العلاقات مع إيران تمنع واشنطن من التبادل الاستخباري مع قطر

تقرير بريطاني يتحدث عن هواجس أميركية قوية بشأن العلاقات المتينة التي تربط قطر بإيران.
الخميس 2020/12/17
إيران الأقرب إلى قطر

لندن - كشفت أوساط سياسية بريطانية عن وجود هواجس أميركية قوية بشأن العلاقات المتينة التي تربط قطر بإيران ما دفع الولايات المتحدة إلى الامتناع عن تبادل معلومات استخبارية هامة مع الدوحة.

وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن تلك الهواجس الأميركية نقلا عن تقرير صادم عرضه النائب البريطاني إيان بيزلي خلال جلسة لمجلس العموم تحدث من خلاله عن أن الولايات المتحدة لم تعد تتشارك المعلومات الاستخبارية مع قطر بسبب قرب الأخيرة من إيران.

وقال بيزلي إن المعطيات الواردة في التقرير مقلقة للغاية، وأشار إلى أن التقرير حول اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الذي أصبح متاحا في مكتبة مجلس العموم، يربط بعض الأنشطة في الخليج بقطر وإيران وجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في أكثر من بلد عربي.

وأضاف "إيران تدعم الإرهاب وهو ما جعل كلا من إدارتي أوباما وترامب تصنفان النظام الإيراني على أنه أكبر داعم للإرهاب الدولي في العالم".

ويقول التقرير البريطاني استنادا إلى مصادر استخباراتية غربية إن "قطر ستتعهد بأنها لن تسمح للولايات المتحدة بتنفيذ أي هجمات ضد إيران من الأراضي القطرية".

وتستضيف قاعدة "العديد" الجوية في قطر وهي أكبر منشأة عسكرية في الشرق الأوسط، وحدات من القوات الجوية الأميركية وسلاح الجو الملكي البريطاني ومقرا متقدما للقيادة المركزية الأميركية.

وفي هذا الصدد شككت السيناتور الفرنسية ناتالي جوليه التي قادت لجنة تحقيق في الشبكات الجهادية في أوروبا، وكتبت تقريرا لحلف شمال الأطلسي عن تمويل الإرهاب، بنوايا الدوحة، وقالت إن الأخيرة كانت على علم مسبق بالهجوم الإيراني على سفينة أميركية في الخليج العربي، وهو ما يجعل الوثوق بأكبر داعم للإخوان المسلمين وإيران صعبا، على حد قولها.

وتعمل الولايات المتحدة والكويت على إنهاء الأزمة التي دفعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى فرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وقطع علاقات السفر مع قطر منذ أواسط عام 2017 متهمة إياها بالتقارب مع إيران وتمويل حركات متطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة، إلا أن الدلائل القاطعة لم تترك لها مجالا للمناورة خاصة بعد أن استشعرت عزلة إقليمية وعربية إثر مقاطعة الرباعي العربي لها.

وأفاد التقرير استنادا إلى مصادر دبلوماسية غربية وخليجية بأن قطر التي بدت غير مهتمة بالمصالحة مع الرباعي العربي شرعت في مهمة دبلوماسية "مزدوجة" على عجل لتعزيز علاقتها مع تركيا وإيران لاستباق أي اتفاق مصالحة خليجية.

وجاء في التقرير أنه "في الأسبوع والأيام التي سبقت المصالحة الخليجية بقيادة الولايات المتحدة لوحظت زيادة في نسق الحملات الإعلامية التي تموّلها قطر ضد الدول العربية المقاطعة لها بالتنسيق مع وسائل الإعلام الإيرانية والتركية".

وتجري الاستعدادات لانعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في السعودية في يناير، في ضوء مساع لتحقيق اختراقات في الأزمة الخليجية.