العشرات من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحراسة أمنية إسرائيلية

القدس - اقتحم العشرات من المستوطنين اليهود المسجد الأقصى بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، في خطوة من المتوقع أن تشعل التوترات من جديد في القدس.
وقالت الأوقاف إن الشرطة الإسرائيلية عاودت السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بعد نحو 3 أسابيع على إغلاقه أمامهم.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية الشباب المقدسيين من الدخول إلى المسجد الأقصى فجر الأحد، ولاحقا فرضت قيودا على دخول المصلين بما في ذلك حجز هوياتهم على أبواب المسجد.
وقالت دائرة الأوقاف إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت حارس المسجد الأقصى فادي عليان، كما اعتقلت كلا من عيسى الدباغ وباسم زغير، من لجنة الإعمار في المسجد الأقصى، وعلي وزوز موظف دائرة المخطوطات بالمسجد، بحسب المصدر ذاته.
وأشارت الأوقاف إلى أنه سبق الاقتحامات إبعاد الشرطة الإسرائيلية للمصلين من منطقة المصلى القبلي المسقوف.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية استمرار "اقتحامات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين" لباحات المسجد الأقصى في القدس.
وقالت الوزارة إن إسرائيل "ما زالت متمسكة بمشروعها التهويدي للمسجد الأقصى عبر تكريس تقسيمه الزماني وصولا إلى تقسيمه المكاني".
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن "الاقتحامات التي تمت صباح الأحد استفزاز فظ لمشاعر المسلمين واستمرار للعدوان على شعبنا عامة، وعلى القدس ومقدساتها خاصة، كما أنها استخفاف بالمواقف الدولية التي واكبت العدوان الأخير، والتي طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القدس".
وقالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية الأحد إنه بعد 3 أسابيع، فتح الحرم القدسي للمستوطنين اليهود. وأضافت أنه تم إغلاق الحرم أمام المتطرفين منذ العشر الأواخر من شهر رمضان، عندما اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة الحرم.
وأشارت إلى أن رئيس حزب "يهدوت هتوراة" (يهودية التوراة) موشيه غافني طالب مساء السبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإبقاء على المسجد مغلقا أمام المستوطنين.
وأوضح غافني لنتنياهو في تغريدة على تويتر أن هذا هو موقف حزبه، مضيفا "أطلب منكم إبقاء الحرم القدسي مغلقا أمام اليهود".
وتطالب الأحزاب الدينية "حريديم" واليسار الإسرائيلي باستمرار بإغلاق المسجد الأقصى أمام المستوطنين اليهود تجنبا للمزيد من توتر الأوضاع المشتعلة أصلا بمدينة القدس الشرقية، بحسب موقع "سروغيم" التابع لجمهور الحريديم.
ورد عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن جبير من حزب "الصهيونية الدينية" على غافني قائلا "غدا (الأحد) في السابعة صباحا، يجب أن يكون الحرم القدسي مفتوحا لليهود - إغلاق الحرم يعني أن إسرائيل استسلمت لحماس"، بحسب "كان".
ويتهم نواب كنيست وصحافيون إسرائيليون الحكومة برئاسة نتنياهو، بأنها عقدت اتفاقا لوقف إطلاق النار يتضمن عدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى.
لكن وزير الدفاع بيني غانتس ومسؤولين آخرين في الحكومة نفوا ذلك، وأكدوا أنّ اتفاق إطلاق النار أبرم دون وضع شروط.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى احترام "تام" لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في أول بيان يحظى بموافقة جميع أعضائه منذ بدء النزاع في العاشر من مايو وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وأورد النص الذي وافقت عليه الولايات المتحدة بعد شطب فقرة منه كانت تندد بأعمال العنف، أن "أعضاء مجلس الأمن يرحبون بإعلان وقف إطلاق النار اعتبارا من 21 مايو، ويقرّون بالدور المهم الذي أدّته مصر" ودول أخرى في المنطقة للتوصل إليه.
وكانت واشنطن رفضت قبل صدور هذا البيان، ثلاثة بيانات بالإضافة إلى مشروع قرار فرنسي يطالب "بوقف فوري للأعمال العدائية"، ويدعو إلى "تسليم المساعدات الإنسانية وتوزيعها دون عوائق في جميع أنحاء غزة".
وأضاف النصّ الذي اقترحته الصين والنرويج وتونس "يدعو مجلس الأمن إلى الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار"، مكتفيا بالإشارة إلى أنّ الدول الأعضاء في المجلس "تأسف للخسائر المدنية بسبب أعمال العنف".
وأضاف البيان أنّ الأعضاء "أكّدوا على الحاجة الفورية لتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين ولاسيّما في غزة، وأيّدوا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المجتمع الدولي... لإعادة بناء" القطاع الفلسطيني المحاصر.
وشدّدوا على ضرورة "استعادة الهدوء بشكل عاجل، وأكدوا أهمية تحقيق سلام كامل على أساس تصور منطقة تعيش فيها دولتان ديموقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنبا إلى جنب، في سلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها".
وأعربت دول مجلس الأمن عن "القلق حيال التوترات والعنف في القدس الشرقية، خصوصا في المواقع المقدّسة وحولها، وحضّت على احترام الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدّسة".