العقوبات الأميركية تهوي بأرباح هواوي

بكين - واصلت العقوبات الأميركية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات في تنغيص أعمال شركة هواوي الصينية، التي أحصت تراجعا غير مسبوق في مبيعاتها خلال الربع الأول من هذا العام.
ورغم محاولات مصنعة معدات الاتصالات الصينية للإنفاق بكثافة على الأبحاث لمحاولة الالتفاف على حظر تصدير التكنولوجيا إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتغلب عليه، لكن أرباحها هوت إلى النصف تقريبا في الفترة بين يناير ومارس الماضيين.
وأعلنت هواوي الجمعة عن تراجع أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 46 في المئة سنويا، لكنها لم تذكر المبلغ، في الوقت الذي سجلت فيه الإيرادات نموا طفيفا.
وهبط صافي الدخل إلى ثلاثة مليارات يوان (434 مليون دولار)، وفقا لحسابات وكالة بلومبرغ، استنادا إلى هامش الربح البالغ نحو 2.3 في المئة، الذي أعلنت عنه الشركة، انخفاضا بنحو 4.3 في المئة بمقارنة سنوية.
46
في المئة نسبة تراجع أرباح الربع الأول، فيما زادت الإيرادات بمقدار 0.8 في المئة
وجاء ذلك في أعقاب تسجيل هواوي أول انخفاض سنوي بأرباحها منذ أكثر من عقد من الزمن، بعدما قضت سنوات من العقوبات على ذراع الهاتف الذكي الذي كان مزدهرا في السابق وينافس شركتي أبل وسامسونغ.
ومع ذلك ارتفعت إيرادات هواوي خلال الربع الأول من هذا العام بواقع 0.8 في المئة على أساس سنوي إلى نحو 132.1 مليار يوان (نحو 19 مليار دولار)، وهي أول زيادة للمبيعات ربع السنوية خلال ثلاث سنوات.
وتعهد المسؤولون التنفيذيون في هواوي بالحفاظ على استثماراتها في البحث والتطوير مرتفعة للحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق.
وكشفت الشركة التي يقع مقرها في شنتشن في وقت سابق عن إنفاق حوالي 161.5 مليار يوان (23.3 مليار دولار) على الأبحاث، أو ما يقرب من ربع مبيعاتها السنوية.
وحققت هواوي بعض التقدم في تطوير بدائل للتكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك تقنيات تصميم الرقائق وبرامج الأعمال، التي لم يعد بإمكانها أن تشتريها من الموردين الأميركيين مثل أوراكل وسينوبسيس.
ووصف المسؤولون في شركة الإلكترونيات العملاقة 2023 بأنه “عام حاسم” لبقاء أعمال الشركة مزدهرة، رغم الصعوبات التي تعاني منها للوصول إلى العديد من الأسواق.
وتتوقع هواوي تحقيق المزيد من الإنجازات التكنولوجية مع الاستفادة من الطلب الناشئ من الأسواق الجديدة مثل الموانئ والمجمعات الصناعية.
وعلى المدى الطويل، يرى خبراء قطاع التكنولوجيا أن الشركة الصينية ستظل عرضة للتوترات التجارية والسياسية بين الولايات المتحدة والصين ما لم تُحل الخلافات بين أقوى اقتصادين في العالم.
وفرضت واشنطن منذ فترة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب سلسلة من القيود على صناعة التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك إدراج شركات بالقائمة السوداء مثل هواوي وشركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية “أس.أم.آي.سي”، اللتين تعدان مفخرة للصينيين.
كما طبقت الولايات المتحدة ضوابط صارمة على تصدير الرقائق ومعدات صناعتها إلى الصين، مما منع بشكل فعال أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، تايوان لصناعة أشباه الموصلات، من صنع السيليكون المتطور للعملاء الصينيين مثل هواوي.
وقطعت العقوبات هواوي عن سلاسل التوريد العالمية للمكونات، وكذلك عن نظام غوغل للتشغيل أندرويد الموجود في معظم الهواتف الذكية في العالم.
وأدى هذا الوضع إلى إضعاف فرع الهواتف في الشركة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، الذي انفصل في 2020 عن علامته التجارية الأولى هونور.
واشنطن فرضت منذ فترة إدارة الرئيس ترامب سلسلة من القيود على صناعة التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك إدراج شركات بالقائمة السوداء مثل هواوي وشركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية "أس.أم.آي.سي"
وحققت هواوي العام الماضي إيرادات إجمالية بلغت حوالي 93.5 مليار دولار، مرتفعة من نحو 91.9 مليار دولار على أساس سنوي.
في المقابل تراجع صافي أرباحها خلال 2022 بنحو 70 في المئة ليصل إلى حوالي 5.1 مليار دولار، منخفضا من 16.5 مليار دولار في العام السابق.
ولم تكشف الشركة التي يعمل لديها حوالي 207 آلاف موظف ولديها مراكز في أكثر من 170 دولة، تفاصيل عدد الهواتف المحمولة التي باعتها العام الماضي.
ولكون الشركة غير مدرجة في البورصة فإنها لا تخضع للالتزامات نفسها للتصديق على الحسابات أو التفاصيل في نشر نتائجها.
وتعد هواوي المزود الرائد لمعدات الجيل الخامس للاتصالات “جي 5” في العالم، وهي بصدد تقنيات الجيل 5.5 و6 للاتصالات.
ولكن واشنطن ضغطت على حلفائها بما فيهم دول الخليج العربي للتخلي عنها لتجهيز الشبكات الخاصة بهم، بحجة أن بكين يمكن أن تستخدم هواوي لمراقبة الاتصالات الدولية وحركة البيانات.
وتركز الشركة حاليا من جديد على السوق المحلية وتنويع أنشطتها، لاسيما في الحوسبة السحابية والسيارات المتصلة وتصميم الرقائق والمصانع والمناجم والتركيز على الصناعيين.