العقوبات الغربية تهدد عمل خطّ نورد ستريم

موسكو - أعلن الكرملين الجمعة أن عمل خط أنابيب الغاز نورد ستريم الذي يمد أوروبا “مهدّد” بسبب نقص في قطع التبديل نتيجة العقوبات المفروضة على موسكو بسبب هجومها على أوكرانيا.
ويزيد هذا التحذير من الغموض المحيط بمستقبل إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب هذا، وهي متوقفة بسبب أعمال صيانة يفترض أن تنتهي السبت بحسب موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافة “من الناحية الفنية، ليس هناك احتياطات، هناك توربين واحد يعمل”.
وتابع أن “موثوقية عمل النظام برمته مهددة”، مؤكدا أن هذا ليس نتيجة “خطأ من جانب غازبروم” المجموعة الروسية التي تؤمن الإمدادات عبر خط الأنابيب.
وكان بيسكوف قال في وقت سابق إن “غازبروم ستتمكن من الوفاء بالتزاماتها رغم العقبات القانونية والتقنية التي أثقلت بها أوروبا كاهل الشركة” جراء العقوبات التي تم فرضها على روسيا بسبب حرب أوكرانيا.
وخفضت موسكو بشدة إمدادات الغاز إلى الأوروبيين منذ بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا في نهاية فبراير، ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها.

ديمتري بيسكوف: موثوقية عمل النظام برمته مهددة في نورد ستريم
ويتهم الأوروبيون الكرملين باستخدام الغاز وسيلة ضغط عليهم بسبب اعتمادهم الكبير على مصدر الطاقة هذا، غير أن موسكو تنفي ذلك مشيرة إلى مشكلات فنية ناتجة عن العقوبات أو تأخير في تسديد المستحقات.
وتؤكد روسيا بصورة خاصة أن العقوبات تمنعها من استعادة توربين من صنع شركة سيمنز أرسل إلى كندا لإصلاحه، فيما تؤكد ألمانيا حيث يفترض أن يكون التوربين مثبتا، أن موسكو هي التي تعيق استعادة هذه القطعة الأساسية.
وأعلنت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الثلاثاء عن تعليق شحناتها من الغاز لمجموعة إنجي الفرنسية “بالكامل”، مؤكدة أنها لم تسدد ثمن الشحنات لشهر يوليو.
وفي سياق آخر علقت غازبروم الأربعاء إمداداتها عبر خط نورد ستريم الذي ينقل الغاز من روسيا إلى شمال ألمانيا ومنها إلى دول أوروبية أخرى.
ومن المتوقع استئناف الإمدادات عبر نورد ستريم السبت بعد انتهاء أعمال الصيانة التي أعلنت عنها موسكو في محطة لضغط الغاز في روسيا.
وفي ظل المخاوف المتزايدة على الإمدادات ولاسيما مع اقتراب فصل الشتاء، تسعى الدول الأوروبية لإيجاد مزودين آخرين والحد من استهلاكها للغاز وسط ارتفاع حاد في الأسعار في السوق.
ولتعويض الكميات الناقصة لجأت الدول الأوروبية إلى موردين آخرين وإلى تقليل استهلاكها على خلفية ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق.
وفي يوليو الماضي نفذت الشركة أعمال صيانة لمدة عشرة أيام على خط أنابيب الغاز الذي أعيد تشغيله بعد ذلك ولكن مع انخفاض في كميات التسليم.
وقبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، كان نورد ستريم يمرّر نحو ثلث الـ153 مليار متر مكعّب من الغاز التي يشتريها الاتحاد الأوروبي سنويًا. وتصدّر ألمانيا جزءًا من الكميات الواصلة إلى أراضيها إلى دول القارة.