العيش في بيئة منزلية فوضوية يؤثر سلبا على مهارات الأطفال

واشنطن – توصل بحث إلى أن سوء التغذية والعيش في بيئة منزلية فوضوية قد يؤثران سلبا على الأداء التنفيذي للأطفال الصغار، وعلى المهارات المعرفية العليا التي تحكم الذاكرة والانتباه والتحكّم العاطفي.
واستندت الدراسة إلى بيانات مكثفة تم جمعها من مقدمي الرعاية للأطفال، بما في ذلك استبيان المدخول الغذائي الذي قيم عدد المرات التي استهلك فيها كل طفل العديد من الأطعمة الطازجة والمعالجة. وأكمل مقدمو الرعاية أيضا جردا سلوكيا يقيس الأبعاد المختلفة للوظيفة التنفيذية، مثل ما إذا كان الطفل قد أصبح مرهقا بسهولة أو كان يعاني من مشاكل متكررة في اللعب أو التحدث بصوت عال جدا.
وأجاب كل مقدم رعاية عن أسئلة حول الفوضى المنزلية، مثل ما إذا كانت البيئة المنزلية للطفل هادئة وتعمل وفقا لروتين ثابت أم هي عرضة للضوضاء والاكتظاظ والفوضى؟
وربطت الأبحاث السابقة المتعلقة بالمراهقين الفوضى المنزلية بالمشاكل السلوكية وضعف الأداء في المهام ذات العلاقة بالأبعاد الأساسية للوظيفة التنفيذية مثل القدرة على التركيز والتحكم في العواطف.
حالة الفوضى في بعض المنازل -والتي يعود سببها الأساسي إلى عمل الأم وتوترها- أنتجت أطفالاً مرضى في سن الخامسة
كما كشفت دراسة مؤخراً أن الأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس يتأثرون تأثرا مباشرا بالضوضاء والضجيج إلى جانب الروتين المنزلي، خاصة إذا كانت الأم تعاني من أسلوب حياة فوضوي. وفي هذا الإطار قالت كلير دوش القائمة على الدراسة إن “هذه الدراسة أظهرت أهمية النظام والروتين في مساعدة الأطفال في الروضة على الحفاظ على صحة جيدة”.
وأظهرت الدراسة نفسها أن الأمهات الأكثر فقراً هن الأكثر فوضى في المنزل، وقد ارتكزت بيانات الدراسة على الظروف التي يعيش فيها الطفل (رفاهية أو فقر أو سعة أو ضيق…) واشتملت على 3288 أمًّا تمت مقابلتهن في منازلهن مع مدربين متخصصين، في مناسبة أولى حين كان عمر الطفل ثلاث سنوات، وفي مناسبة ثانية حين أصبح عمره خمس سنوات، وبحسب الدراسة في معظم الحالات كان الآباء والأمهات غير متزوجين وكان دخلهم زهيدا.
وتمثلت المقاييس المعتمدة في شكل تقسيم المنزل ومدى ازدحام أفراد العائلة في كل غرفة وحجم الضوضاء الموجودة (مثلا مسألة ما إذا كان التلفزيون يعمل أكثر من خمس ساعات في اليوم) وعدد ساعات نوم الطفل، وكل ما يرى الباحثون أنه يصنف عنصرا صاخبا.
ويذكر أن الفوضى في حياة الأم تؤثر على الأولاد من حيث ساعات عملها مثلا وتوترها في العمل وصعوبة التعامل مع أطفالها ومشاكل رعايتهم التي تخيفها، والتوتر جراء عدم القدرة على التعامل بشكل كاف مع متطلبات الأسرة. وبعد هذه الدراسة المكثفة تم الإعلان عن أن حالة الفوضى في بعض المنازل -والتي يعود سببها الأساسي إلى عمل الأم وتوترها عندما كان طفلها في سن الثالثة- أنتجت أطفالاً مرضى في سن الخامسة.
وقال الدكتور عدنان عبدالعزيز الوحيدي -أخصائي طب الأطفال وباحث في مجال صحة الطفل- “نظرا إلى هشاشة وضعية الطفل وضعف قدراته الجسدية والذهنية مقارنة بالبالغين فإن تأثيرات البيئة السلبية عليه تكون أشد بكثير مما هو عليه الحال بالنسبة إلى من هم أكبر منه. كما أن التأثير البيئي المعاكس يتخذ أوجهاً متعددةً تؤثر على كافة مناحي الحياة وجوانبها، ويشمل ذلك الصحة والنمو والتطور في كافة مراحل حياة الطفل”.