العلاج السلوكي المعرفي يحدّ من اضطراب نهم الطعام

برلين - قالت الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وعلم النفس الجسدي وعلم الأعصاب “إن اضطراب نهم الطعام هو اضطراب نفسي يندرج ضمن اضطرابات الأكل، وهو يعني تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل قسري وخارج عن السيطرة”.
وأشارت الجمعية إلى أن معالجة اضطراب نهم الطعام تتمّ بواسطة العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الشخصي، والذي يهتم بالسياق الحياتي والاجتماعي للمريض، كما يمكن اللجوء إلى الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
ويمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي في التكيّف بطريقة أفضل مع المشكلات التي يمكن أن تثير نوبات نهم الطعام، مثل المشاعر السلبية حول الجسم أو المزاج الاكتئابي. وقد يمنح الفرد أيضًا إحساسًا أفضل بالتحكم في سلوكه ويساعده في تنظيم أنماط الأكل.
كما أن العلاج النفسي بالتواصل بين الأفراد من شأنه أن يحدّ من مشكلة نهم الطعام؛ إذ يركز هذا النوع من العلاج على علاقات المريض مع الناس، ويهدف إلى تحسين مهارات التواصل مع الآخرين من حيث كيفية الارتباط بالآخرين، مثل الأسرة والأصدقاء والزملاء. وقد يساعد ذلك في التقليل من نهم الطعام الذي يحفزه ضعف العلاقات الاجتماعية ومحدودية مهارات التواصل.
تناول الطعام بنهم وشراهة طريقة للتعامل مع المشاكل النفسية والعاطفية، وهو غالبا ما يترافق مع الاكتئاب والتوتر
وقد يساعد العلاج السلوكي الجدلي (نوع من العلاج السلوكي) في تعلّم المهارات السلوكية ليستطيع الفرد تحمل الضغط النفسي وتنظيم الانفعالات وتحسين العلاقات مع الآخرين، وكل ذلك يمكن أن يقلل الرغبة في تناول الطعام بنهم.
وأوضحت الجمعية أن هذا الاضطراب يحدث في شكل نوبات بمعدل لا يقل عن مرة أسبوعيا على مدار ثلاثة أشهر، مشيرة إلى أن المرضى عادة ما يتناولون الطعام بنهم وشراهة كطريقة للتعامل مع المشاكل النفسية والعاطفية، وهو غالبا ما يترافق مع الأمراض النفسية كالاكتئاب والهوس والاضطراب ثنائي القطب واضطرابات الخوف والقلق (مثل الفوبيا ونوبات الذعر).
ويؤثر هذا الاضطراب النفسي على صحة الجسد؛ ذلك أنه غالبا ما يؤدي إلى السِمنة التي تتسبب في ظهور داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، مما يعني ارتفاع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
والكثير من الأشخاص المصابين باضطراب الأكل (نَهَم الطعام) لديهم تاريخ من المحاولات الفاشلة لفقدان الوزن بمفردهم. ومع ذلك، لا يُنصَح عادةً ببرامج إنقاص الوزن حتى يُعالَج اضطراب نَهَم الطعام؛ لأن اتباع نظام غذائي قد يؤدي إلى المزيد من نوبات النهم؛ مما يجعل فقدان الوزن أقل نجاحًا.
وإذا اقتضت الضرورة تُنفَّذ برامج إنقاص الوزن بشكل عام تحت إشراف طبيب لضمان تلبية احتياجات المريض الغذائية. ويمكن أن تكون برامج إنقاص الوزن التي تُعالِج محفِّزات النهم مفيدة بشكل خاص عندما تكون مصحوبة بعلاج سلوكيّ معرفيّ.