الغناء والعزف على الآلات الموسيقية يعززان بعض المهارات لدى مرضى الخرف

برلين - أفادت الرابطة الألمانية لأطباء الأعصاب بأن الغناء والعزف الموسيقي من قبل المصابين بالخرف يأتيان بنتائج إيجابية على حالتهم الصحية والنفسية، وذلك وفقا لنتائج دراسة أميركية تم إجراؤها مؤخرا.
وأوضحت الرابطة الألمانية أنه إذا كانت القدرات المعرفية للأشخاص المصابين بالخرف مقيدة بشكل بسيط، فمن المحتمل أن يعمل العزف الموسيقي على تعزيز بعض المهارات الأخرى مثل الإدراك أو الانتباه أو حل المشكلات بدرجة أكبر.
وأضافت الدراسة الأميركية أن العزف الموسيقي يساعد على تحسين الحالة المزاجية لدى الأشخاص المصابين بالخرف والتخفيف من حالات الخوف والقلق والاكتئاب لديهم.
وتشير الأبحاث إلى أن الاستماع إلى الأغاني أو الغناء يُمكن أن يمنح الأشخاص المصابين بداء الزهايمر وغيره من أنواع الخَرَف فوائد عاطفية وسلوكية. ويتمُّ الاحتفاظ غالبا بالذكريات الموسيقية في داء الزهايمر؛ لأن مناطق الدماغ الرئيسية المرتبطة بالذاكرة الموسيقية لا تتضرَّر نسبيّا بسبب المرض.
ويُمكن للموسيقى تخفيف الضغط النفسي والتقليل من القلق والاكتئاب والحدّ من الغضب.
ويُمكن للموسيقى أيضا أن تُفيد مقدِّمي الرعاية في الحدِّ من القلق والضيق وتحسين المزاج، وأن تُقدِّم طريقة للتواصُل مع الأشخاص المصابين بداء الزهايمر، خصوصا أولئك الذين لديهم صعوبة في التواصل.
وأظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء نفس بجامعة غوته الألمانية أن العلاج بالموسيقى يمنح مرضى الخرف إمكانيات جديدة للتعبير عن مشاعرهم، فضلا عن تحسين حالتهم النفسية.
وخلال هذه الدراسة التي استغرقت عامين وشملت مرضى في مرحلة متأخرة من الخرف ويتلقون العناية في المنازل، طور الباحثون طريقة لقياس التأثيرات الإيجابية للعلاج بالموسيقى على المرضى. وتتمثل هذه الطريقة في تسجيل الزيارات الأسبوعية التي قام بها مختص بالعلاج بالموسيقى على مقاطع فيديو، وبعد ذلك تم تحليل المقاطع طبقا للتسلسل الزمني. وتم تقسيم كل فيديو إلى أجزاء مدة كل منها 30 ثانية، ويحاكي كل جزء منها موقفا حياتيا معتادا.
وبواسطة تدريجات خاصة تمكن الباحثون من تقييم مستويات الراحة النفسية والقدرة على التواصل والتعبير عن المشاعر والأحاسيس لدى المرضى بشكل محدد وبدقة.
وخلصت الدراسة إلى أن سماع الموسيقى والعزف على إحدى الآلات الموسيقية ساهما في تحسين الحالة النفسية والقدرة على التعبير لدى مرضى الخرف إلى حد كبير.
وعلل آرثر شال عالم الموسيقى المختص في علم النفس بجامعة غوته ذلك بقوله إن البشر لديهم احتياج أساسي للتعبير عن أنفسهم. وعندما تتراجع القدرة على التعبير عبر اللغة، كما هو الحال مع مرضى الخرف، تزداد أهمية التواصل غير اللفظي، عبر الموسيقى مثلا.