العنف المستشري يدفع الفنزويليين إلى ابتكار أساليب حماية خاصة

الفنزويليون يبتكرون أساليب حماية خاصة في أحد أخطر البلدان في العالم والذي شهد أكثر من 260 ألف عملية قتل سنة 2017.
الثلاثاء 2018/11/20
فريق للنجدة يعاضد مجهود الشرطة

كراكاس – يواجه الفنزويليون علاوة على القلق الناجم عن النقص في الأغذية والأدوية، الخوف من انعدام الأمن المستشري في البلاد حيث يموت ثلاثة أشخاص ميتة عنيفة كل ساعة.

وأحصى المرصد الفنزويلي لأعمال العنف، وهو منظمة غير حكومية، 266 ألف عملية قتل سنة 2017، أي ما يوازي 89 جريمة لكلّ 100 ألف نسمة، وهو معدّل يتخطّى بـ15 مرة المتوسط العالمي.

فكيف يتدبّر الفنزويليون أمورهم في أحد أخطر البلدان في العالم؟

  • الهاتف الذكي أو الموت

قبل سنتين، انقلبت حياة المدرّسة ياميليث ماركانو (46 عاما) رأسا على عقب، فقد قتل أخوها ويلي ضربا على يد شاب في التاسعة عشرة من العمر أراد سرقة هاتفه الذكي.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية من منزلها في كراكاس “كم كانت تساوي حياته؟ ثمن هاتف ذكي؟ وكلّ مرة يردني فيها أن أسرة أخرى هي في حداد لفعل مماثل، تعود الذكريات إلى بالي”.

وعلى غرار ماركانو، يستخدم غالبية الفنزويليين هواتف بدائية في الشارع وهم لا يخرجون هواتفهم الذكية من الحقائب أو حتى من المنازل.

  • تطبيق للأوضاع الخطرة على الطرقات

لم ينس الفنزويليون مقتل ملكة جمال فنزويلا السابقة مونيكا سبير بالرصاص من قبل مسلحين عندما تعطّلت سيارتها على الطريق في العام 2014. ومنذ تلك الحادثة، أطلق تطبيق يعرف بـ”بانا”، أي الصديق بالعامية، لمساعدة كلّ من قد يتعرّض للخطر.

وأسس فريق من ستة درّاجين يضعون نظارات سوداء ويرتدون سترات لمّاعة ويتواصلون عبر أجهزة لاسلكية، حيث هبّ لنجدة كارمن التي تدرس الطبّ بعدما تعطّلت سيارتها على أحد الطرقات السريعة في العاصمة.

ولم يستغرقهم الأمر سوى ثماني دقائق لبلوغها، بعدما شغّلت كارمن التطبيق على هاتفها خشية من أن تتعرض لاعتداء في الموقع. وقام “عناصر المرافقة” هؤلاء،  بمواكبتها حتّى وصولها إلى مكان آمن.

ويقول مدير هذا المشروع دومينغو كورونيل لوكالة الصحافة الفرنسية “نطمئن الزبائن عبر الهاتف قبل أن نصل إليهم والخدمة سريعة وبسيطة ويكمن الاتكال عليها وليس في وسع الجميع تكبّد تكاليف موكب أمني أو سيارة مصفحة”.

  • زجاج مقاوم للكسر

في مركز تجاري في كراكاس، يسلّم خوليو سيزار بيريز مدير مجموعة “بلاينداكارز إكسبرس” زبونا شاحنتين جهّزتا بمادة مضادة للكسر على الزجاج.

ويقول هذا الأخير “يزداد عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى هذه الخدمة، فالمجرمون لا يميّزون بين الطبقات الاجتماعية، ولدينا سيارات من المستويات جميعها”.

ويكشف صاحب الشاحنتين الصغيرتين أن الأولى لزوجته وابنه والثانية له سيستخدمها في رحلاته المنتظمة إلى كراكاس حيث يقوم اللصوص برجم المركبات بالحجارة لإجبار السائقين على الخروج منها.

  • حظر تجوال افتراضي

عند مغيب الشمس، تخلو شوارع كراكاس وغيرها من المدن الكبرى في البلد من أي حركة. ويفضّل الكثير أن يجتمعوا في البيوت مع الأصدقاء بما أن هذا الخيار أكثر أمنا وأقلّ كلفة. أما محبو السهر، فهم ينتظرون طلوع الشمس للعودة إلى ديارهم.

5