العلمين تستقطب المؤتمرات العربية من شرم الشيخ

الرئيس المصري يريد أن تحل العلمين تدريجيا مكان شرم الشيخ التي ارتبطت سمعتها الواسعة بالرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك.
الثلاثاء 2022/08/23
القمة الخماسية تمنح العلمين بعدا عربيا

القاهرة - استضافت مدينة العلمين الجديدة على البحر المتوسط الاثنين قمة عربية خماسية ضمت قيادات مصر والإمارات والبحرين والأردن والعراق بعد يوم واحد من قمة جمعت الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والإماراتي الشيخ محمد بن زايد في المدينة نفسها التي تحظى باهتمام كبير من جانب الحكومة المصرية.

وناقشت القمة بعض القضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية والأوضاع في اليمن وليبيا، وتبعات الحرب الروسية – الأوكرانية على المنطقة، والتباحث حول موضوعات الأمن الغذائي والمائي في المنطقة.

وتحولت العلمين الجديدة الواقعة في شمال غرب مصر في العام الجاري إلى مقر صيفي لرئيسي الدولة والحكومة والوزراء في مصر، وعقد فيها الرئيس السيسي سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين كبار الفترة الماضية، وحظيت باهتمام اقتصادي كبير بعد وضع بنية أساسية تستوعب المزيد من التوسعات.

ويبدو أن الحكومة أرادت من التركيز الكبير على العلمين الجديدة التغطية على وعودها السابقة بنقل مقار الوزارات والهيئات الحيوية والسفارات الأجنبية إلى العاصمة الإدارية الجديدة في شرق القاهرة، حيث ضربت أكثر من موعد لذلك، لكن تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية أدى إلى زيادة العراقيل للوفاء بهذه الوعود.

القمة الخماسية تعد تدشينا سياسيا للعلمين كمقر لاستضافة المزيد من الاجتماعات والمؤتمرات والقمم

ويقول مراقبون إن القمة الخماسية تعد تدشينا سياسيا للعلمين المطلة على البحر المتوسط كمقر لاستضافة المزيد من الاجتماعات والمؤتمرات والقمم في الفترة المقبلة التي اشتهرت بها مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر من قبل.

ويضيف المراقبون أن الرئيس السيسي يريد أن تحل العلمين تدريجيا مكان شرم الشيخ التي ارتبطت سمعتها الواسعة بالرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك، حيث كان يتخذها مقرا لكثير من لقاءاته الهامة، واستضافت العديد من القمم العربية والدولية، وشهدت لقاءات مع قيادات إسرائيلية وأميركية عقب توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، واستمدت جانبا من شهرتها بأنها مدينة السلام.

وتضاف العلمين الجديدة كمقر للحكم المصري في الصيف إلى شعار الرئيس السيسي “الجمهورية الجديدة”، والعاصمة الإدارية الجديدة، وهي تستكمل مثلث الحداثة التي يريدها كدليل على أنه مستقل ولا يريد مقارنته بأي من رؤساء مصر السابقين.

ويمنح عقد القمة الخماسية في هذه المدينة بعدا عربيا لها، فهي أول قمة على هذا المستوى في العلمين، بما يوحي أنها سوف تصبح وجهة للقيادات والشعوب العربية بعد أن ارتبطت شرم الشيخ بإسرائيل، واستمدت جانبا كبيرا من انتشارها من لقاءات سياسية عقدها رؤساء مصريون مع قادتها وزيارات وفود سياحية إسرائيلية لها.

ولا يزال العمل مستمرا في هذه المدينة لاستكمال جميع مرافقها الحيوية، وزيادة عدد فنادقها لتستوعب الكثير من الزائرين وتحصل على الشهرة التي حصلت عليها شرم الشيخ كمنتجع سياحي ومقر هادئ للحكم والقمم السياسية في أوقات عديدة، وبدأت تتوافر لها كل وسائل المواصلات المريحة برا وبحرا وجوا.

العمل في مدينة العلمين لا يزال مستمرا لاستكمال جميع مرافقها الحيوية، وزيادة عدد فنادقها لتستوعب الكثير من الزائرين

ومن المتوقع أن تسحب هذه المدينة البساط من تحت أقدام شرم الشيخ التي تستضيف في نوفمبر المقبل قمة المناخ (كوب 27) بحضور عدد كبير من الزعماء والمسؤولين والمعنيين بقضية التغيرات المناخية، والتي حدد موعدها منذ نحو عام، أي قبل تدشين العلمين رسميا كمقر آخر للحكم في مصر.

وتبعد العلمين عن مدينة الإسكندرية التي أطلق عليها سابقا العاصمة الثانية لمصر نحو مئة كيلومتر، ونالت قسطا كبيرا من الاهتمام عقب بناء كثير من القرى والمنتجعات السياحية على مقربة منها كامتداد طبيعي للإسكندرية، إلى أن أصبحت العلمين في حلتها الجديدة بعد أن ارتبط عمقها البري بالتصحر وانتشار الألغام التي خلفتها الحرب العالمية الثانية بها.

وألحق بها وصف “الجديدة” لمنحها تميزا كمدينة لها خصوصية معينة في النظام المصري، والإيحاء بأن هناك واقعا مختلفا ويتم طي الصورة الذهنية القاتمة السابقة.

ويحمل هذا التمييز معاني متباينة ويضفي عليها قدرا من البريق السياسي والجاذبية السياحية لشد الأنظار إليها بصورة تمنحها مكانة كبيرة في أدبيات النظام الحاكم، وبالتالي تحظى بإقبال من المستثمرين الذين يمثل وجودهم أهمية اقتصادية للمدينة.

ويتضافر التركيز على مدينة العلمين الجديدة مع تطلعات الرئيس السيسي الرامية إلى زيادة مساحة العمران العام والتوسع في البنية التحتية حتى باتت جزءا أساسيا في منظومته التي يطغى عليها الاهتمام بالمشروعات التنموية العملاقة في البلاد.

2