العقوبات على التلفزيون السوري تعيق انطلاق بث القناة الإخبارية

الإدارة الجديدة في هيئة الإذاعة والتلفزيون تواجه الكثير من الانتقادات خصوصا في مسألة فصل الموظفين وتقييم الأداء.
الاثنين 2025/04/07
خارج التغطية

دمشق - أفاد جميل سرور مدير قناة "الإخبارية السورية" الرسمية إنه كان من المقرر أن ‏تبث القناة على الأقمار الصناعية في 13 مارس الماضي لكن العقوبات على سوريا، وتحديدًا ‏على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، منعت حصول القناة على تردد خاص ‏على قمر "نايل سات"، ما حال دون انطلاقة رسمية لها.‏

ولم يقدم سرور أي حلول أو رؤية لأزمة المعلومات المضللة في البلاد والتي تحولت إلى مشكلة خطيرة تهدد السلم الأهلي في ظل الاستقطاب الحاد على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الخطاب الطائفي، بل اكتفى بتشخيص الواقع قائلا إن المحتوى الإخباري الذي ستقدمه القناة سيكون على درجة ‏عالية من الحيوية والكفاءة والمهنية، في ظل الحاجة إلى مصدر رسمي ‏للأخبار الموثوقة، أمام الحجم الهائل من التزييف والتضليل، وفوضى الأخبار ‏على مواقع التواصل الاجتماعي.‏

ودون أن يقدم موعدا جديدا لإمكانية البث استطرد في الحديث عن "إنجازات الإدارة" قائلا إن كادر القناة استطاع صناعة هوية بصرية تعبّر عن سوريا الجديدة، ‏رغم التحديات ذات الصلة بالتقنيات والأجهزة المتهالكة، وحاول قدر ‏المستطاع التغلب على هذه الصعوبات، وتطوير بعض التقنيات.‏

◙ لا حلول لأزمة المعلومات المضللة في سوريا التي تحولت إلى مشكلة خطيرة تهدد السلم الأهلي في ظل الاستقطاب الحاد على مواقع التواصل

ولفت سرور إلى أن جميع الكوادر الفنية والتحريرية في القناة هي سورية، فيما ‏تم الاعتماد على بعض الاستشاريين من الخارج، قدموا خبراتهم في تطوير ‏عمل القناة، وتحسين جودتها. وأشار إلى أن "الإخبارية السورية" تعتمد على الكفاءة والخبرة ‏المهنية، كمعيار أساسي لقبول الكوادر الصحفية والفنية، بعيدًا عن أي ‏اعتبارات أخرى، باستثناء الذين شاركوا ميدانيًا في حرب الإبادة ضد ‏السوريين. ‏

غير أن الكثير من الانتقادات وجهت إلى الإدارة الجديدة في التلفزيون خصوصا مسألة فصل الموظفين، وكانت إحدى الوسائل التي لجأت إليها الإدارة إخضاع المذيعين والمذيعات لعملية إعادة تقييم بهدف تحييد قسم كبير منهم عن الشاشة بذريعة عدم امتلاكهم المؤهلات والشروط اللازمة للوظيفة.

وأثار فصل العديد من الموظفين شكوكا كثيرة وانتقادات، مؤداها أنه من لم تستطع الإدارة التخلص منه في عملية التقييم، تبحث له عن أي ذريعة أخرى لإصدار قرار فصله من العمل بهدف تصفية كل الكوادر القديمة. وقال سرور إن القناة ستُعنى بمواكبة كل الأحداث الجارية في سوريا، كما ستقدم مجموعة من ‏البرامج التي تسلط الضوء على جوانب سياسية واقتصادية ومعيشية تلامس ‏حياة الناس ومشكلاتهم في مختلف المحافظات، إضافة إلى برامج تعنى بعالم "‏السوشال ميديا."

في 29 من مارس ‏الماضي، بدأ أول بث رسمي "للإخبارية السورية" ‏على منصات التواصل الاجتماعي واستمر ما يقارب الخمس ساعات متواصلة، وذلك لتغطية تشكيل الحكومة السورية الجديدة. وسبق أن قال مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية علي الرفاعي إن "الإخبارية السورية" جاهزة للانطلاق وهي تبث بشكل يومي تحت الهواء منذ بداية مارس، ويمكن الوصول لها فور توفر تردد على "النايل سات"، وحل مشكلة العقوبات.

وذكر الرفاعي أن هناك كوادر إعلامية تعمل منذ أربعة أشهر لتجهيز القناة وأستوديوهات حديثة، ومذيعين محترفين، وسياسة تحريرية، تخدم “تطلعات السوريين”، وفق تعبيره. ونقلت وكالة سانا عن الرفاعي في 25 مارس، أن تأخر ‏انطلاق القنوات التلفزيونية الرسمية في سوريا بعد تحرير سوريا من النظام السابق يعود إلى تحديات تقنية وسياسية كبيرة.

5