العقوبات الغربية تربك سوق قطع غيار السيارات في روسيا

طهران – اتسعت مخاوف قطاع غيار السيارات في روسيا مع تفاقم تداعيات العقوبات الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا، مما دفعت بعض الشركات للبحث عن مصادر بديلة من الدول الحليفة لتعويض الإمدادات.
وأعلنت شركة روسية لتصنيع السيارات عن رغبتها بتعاون مصنعي قطع غيار السيارات في إيران معها لاستيراد احتياجاتها من هذه القطع.
وأدت حرب أوكرانيا إلى قلب إنتاج السيارات في روسيا، التي تعد ثامن أكبر سوق للسيارات في العالم إذ أوقف العديد من المصنعين العالميين عمليات التسليم إلى الشركات، بينما اضطر آخرون إلى إيقاف الإنتاج مؤقتا بسبب نقص قطع الغيار.
وتحاول إيران الاستفادة من الوضع القائم وتحويل الركود في قطاع تصنيع المركبات بعد خروج شركتي بيجو ورينو الفرنسيتين من السوق المحلية إلى جانب شركات دولية أخرى في أعقاب العقوبات الأميركية.
ووفق وسائل إعلام إيرانية رسمية طلبت شركة روسية لتصنيع السيارات من طهران تزويدها بمكونات أساسية لا يمكنها الحصول عليها بسبب الحظر الأميركي والأوروبي.
جمعية مصنعي قطع غيار السيارات في إيران تؤكد أنه تم تلقي طلبات من شركة روسية لمدها بما تحتاجه من تجهيزات
ونسبت وكالة إرنا الرسمية للأنباء إلى عضو مجلس إدارة جمعية مصنعي قطع غيار السيارات في إيران سيد حسين بحرينيان قوله إن “شركة روسية لتصنيع السيارات استفسرت عن شراء قطع غيار”، من دون تحديد اسمها.
وأوضح أنه يمكن لمصنعي قطع الغيار الذين لديهم القدرة على تلبية طلب هذه الشركة من حيث الجودة وكمية الإنتاج والدخول في سوق السيارات الروسية.
وتشمل قطع الغيار المطلوبة أنظمة مكابح وأحزمة أمان ووسادات هوائية ومولدات التيار المتردد ومكيفات هواء وأجهزة لضبط الحرارة وأنظمة نوافذ كهربائية، على ما جاء في التقرير نقلا عن بحرينيان في ساعة متأخرة الاثنين الماضي.
وقال إنه “بالنظر إلى طلب مصنّع السيارات الروسي التعاون مع مصنّعي اللوازم الإيرانية، يمكن للشركات التي لديها القدرة على تلبية روسيا، من حيث الجودة وكمية الإنتاج الدخول في سوق السيارات الروسية”.
وتم تصدير بعض المكونات الإيرانية الخاصة بالسيارات مثل أجهزة تبريد المحركات وأنظمة تثبيت توازن السيارة، إلى روسيا في السنوات الماضية.
وقد عانت إيران من تداعيات عقوبات اقتصادية صارمة أعادت فرضها الولايات المتحدة في 2018 بعد انسحاب واشنطن الأحادي الجانب من اتفاق مع الدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتشكل صناعة السيارات ثاني أكبر قطاع فرعي في الاقتصاد بعد النفط في إيران، حيث تمثل حوالي 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ونحو 4 في المئة من العمالة.
10
في المئة من الناتج المحلي الإجمالي يشكله قطاع صناعة السيارات ونحو 4 في المئة من العمالة
ودخلت شركات غربية السوق الروسية لتصنيع السيارات في العقدين الماضيين بينما كان اقتصاد هذا البلاد يتوسع.
لكن منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، أوقفت الكثير من تلك الشركات عمليات بيع السيارات أو مكوناتها إلى روسيا، ومن بينها أودي وهوندا وجاغوار وبورشه.
ومن الشركات التي علقت التصنيع في روسيا بي.أم.دبليو وفورد وهيونداي ومرسيدس وفولكسفاغن وفولفو.
أما أفتوفاز، شركة تصنيع السيارات الأكبر في روسيا والمملوكة في غالبيتها من مجموعة نيسان – رينو الفرنسية، فهي شبه متوقفة بسبب نقص المكونات المستوردة.
ورينو هي الأكثر انكشافا في روسيا وهي ثاني أكبر سوق لصناعة السيارات الفرنسية، حيث تساهم بحوالي 5.5 مليار دولار أو 12 في المئة في ميزانيتها العامة.
وتتعرض مجموعة رينو لضغوط كبيرة لمقاطعة روسيا على خلفية غزو أوكرانيا وتنظر في مسألة الانسحاب من أفتوفاز.
وتمتلك رينو أفتوفاز بالشراكة مع روستيك، تكتل صناعات الدفاع المملوك من الدولة ويديره سيرغي تشيمزوف، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي فرضت عليه عقوبات.