العلاج النفسي ينهي متاعب إدمان التسوق

اضطراب الشراء والتسوق مُدرج في نظام التصنيف الحالي ضمن "اضطرابات التحكم في الانفعالات المحددة الأخرى".
الأربعاء 2025/06/04
تجربة التسوق وسيلة لتخفيف المشاعر السلبية

كولونيا (ألمانيا) - يُعد التسوق أحد الأنشطة اليومية التي يمارسها الملايين حول العالم، وقد تحول من مجرد تلبية احتياجات الحياة الأساسية إلى وسيلة للشعور بالمتعة والرضاء. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يشعر الإنسان بالسعادة عند شراء سلع جديدة؟ وهل من الممكن أن تتحول هذه السعادة من مصدر للبهجة إلى مصدر للألم؟

ويرى البروفيسور باتريك تروتسكه أن إدمان التسوق هو رغبة داخلية قسرية للشراء؛ مع فقدان السيطرة على بداية ونهاية السلوك حتى على الرغم من العواقب السلبية المترتبة على هذا السلوك مثل الديون المفرطة والخلافات مع شريك الحياة أو الأهل.

وأضاف أستاذ علم النفس السريري والعلاج النفسي في جامعة شارلوت فريسينيوس للعلوم التطبيقية في كولونيا أن “اضطراب الشراء والتسوق” لم يُعترف به بعد كاضطراب منفصل في أنظمة التشخيص النفسي، إلا أنه مُدرج في نظام التصنيف الحالي ضمن “اضطرابات التحكم في الانفعالات المحددة الأخرى.”

◙ لماذا يشعر الإنسان بالسعادة عند شراء سلع جديدة؟ وهل من الممكن أن تتحول هذه السعادة من مصدر للبهجة إلى مصدر للألم؟

وعادة ما يستغرق الأمر سنوات طويلة قبل طلب المساعدة الطبية، وغالبا ما يحدث ذلك عندما يمر المرضى بضائقة مالية كبيرة ويقعون تحت ضغط نفسي لا يُطاق، ويدخلون في دوامة تزداد فيها المعاناة حدًة.

وأشار البروفيسور تروتسكه إلى أنه يمكن علاج إدمان التسوق من خلال العلاج النفسي، لاسيما العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد المرضى على تحديد دوافع ومحفزات سلوك الشراء المفرط وتحديد إستراتيجيات لكبح جماح هذه الدوافع.

وتشمل إستراتيجيات المواجهة إعداد نظرة عامة مفصلة على جميع الإيرادات والنفقات وتوضيح الدافع وراء كل عملية شراء. كما يُنصح باتّباع إجراءات ضبط النفس، مثل الدفع نقدا بدلا من بطاقات الائتمان وحذف تطبيقات التسوق، والتفكير لمدة 24 ساعة قبل كل عملية شراء كبيرة.

ويصف الخبراء الطريقة التي تساهم في التحول إلى الإدمان بأنها تبدأ عند قيام الإنسان بشراء سلعة جديدة، يقوم الدماغ بإفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين؛ والدوبامين ناقل عصبي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز مشاعر الرضاء والمكافأة، وتجعل هذه المادة الكيميائية الإنسان يشعر بالمتعة، ولهذا يرتبط التسوق بالإحساس بالمكافأة، ما يدفع البعض إلى تكرار التجربة بشكل مستمر.

ويدفع هذا الشعور العديد من الأشخاص لممارسة التسوق بشكل متواصل، حتى لو اضطر في الكثير من الأحيان لشراء سلع أو خدمات لا يحتاجها. وحين يشعر الفرد بالتوتر أو الحزن، يمكن أن تكون تجربة التسوق وسيلة لتخفيف هذه المشاعر السلبية، ولو مؤقتاً، من خلال التركيز على الأشياء المادية الجديدة. كما يُعد التسوق وسيلة لتحسين الصورة الذاتية، خاصة عندما يشتري الإنسان سلعة جديدة، متعلقة بالموضة أو المظهر الخارجي، فإنه يشعر بالثقة والرضاء عن ذاته.

16