدا. وأضاف “لا أستطيع أن أصدق، إنه أمر لا يصدق (…) شكرا جزيلا”.

وقد كتب مورليفا (69 عاما) أكثر من 30 كتابا منذ بدايته في عام 1997، وتمت ترجمة أعماله إلى حوالي 20 لغة. وتدور مواضيع مؤلفاته حول الحكايات الخيالية والخرافات.

وجرى ترشيح أكثر من 250 فردا من 68 دولة للفوز بجائزة الكاتبة السويدية الراحلة أستريد ليندغرين لهذا العام، وهي واحدة من الجوائز الأدبية المرموقة في العالم والتي تستهدف الأطفال والشباب. وتبلغ قيمة الجائزة السنوية 5 ملايين كرونة (574 ألف دولار).

ولد مورليفا عام 1952 في مدينة أوفيرني في الوسط الفرنسي، واصل تعليمه العالي في ستراسبورغ وتولوز وبون وباريس متخصصا في اللغة الألمانية، وبدأ حياته المهنية كمدرس لهذه اللغة في عدة معاهد في فرنسا وألمانيا من 1976 إلى 1985 قبل أن يتركها ويغير وجهته ويعمل كمخرج مسرحي إضافة إلى عمله كممثل ومهرج.

أدى الكاتب الفرنسي شخصية المهرج أكثر من ألف مرة في فرنسا وحول العالم. في وقت لاحق قام بتحرير مسرحيات بريشت وكوكتو وشكسبير قبل أن يكرس نفسه للكتابة.

وقد قاده المسرح إلى كتابة ألبومه الأول “تاريخ الطفل والبيضة” عام 1997، لينطلق في الكتابة الخيالية والممتعة للأطفال والمراهقين، ولعل كتابه “معركة الشتاء” أشهر ما خلده من أدب للناشئين إضافة إلى رواية “الطفل الذي يطير” و“تيرين” و“جيفرسون” وغيرها.

كتب مورليفا أكثر من 30 كتابا منذ بدايته في عام 1997، وتمت ترجمة أعماله إلى حوالي 20 لغة
كتب مورليفا أكثر من 30 كتابا منذ بدايته في عام 1997، وتمت ترجمة أعماله إلى حوالي 20 لغة

العثور على الكتاب الصحيح لمراهق بين 14 و16 سنة في غاية الأهمية، لأنه في هذا الوقت يبحث الشباب والشابات عن النفوس ذات الصلة على صفحات أعمال مماثلة، والتعرف على أنفسهم مع الشخصيات الرئيسية والثانوية، وتشبع أيضا حياتهم مع الخبرات والمغامرات. وكونهم في طور النمو، فإن الأطفال يحددون أولوياتهم ورغباتهم ومصالحهم التي يمكن بالطبع أن تساعدها الأدبيات المعرفية.

وهذا تماما ما فهمه موريفا الذي أوضحت لجنة التحكيم السويدية أن “أعماله مفاجئة دائمًا” حيث “يعيد النظر ببراعة في تقليد سرد القصص، متناولا أجمل وأصعب المواضيع”.

وتمكن الكاتب من استقطاب المراهقين عبر شخصياته القريبة منهم والتي تعبر عن آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم وخيالاتهم، كما تتبنى أفكارهم ومعاناتهم الوجودية من أجل فرض الذات، وهو ما تمكن منه الكاتب ليقحم جمهوره الصعب من هذه الفئة في عوالمه بسلاسة ودون تعقيد وفي نفس الوقت يعلي من قيمة الخيال، لكن ليس فقط كمجرد فانتازيا مثيرة وإنما كوسيلة للتعبير عن الذات بكل حمولاتها العاطفية والفكرية.

نجاح روايات وقصص مورليفا كان جليا، فقد توج بالعديد من الجوائز لعل أهمها ما فازت به روايته “تيرين”، حيث نال من خلالها جائزة “يوتوبيا الشباب الأوروبي” في عام 2011، وجائزة “فارنيونت”وجائزة “أدو – ليسونت” في عام 2013، بالإضافة إلى خمس عشرة جائزة أخرى.

وكانت الحكومة السويدية أطلقت الجائزة في عام 2002 لتكريم كتّاب ورسامي أدب الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تكريم المروجين للقراءة انطلاقا من روح المؤلفة السويدية أستريد ليندغرين.

في هذه الدورة من الجائزة الأدبية العالمية التي تستهدف الأطفال والشباب جرى ترشيح أكثر من 250 فردا من 68 دولة

وتوفيت ليندغرين في عام 2002 عن عمر ناهز 94 عاما بعد حياة خلقت العديد من الشخصيات الخيالية التي حظيت بشعبية كبيرة ومن بينها شخصية “بيبي لونغستوكينغ”.

وكانت فنانة الكتب المصورة والمؤلفة الكورية الجنوبية بايك هينا الفائزة بالجائزة في عام 2020، حيث قال رئيس لجنة التحكيم بويل ويستين في العام الماضي إن كتبها تقدم قصصا “عن العزلة والتضامن”.

14