الغموض يلف نتائج الضربات الأميركية ضد الحوثيين ويثير أسئلة حول فاعليتها

البيت الأبيض يكشف مقتل أبرز خبير صواريخ حوثي إلا أن الجيش الأميركي يرفض تأكيد وفاة أو هوية القائد الحوثي المشار إليه.
الأربعاء 2025/04/02
الحوثيون لا يكشفون من خسائرهم إلا مقدار ما يخدم دعايتهم

صنعاء- لا يتناسب حجم المعلومات المتوفّرة عن نتائج وآثار الضربات الأميركية على مناطق سيطرة جماعة الحوثي في اليمن مع كثافة حملة القصف وشدّتها، الأمر الذي يضفي غموضا على تلك النتائج ويتيح للحوثيين التشكيك في جدوى العملية العسكرية وتأثيرها على وضع جماعتهم وقدرتها على التمسك ومواصلة السيطرة على الأرض.

وقال البيت الأبيض إن الضربات قتلت أبرز خبير صواريخ حوثي إلا أن الجيش الأميركي يرفض حتى الآن تأكيد الوفاة، كما لم تتضح هوية القائد الحوثي المشار إليه.

وكان مستشار الأمن القومي مايك والتس قد قال في تصريحات لسي.بي.إس نيوز بعد ضربات نفذت منذ منتصف مارس الماضي إن الموجة الأولى منها قتلت “كبير مسؤولي الصواريخ لدى الحوثيين.”

محمد الباشا: لم يتم رصد أي شخص رفيع المستوى بين قتلى الحوثيين

كما تحدث والتس عن عملية القتل في محادثة نصية سرية كشفت عنها “ذي أتلانتيك” الأسبوع الماضي قائلا إنّ “الهدف الأول كبير مسؤولي الصواريخ لديهم. تسنى لنا تأكيد هويته.”

وقال مسؤولون أميركيون تحدثوا لوكالة رويترز بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، إنهم لم يرد إليهم أي تأكيد مستقل من الجيش الأميركي لمقتل شخص من هذا المستوى القيادي.

ومن غير المعتاد أن تمتنع وزارة الدفاع الأميركية عن تأكيد إعلان البيت الأبيض عن عملية عسكرية. فعادة ما يكشف الجيش علنا عن تفاصيل بشأن الأهداف الكبرى في غضون أيام من نجاح المهمة.

وعند طلب تأكيد مقتل كبير خبراء الصواريخ لدى الحوثيين في غارة أميركية أحال البيت الأبيض الوكالة إلى الجيش الأميركي الذي رفض بدوره طلبات متكررة قدمت على مدى أسبوع لتأكيد مقتل مسؤول الصواريخ أو الكشف عن اسم القتيل، بينما يظل من غير الوارد الحصول على توضيحات بشأن المسألة من الجانب الحوثي.

ووفقا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، فإن عبدالخالق بدرالدين الحوثي هو “القائد الفعلي لقوات الصواريخ الإستراتيجية.”

وعكف محمد الباشا، الذي تعمل شركته المتخصصة في استشارات المخاطر “باشا ريبورت” على البحث في المعلومات مفتوحة المصدر بشأن اليمن، على فحص تقارير الحوثيين عن مقتل أكثر من أربعين مقاتلا حوثيا خلال الاشتباك في ضربات جوية في مارس الماضي.

وقال إنه لم يتم رصد أي شخص رفيع المستوى مثل عبدالخالق بدرالدين الحوثي بين القتلى المعلن عنهم حتى الآن، كما لم يرصد أي إعلان وفاة على قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين عن شخص تتطابق بياناته مع ما ذكره والتس. غير أنه استدرك بأن الحوثيين لا يعلنون دائما هويات قتلاهم على الفور، كما نوه إلى أن قادة القوة الصاروخية يعدّون سريين.

وقال مايكل نايتس الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن من أشار إليه والتس سيكون خبيرا في الصواريخ مدربا في إيران و”ضالعا في إدارة هذه المنظومة.” وأضاف “إذا كانوا يعتقدون أنهم نالوا من هذا الشخص، فربما نالوا منه بالفعل.”

ولم يورد اللفتنانت جنرال ألكسوس غرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، في تصريحاته العلنية بشأن الغارات التي شنت في السابع عشر من مارس أي ذكر لمنشآت تتعلّق بالصواريخ. غير أنه قال إن منشأة للطائرات المسيرة “قُصفت وبها عدد من كبار القيادات.”

مايك والتس: الهدف الأول كبير مسؤولي الصواريخ لديهم

وفي منشور على منصة تروث سوشال قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الغارات الأميركية دمرت الحوثيين. وكتب “لم يعد الكثير من قادتهم بيننا.” وذلك دون التطرق إلى المزيد من التفاصيل.

وتهدف سلسلة الغارات، وهي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي، إلى إجبار الحوثيين المتحالفين مع إيران على وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك السفن الحربية الأميركية.

ونفذت الجماعة أكثر من مئة هجوم على سفن شحن منذ بدء حرب إسرائيل مع حركة حماس أواخر 2023، قائلة إنها تفعل ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

وأثرت الهجمات على حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأميركي إلى شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.

وتحت قيادة عبدالملك الحوثي يقدر عدد مقاتلي الحوثيين بعشرات الآلاف وصارت لديهم ترسانة متطورة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. ويقول قادة الحوثيين إنهم سيصعّدون هجماتهم ردا على الحملة الأميركية.

وقال نايتس إن الضربات الأميركية أشد بكثير من تلك التي نفذت في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن. غير أنه شكك في إمكانية استسلام جماعة صمدت لسنوات في حربها ضد تحالف تقوده السعودية. وقال نايتس “قدرتهم على تحمل الألم كبيرة، لذا فإن محاولة إخضاعهم من أصعب المهام.” وأضاف “محاولتنا لإخضاع الحوثيين أشبه بالسعي لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه.”

ومع ذلك تبدو إدارة ترامب مصرة على المضي في الحملة حتى تحقيق أهدافها.

وواصلت القوات الأميركية الثلاثاء توجيه العشرات من الضربات إلى محافظتي صنعاء وصعدة بشمال اليمن. وقالت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين إن الجيش الأميركي شن فجرا خمس غارات على منطقة جربان بمديرية سنحان جنوب شرق صنعاء وغارتين على مديرية بني مطر غرب العاصمة، وإنّ صعدة تعرضت خلال ليلة الإثنين – الثلاثاء لخمس عشرة غارة استهدفت مناطق متفرقة، دون الإشارة إلى أماكن الاستهداف والخسائر التي أوقعتها.

 

اقرأ أيضا:

        • مراكب شراعية للتهريب وطائرات مسيرة ودولارات: الحوثيون يوسّعون أنشطتهم إلى الصومال

        • خطة عسكرية لليمن… متى المشروع السياسي؟

3