"الغناء بالفصحى".. مهرجان سعودي يعزز ارتباط الجمهور باللغة العربية

الرياض- أطلقت وزارة الثقافة السعودية في العاصمة الرياض مهرجاناً غنائياً بعنوان “الغناء بالفصحى” أحياه كبار المطربين العرب على مدار يومين وقدموا خلاله مجموعة من الأغاني والقصائد المغناة بالفصحى.
وأقيم المهرجان الغنائي على مسرح أبوبكر سالم في منطقة رياض بوليفارد سيتي خلال يومي الثاني عشر والثالث عشر من مايو الجاري، وشارك في الحفل الغنائي الأول الفنانون لطفي بوشناق وجاهدة وهبة وبدر حكيم، فيما أحيا الفنان العراقي كاظم الساهر والفنانة زينة عماد الليلة الثانية من المهرجان.
وحظي ضيوف المهرجان، على مدار ليلتين، بتجربةٍ ممتعةٍ عبر حضور حفلات يحييها كبار نجوم الفن في الوطن العربي، جمعت بين كلاسيكيات الفن، والعروض الغنائية الحديثة، ما يعزِّز من ارتباطهم باللغة العربية.
وطبقًا لبيان وزارة الثقافة السعودية فإن هذا الحدث الفني يأتي تحقيقاً لأهداف “رؤية السعودية 2030” في دعم اللغة العربية ونشرها، وبرنامج “جودة الحياة”، ويستهدف محبي الموسيقى الأصيلة بشكلٍ عام، واللغة العربية الفصحى خاصةً.
وتولي المملكة العربية السعودية أهمية خاصة للعناية باللغة العربية والمحافظة عليها، وتأخذ على عاتقها مهمة النهوض بلغة الضاد وحمايتها من خلال استراتيجية عمل متكاملة، حيث يتجسد ذلك في المادة الأولى من دستورها الذي نص علي أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية، كما عززت رؤية المملكة هذا الاهتمام حينما تضمّنت إشارة مباشرة إلى ضرورة العناية باللغة العربية بوصفها جزءاً أساسياً من مكوّنات الهوية الوطنية السعودية.
وتحتل اللغة العربية المركز الرابع من حيث أكثر اللغات انتشارا في العالم حيث يتحدثها نحو 7 في المئة من سكان العالم، ورغم أنها كانت اللغة المستخدمة أكثر من قبل العرب في الماضي، في تأليف الأشعار والغناء والخطابة، إلا أنها تراجعت خلال العقود الماضية لتفسح المجال أمام اللهجات العامية، فحتى الشعراء صاروا يميلون إلى قصيدة النثر، وارتبط الغناءَ بالفصحى ارتباطاً وثيقاً بالأغاني الوطنية وأصبحَ لصيقاً بما يُسمّى “بالفن الهادف” أو “الموسيقى الملتزمة”.

كما نجد العربية الفصحى في الأناشيد الدينية أيضاً، فيما تقتصر بقية الأنماط الغنائية على لهجات محلية، ولا نجد مبادرات للغناء بالعربية الفصحى إلا من قلة قليلة من المطربين العرب ومن أشهرهم كاظم الساهر الذي يغني أشعارا بالفصحى، والفنان السعودي الشاب عبدالرحمن محمد الذي يختار أغنياته من القصائد العربية القديمة.
ووفق بيان الوزارة، يأتي هذا المهرجان الغنائي المتميز للغناء بالفصحى ضمن فعاليات موسم الرياض للعام الجاري، الذي افتتحه الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، بداية من يوم الثالث عشر من فبراير الماضي، وكان أول فعالياته معرض صنع في السعودية تحت شعار “صناعاتنا نجاحاتنا”، ضمن فعاليات موسم الرياض في نسخته الحالية، وسط مشاركة 250 جهة، و4500 منتج، إلى جانب توفير أكثر من 15 ورشة عمل، يقدمها أكثر من 30 متحدثا إلى جانب العروض الحية السعودية الفريدة.
وقد بدأت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة في احتضان العديد من الفعاليات والمناسبات الترفيهية والغنائية التي تعزز وجود السعودية على خارطة الترفيه العربي والعالمي، وأبرزها موسم الرياض الذي حقق في نسخته للعام الماضي أرقامًا قياسية، وتخطى عدد زواره حاجز الاثني عشر مليون زائر.
وتضمن موسم الرياض للعام الماضي، أكثر من 7500 فعالية موزعة على 14 منطقة للترفيه في الرياض، واشتملت على 70 حفلة غنائية عربية، و6 حفلات غنائية عالمية، إضافة إلى 10 معارض عالمية، و350 عرضًا مسرحيًا، و18 مسرحية عربية، و6 مسرحيات عالمية، ومباريات دولية وعروض للمصارعة الحرة.
وأضحى مسرح أبوبكر سالم منذ إنشائه في العام 2019 في بوليفارد رياض سيتي، إحدى وجهات موسم الرياض، وأضفى تنوعا موسيقيّا فريدا من نوعه على فعاليات الموسم. ويستع المسرح لنحو ثمانية آلاف زائر وقد تم تشييده بالتوازي مع مسرح محمد عبده بهدف أن يكونا مسرحين غنائيين ضخمين، وليكونا من المسارح الفنية المُلهمة في السعودية، وذلك بعد تسمية مسرح المفتاحة في أبها بمسرح الفنان الراحل طلال مداح في مطلع صيف العام 2018.
وأبوبكر سالم (1939 – 2017)، الملقّب بـ«أبي الغناء الخليجي»، هو مغن وأديب وملحن سعودي من أصول حضرمية، أجاد ألوان الغناء العربي المختلفة؛ فقد برز في الغناء الحضرمي الذي بدأ يمارسه منذ بداياته الفنية، بالإضافة إلى القصائد الفصيحة لأبي القاسم الشابي، وأحيا حفلات غنائية في مهرجانات الأغنية العربية المتعددة.