العوائد المغرية فرصة مزارعي الكاكاو لتوسيع جغرافيا الإنتاج

الارتفاع غير المسبوق في أسعار المكون الرئيسي في الشوكولاتة يجذب المزارعين في بعض أجزاء أفريقيا للعودة إلى إنتاج الكاكاو.
الجمعة 2024/04/12
فرص واعدة

ياوندي - أدى الارتفاع المذهل في أسعار الكاكاو إلى قيام مدرّسة الثانوية الكاميرونية بانيوي إلسي كينيوي بالتخطيط للفصل التالي من حياتها من خلال شراء قطعة أرض على بعد مئتي كيلومتر شمال غرب منزلها في العاصمة ياوندي للاستفادة من هذه الزراعة.

ومن المفترض أن تؤتي أشجار الكاكاو، التي زرعتها كينيوي على مساحة 3 هكتارات، ثمارها عندما تتقاعد بعد ثلاث سنوات، وتقول "إذا استمر السعر في الارتفاع فسيمنحني المحصول أموالا أكثر من التدريس".

وتظهر قصتها وغيرها من القصص أن الارتفاع غير المسبوق في أسعار المكون الرئيسي في الشوكولاتة يجذب المزارعين في بعض أجزاء أفريقيا للعودة إلى إنتاج الكاكاو.

ويعني الفارق الزمني بين الوقت الذي يستغرقه زرع شجرة الكاكاو وحصادها أن الاتجاه الأولي لن يؤدي إلى حل فوري للإمدادات العالمية المتوترة، ولكنه قد يخفف الضغط على طول الخط. وفي أكبر بلدين منتجين في العالم، كوت ديفوار وغانا، يحصل المزارعون على سعر تحدده الحكومة لضمان القدرة على التنبؤ بالدخل، لكنّ نظراءهم في الكاميرون ونيجيريا لديهم الحرية في البيع لمن يدفع أعلى سعر. وتضاعفت أسعار الكاكاو المحلية في البلدين أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام السابق، بسبب النقص العالمي.

وهذا ما أقنع جان ماري مبيدا أوباما بتوظيف عاملين إضافيين في مزرعته الصغيرة في الكاميرون والتحول من زراعة الموز والفول السوداني وجوز الهند إلى زراعة الكاكاو الذي تخلى عنه قبل ثلاث سنوات، عندما كانت الأسعار أقل.

◙ 10 آلاف دولار سعر الطن من أقل من 3 آلاف دولار في هذا الوقت من 2023

ويقول الستيني أوباما وهو أب لخمسة أطفال "أتذكر أنني كسبت 1.5 مليون فرنك أفريقي (2458 دولارا) من هذه المحاصيل خلال لحظة واحدة، في حين أن الكاكاو كان بالكاد يعطيني 600 ألف فرنك إلى 700 ألف فرنك". وأضاف أثناء حديثه مع وكالة بلومبرغ "لقد عدت وأنا على استعداد لإحياء مزرعتي بالكامل. سعر الكاكاو الآن جيد جدا".

وأدى انخفاض الإنتاج بنسبة تتجاوز 10 في المئة في كوت ديفوار وغانا، اللتين تمثلان أكثر من 50 في المئة من الإمدادات العالمية، إلى التدافع على الكاكاو، بينما يعاني المزارعون من سوء الأحوال الجوية ونقص الأسمدة.

وتسبب هذا الوضع في ارتفاع الأسعار في بورصة نيويورك للعقود الآجلة إلى 10 آلاف دولار للطن، من أقل من ثلاثة آلاف دولار في هذا الوقت من العام الماضي. ومن غير المتوقع أن ينتعش الإنتاج قريبا.

وبلغت كمية الكاكاو التي وصلت إلى موانئ كوت ديفوار منذ بداية الحصاد الرئيسي في أكتوبر حتى مارس الماضيين 1.3 مليون طن، أي أقل من العام السابق بنحو الثلث. وسيتراوح إجمالي إنتاج غانا في الموسم الحالي بين 422.5 ألف طن و425 ألف طن، أي نصف التوقعات الأولية للبلاد، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.

