العلاج السلوكي المعرفي يخفف من حدة الاضطراب ثنائي القطب لدى المراهقين

كولن (ألمانيا) – ينتقل المراهقون بسرعة من حالة الإثارة والفرح والنشاط إلى حالة الاكتئاب والانسحاب أو الكسل أو الغضب والعنف، وتعرف هذه الحالة بالاضطراب ثنائي القطب.
وقالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن الاضطراب ثنائي القطب هو مرض نفسي خطير يُصيب عادة المراهقين ويتسم بالتقلبات المزاجية المتطرفة التي تتراوح بين حالة الابتهاج وحالة الاكتئاب.
وأوضحت الرابطة أن أسباب الإصابة بهذا الاضطراب غير معلومة على وجه الدقة، ولكن يرجح الأطباء أنها ترجع إلى عوامل وراثية، أو عوامل عضوية مثل اضطراب توازن النواقل العصبية في الدماغ، أو عوامل نفسية مثل الضغط النفسي الرهيب الناجم عن الصدمات النفسية الشديدة مثل موت شخص عزيز.
ويعاني المصاب بهذا الاضطراب النفسي الخطير من صعود وهبوط حادين في الحالة النفسية والمزاجية؛ حيث يشعر بالبهجة والإثارة ويتمتع بفرط النشاط والطاقة على نحو غير طبيعي مع تسارع الأفكار والتشتت الذهني والاندفاع وسوء اتخاذ القرارات.
وبعد ذلك يدخل المصاب في نوبة اكتئاب حاد؛ حيث يفقد الشغف بالأنشطة المختلفة (الدراسة والهوايات والأصدقاء) ويفقد الشهية ويشعر بالخمول والحزن والكآبة والفراغ والضجر والذنب الشديد وانعدام قيمة الذات واليأس.
وتتعين على الوالدين استشارة طبيب نفسي فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت المناسب وتفادي العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذا الاضطراب والمتمثلة في التفكير في الانتحار والإدمان على الكحول والمخدرات والإصابة بالذهان (الانفصال عن الواقع).
المصاب بهذا الاضطراب النفسي الخطير يعاني من صعود وهبوط حادين في الحالة النفسية؛ فتارة يكون مبتهجا وأخرى مكتئبا
وكثيرا ما تترافق اضطرابات أخرى مع الاضطراب ثنائي القطب مثل اضطرابات القلق واضطرابات الأكل (مثل الشره العصبي) واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
وأشارت الرابطة إلى أن الاضطراب ثنائي القطب هو مرض لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن التخفيف من حدته بواسطة الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومضادات القلق ومثبتات المزاج، والعلاج النفسي كالعلاج السلوكي المعرفي الذي يقوم على تحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصحية والسلبية واستبدالها بأخرى صحية وإيجابية. ويمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يساعد على تحديد أسباب استثارة نوبات ثنائي القطب، كما يتعلم فيه المريض الأساليب الفعالة لإدارة التوتر والتكيُّف مع المواقف المزعجة.
ومن العلاجات الأخرى العلاج بالصدمات الكهربائية، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
يضعُ الأطباءُ التَّشخيص استِنادًا إلى الأعراض ونتائج الاختبارات النفسيَّة.
ويُعدُّ تشخيص الاضطراب ثنائيّ القطب عندَ الصِّغَار أمراً مثيراً للجدل بشكلٍ كبيرٍ. وقَد تعتمد المُعالَجة على الأدويَة المُثبِّتَة للمزاج لمُعالَجة الهوَس، ومُضادَّات الاكتئاب لمُعالَجة الاكتئاب، والعلاج النفسيّ.
ويُعاني الأطفال بشكلٍ طبيعيّ من تقلُّبات سريعة في المزَاج، أي الانتقال من حالة الفرحٍ والنشاط إلى حالة الكآبة والانسحاب، ومن النادر أن تُشير هذه التقلُّبات إلى اضطرابٍ في الصحَّة النفسيَّة. ويكُون الاضطراب ثنائي القطب أكثر شدَّةً من هذه التغييرات الطبيعية في المزاج، ويستمر ذلك لفتراتٍ أطول بكثير، تصل إلى أسابيع أو أشهر.