العقوبات تثير الضبابية حول مشاركات روسيا

الرياضيون الروس سيشاركون في أولمبياد طوكيو 2020 كرياضيين مستقلين دون رفع العلم الروسي أو ترديد النشيد الوطني الروسي.
الخميس 2019/12/26
راية لن ترفرف في طوكيو

برلين - سيجري التعامل مع روسيا بطريقتين مختلفتين في ظل العقوبات المفروضة عليها من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، وذلك عندما تقام كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2020) ودورة الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة اليابانية، وهما أبرز حدثين رياضيين خلال العام المقبل.

ففي يونيو 2020، سيخوض المنتخب الروسي نهائيات يورو 2020 بشكل طبيعي تحت العلم الروسي، وستشارك سان بطرسبرغ في استضافة منافسات البطولة، ضمن 12 مدينة أوروبية.

وبعدها بأسابيع قليلة، سيسمح للرياضيين الروس بالمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، لكن كرياضيين مستقلين دون رفع العلم الروسي أو ترديد النشيد الوطني الروسي. وكان هذا ما خلصت إليه الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، بعد إعلان قرارها في 9 ديسمبر الجاري بإيقاف روسيا لمدة أربعة أعوام عن المشاركة في المنافسات الدولية، وذلك بتهمة التلاعب ببيانات مختبر موسكو لمكافحة المنشطات، قبل تقديمها إلى وادا.

وطبقا للعقوبة، لا يحق لأي فريق روسي المشاركة تحت العلم الروسي في المنافسات الدولية كما لا يحق لروسيا التقدم بطلب استضافة أي بطولة كبرى خلال فترة الإيقاف، مع تجريدها من حق استضافة أي فعاليات كانت قد فازت بها لهذه الفترة وذلك في حالة إمكانية ذلك من الجانب القانوني.

كانت هذه هي الحلقة الأحدث في مسلسل فضيحة الانتشار الممنهج والمدعوم من قبل الدولة، للمنشطات بين الرياضيين الروس، والتي شهدت إعلان وادا في عام 2015 إيقاف الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات، قبل أن تعلن وادا قرارا مثيرا للجدل في 2018 يقضي بإعادة روسادا إلى وضع الامتثال.

حظر شامل

أفلتت الرياضة الروسية من الحرمان من المشاركة في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو، باستثناء اتحاد ألعاب القوى الروسي، المتورط الرئيسي في الفضيحة والذي أوقف من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ 2015، وشهد أولمبياد ريو 2016 مشاركة وحيدة لداريا كليشينا محترفة الوثب الطويل.

ولا يزال الإيقاف المفروض من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى قائما، مع السماح فقط بمشاركة الرياضيين الروس كرياضيين مستقلين طبقا لمعايير وشروط صارمة، وهو ما سيطبق في طوكيو 2020 إذا نجح استئناف روسيا لدى محكمة التحكيم الرياضي الدولية ضد عقوبة وادا. وأعلن مسؤولو الرياضة وكذلك الحكومة الروسية أنه سيجري التقدم باستئناف، وهو ما حظي بتأييد ودعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

Thumbnail

تنافس رياضيون روس بالفعل في أولمبياد بيونغتشانغ 2018 الشتوي كرياضيين مستقلين لكن تحت العلم الأولمبي ومع ترديد العزف الأولمبي عند مراسم التتويج بالميداليات الذهبية، وكان منتخب هوكي الجليد للرجال قد ردد النشيد الوطني الروسي بصوت عال إثر التتويج بالميدالية الذهبية. وواجهت وادا انتقادات لعدم فرض حظر شامل على روسيا، ولكن الوكالة لا تتمتع بالاستقلالية التامة.

وتعارض اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها الألماني توماس باخ، فرض عقوبة الحظر الشامل، نظرا لأن العقوبة تلقي بظلالها بذلك على الرياضيين الروس المتنافسين بنزاهة. بينما يرى آخرون أن المخالفات، ومنها التلاعب بنتائج مختبر موسكو وكذلك استمرار عمل مدربين يخضعون للإيقاف، تظهر أن روسيا “لم تتعلم الدرس بعد”.

مظلة الاتحادات القارية

لن تؤثر عقوبة وادا على مشاركة روسيا في نهائيات يورو 2020 والمشاركة في استضافة مبارياتها أيضا، وذلك بداعي أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يوقع اتفاقية مع وادا كما أن يورو 2020 تعد بطولة قارية وليست عالمية.

فالتصفيات المؤهلة إلى المونديال تقام تحت مظلة الاتحادات القارية ومنها اليويفا، وهو ما يعني إمكانية مشاركة روسيا بشكل طبيعي، ولكن في حالة تأهل المنتخب الروسي للنهائيات، التي تندرج ضمن البطولات الدولية التي تشملها العقوبة، قد يشارك الفريق دون ارتداء لاعبيه قميص المنتخب أو رفع العلم.

22