وتشير توقعات المنظمة الدولية للكاكاو إلى انخفاض إنتاج نيجيريا بنسبة 4 في المئة في الفترة بين 2023 و2024، إلى 270 ألف طن، وزيادة محصول الكاميرون بنسبة 3 في المئة إلى 300 ألف طن.

وبحلول نهاية العقد الحالي تهدف الكاميرون إلى رفع الإنتاج إلى 600 ألف طن، في حين تتوقع نيجيريا أن يصل إجمالي الإنتاج إلى 714 ألف طن بحلول عام 2030.

ويقول جون كالو، الزعيم الإقليمي للمزارعين في ولاية أبيا النيجيرية، إن هناك قائمة “طويلة” من مزارعي الكاكاو المحتملين الذين يحاولون الاستفادة من الأوقات الجيدة. والتزمت الحكومة بتأجير أراض جديدة للمزارعين، لكنه يضيف أن التفاصيل لا تزال غامضة. وفي هذه الأثناء تجبر الندرة المطاحن على دفع أقساط كبيرة لتأمين ما يكفي من الحبوب وتجنب إغلاق المصانع.

وتتراوح الفروق بين 400 دولار للطن في الإكوادور وبيرو إلى 2500 دولار في كوت ديفوار، وفقا لشركة تصنيع الكاكاو الكبرى غوان تشونغ بيرهاد، على الرغم من أن كوت ديفوار تحاول إنهاء هذه الممارسة. كما أجبر النقص في الفاصوليا المصانع في غانا على الإغلاق بشكل متقطع منذ أواخر العام الماضي.

◙ الكاميرون تهدف إلى رفع الإنتاج إلى 600 ألف طن فيما تتوقع نيجيريا أن يصل إجمالي الإنتاج إلى 714 ألف طن بحلول عام 2030

وأسوة بما يقوم به المزارعون الأفارقة يحرص المزارعون في أميركا الجنوبية أيضا على توسيع الإنتاج للاستفادة من زيادة سعر الكاكاو. وبينما تستهدف الإكوادور، ثالث أكبر منتج في العالم، إنتاج 800 ألف طن بحلول عام 2030، من نحو 454 ألف طن في عام 2023، تخطط البرازيل، سادس منتجي العالم، لمضاعفة حجم المنتوج بحلول نهاية العقد من 220 ألف طن.

ومن الممكن أن يتم تقييد كل خطط التوسع هذه من خلال قواعد الاتحاد الأوروبي المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في نهاية هذا العام. وسيطلب الأوروبيون من صانعي الشوكولاتة، مثل مجموعة فيريرو ونستله ومارستو، إثبات أن كل حبة حبوب يستوردونها إلى القارة لم تساهم في إزالة الغابات في مكان آخر. وبالتالي فإن أولئك الذين لديهم بالفعل إمكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية قد تكون لديهم فرصة للتقدم.

وفي ولاية أوندو بنيجيريا ورث الموظف الحكومي المتقاعد توبا أدينوورو (60 عاما) وشقيقه تيميلين (43 عاما)، الذي يبيع الخبز والسكر وغيرهما من الضروريات المنزلية في كشك بالشارع، قطعة أرض مساحتها 5 هكتارات من والدهما في العام الماضي.

وفي خضم هذا الوضع يتذكر الشقيقان نضال والدهم لتحقيق الربح من محصول الكاكاو الخاص به خلال أوقات انخفاض الأسعار. ويقول أدينوورو “كنا نعلم منذ البداية أن المبلغ الذي دفعناه لوالدنا لم يكن متناسبًا مع إنتاجية المزرعة وزيادة أسعار السلعة".

ويقوم الأخوان الآن برعاية 60 ألف شتلة هجينة، ويتوقعان زيادة الإنتاجية إلى 850 كيلوغراما للهكتار، من 400 كيلوغرام حاليا. ويقول أدينوورو "نريد تجديد المزرعة والتغلب على زيادة أسعار الكاكاو".

11