"الفتاة الوطواط".. فيلم لن يرى النور رغم تكلفته الباهظة

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - سحبت شركة "وارنر براذرز" للإنتاج السينمائي فيلم "باتغيرل" (الفتاة الوطواط) الذي يعتبر من بين أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما الأميركية، بعد حصوله على نتائج سلبية في العروض الأولية.
وقررت شركة الإنتاج الأميركية عدم عرض الفيلم، وهو واحد من أفلام سلسلة "دي سي"، ويتناول قصة البطلة الخارقة باربرا جوردون، ابنة مفتش الشرطة بمدينة جوثام جيمس جوردن، والفيلم من إخراج البلجيكيين من أصول مغربية، عادل العربي وبلال فلاح.
والمخرجان يعملان منذ العام 2011، كشريكين في إخراج عدد من أعمال الفيديو كليب لمشاهير الموسيقى الغربية، وكذلك الأفلام، وليست هذه المرة الأولى التي يؤجل فيها عمل سينمائي لهما أو يتم إلغاؤه، فقد تم في يونيو 2016، ترشيحهما من قبل المنتج لإخراج النسخة الرابعة من فيلم شرطي بيفرلي هيلز، لكن تم إلغاء تنفيذ المشروع واختيارهما للتعاون مع بروكهايمر في النسخة الثالثة من فيلم "فتيان أشقياء للأبد" من بطولة النجمين ويل سميث ومارتن لورنس.

وأعرب مخرجا الفيلم الأربعاء عن ذهولهما من قرار أستوديوهات "وارنر براذرز ديسكوفري" عدم عرض عملهما مع أنهما شارفا على إنجازه بتكلفة بلغت 90 مليون دولار، بسبب التكاليف المتعلقة بإطلاق النار على بطلة الفيلم الرئيسي، أثناء جائحة فايروس كورونا، في حين أن ميزانية الفيلم تعد أقل من متوسط فيلم، ضمن سلسلة أفلام دي سي للأبطال الخارقين.
وارتأت "وارنر براذرز ديسكوفري" تعليق عرض فيلم البطلة الخارقة “الفتاة الوطواط” الذي انتهى تصويره، في دور السينما وعبر منصتها “إتش بي أو ماكس” التي كان من المفترض أن تتيحه في الولايات المتحدة.
وتؤدي ليسلي غريس دور البطولة في هذا الفيلم المقتبس من مغامرات شخصية “دي سي كوميكس”، فيما يتولى مايكل كيتون مجدداً دور الرجل الوطواط (باتمان) الشهير، ويشاركهم التمثيل جي كي سيمونز، برندان فريزر وكان من المقرر عرض الفيلم على “إتش بي أو ماكس” في 2022.
وسبق أن ظهرت الفتاة الوطواط على الشاشة الفضية قديمًا في عام 1997، في فيلم “باتمان وروبن”، وقامت بأدائها الممثلة أليسيا سيلفرستون. وكتب المخرجان البلجيكيان عادل العربي وبلال فلاّح عبر إنستغرام "نشعر بالحزن والذهول من هذه الأخبار، ولا نزال عاجزين عن تصديقها". وأضافا "كنا نود أن يتمكن الجمهور في كل أنحاء العالم من مشاهدته وفهمه".
وأُنجز قسم كبير من العمل الإنتاجي ما بعد التصوير، وهي المرحلة التي يتم فيها على سبيل المثال إضافة المؤثرات الخاصة. وأكدت ليسلي غريس في بيان عبر حسابها على إنستغرام أنها "فخورة بالحب والعمل الجاد والتصميم الذي وضعه جميع الممثلين المذهلين وطاقم العمل في هذا الفيلم على مدى سبعة أشهر في أسكتلندا". وأضافت الممثلة "أشعر بأنني محظوظة لأنني عملت مع كبار وفي الوقت نفسه بأنني أقمت علاقات لمدى الحياة".
قرار الأستوديو فاجأ الأوساط الهوليوودية التي أكدت أن أي إلغاء مماثل لفيلم كاد ينتهي العمل فيه وكلف الكثير من المال لم يسبق أن حصل
وأشاد عادل العربي وبلال فلاّح اللذان سبق أن أخرجا أفلاماً أخرى من أبرزها "باد بويز فور لايف" بـ"الممثلين الرائعين" الذين شاركوا في الفيلم. وأضافا "على أي حال، كانت المشاركة في عالم دي سي السينمائي ولو لمدة وجيزة امتيازاً وشرفاً لنا كوننا معجبين بشخصية الرجل الوطواط منذ طفولتنا".
وفاجأ قرار الأستوديو الأوساط الهوليوودية التي أكدت أن أي إلغاء مماثل لفيلم كاد ينتهي العمل فيه وكلف الكثير من المال لم يسبق أن حصل. ووقع "باتغيرل" على ما يبدو ضحية تغيير في الإستراتيجية بعد الاندماج بين شركتي "وارنر براذرز" و"ديسكوفري".
فشركة "وارنر براذرز" كانت تعتزم إنتاج أفلام تهدف إلى طرحها مباشرة على منصة "إتش بي أو ماكس". لكن هذا الخيار المبرر جزئياً بالحاجة إلى الاستعاضة عن دور السينما في خضم جائحة كوفيد - 19 لم يكن يحظى بالإجماع، ويبدو أن الشركة تراجعت عنه بعد اندماجها مع "ديسكوفري".
ونقلت مجلة "باتغيرل" عن متخصصين في هذا المجال أن الفيلم اعتُبر عالي الكلفة بالنسبة إلى قطاع البث التدفقي الذي يشهد توجها إلى شدّ الأحزمة، لكنه في المقابل ليس بمستوى كافٍ يضمن له نجاحاً جماهيرياً على الشاشة الكبيرة، مما أدى إلى صرف النظر عن عرضه.
ونقلت صحيفة نيويورك بوست، عن مصدر لم تسمه قوله إن ميزانية الفيلم تجاوزت بالفعل 100 مليون دولار، وأن الفيلم كان أداؤه سيئًا خلال العروض التجريبية الأولية، مما استدعى تقليص الخسائر من قبل شركة وارنر براذرز.