العسكريون يصوتون في انتخابات مجالس المحافظات العراقية وسط إجراءات مشددة

رئيس الحكومة يدعو القوات العسكرية والأمنية والحشد الشعبي والنازحين للإدلاء بأصواتهم بكثافة ويؤكد على حرية الناخب في الاختيار دون ضغوط.
السبت 2023/12/16
انتخابات وسط مقاطعة الصدريين

بغداد - فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح اليوم السبت أمام أكثر من مليون عراقي من القوات العسكرية والأمنية والحشد الشعبي والنازحين للإدلاء بأصواتهم بالتصويت الخاص لانتخابات مجالس المحافظات، وسط اجراءات أمنية مشددة بعد أن شهدت العاصمة بغدادات تظاهرات حاشدة للصدريين تعبيرا عن رفضهم للانتخابات التي يقاطعونها.

وذكرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أنها فتحت 565 مركزا انتخابيا تضم 2367 محطة انتخابية لاستقبال أكثر من مليون ناخب في يوم التصويت الخاص في مستهل انتخابات مجالس المحافظات التي ستبلغ ذروتها يوم الاثنين المقبل.

وتشمل هذه الانتخابات 15 محافظة في البلد البالغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، ولا تشمل محافظات إقليم كردستان الواقع في شمال العراق والمتمتع بحكم ذاتي.

وأكدت وزارة الداخلية العراقية أن هناك اقبالا واسعا من قبل منتسبي الأجهزة الامنية على مراكز الاقتراع ".

وقال الناطق باسم الوزارة العميد مقداد ميري في مؤتمر صحافي "هناك جدولة لحركة منتسبي الاجهزة الامنية للإدلاء بأصواتهم، كما ان هناك اقبالا واسعا من قبل منتسبي الاجهزة الامنية على مراكز الاقتراع".

وأوضح أنه "لا توجد أي ضغوط على المنتسبين بشأن الادلاء بأصواتهم وهناك رقابة شديدة بهذا الشأن".

وتجرى الانتخابات من دون التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي أعلن مقاطعتها ليترك الساحة مشرعة تماما لخصومه في الإطار التنسيقي.

وتظاهر المئات من أنصار التيار الصدري في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد مساء الجمعة تعبيراً عن رفضهم لإجراء الانتخابات المحلية التي يقاطعونها.

كما شهدت مدينة الكوت مركز محافظة واسط 180 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد تظاهرات رافضة لإقامة انتخابات مجالس المحافظات، حيث تجمع العشرات من المتظاهرين ظهر الجمعة أمام مبنى مجلس المحافظة، لكن القوات الأمنية قامت بتفريقهم واعتقلت أربعة متظاهرين بارزين، بينهم أحمد العزاوي الشهير بـ(أبوالطيب) وقاسم بيروتي الشهير بـ(البيروتي)". وفق ما أفاد مصدر محلي لوكالة "شفق نيوز".

وقاطعت أحزاب معارضة صغيرة منبثقة من تظاهرات عام 2019 الانتخابات. لكن أحزابا أخرى مماثلة آثرت خوض المغامرة على أمل بناء قاعدة شعبية.

ودعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني القائد العام للقوات المسلحة أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والحشد الشعبي النازحين إلى المشاركة في الاقتراع في يوم التصويت الخاص بحرية.

وقال السوداني في رسالة صوتية وزعت بالتزامن مع فتح صناديق الاقتراع صباح اليوم "أبناءنا وإخواننا وأخواتنا في القوات العراقية المسلحة، بكل صنوفها وتشكيلاتها الأمنية والمقاتلة نؤكد ثقتنا الكبيرة بكم، ونشيد بجهودكم في تأمين العملية الانتخابية بكل مراحلها".

وأضاف "نجدد التأكيد على حريتكم في الاختيار وأنتم تشاركون في الاقتراع الخاص في انتخابات مجالس المحافظات".

وشدد السوداني "ليس من حق أحد أن يملي عليكم أو يتدخل بتحديد خياراتكم وتوجهاتكم".

كما دعت أطراف سياسية عراقية إلى المشاركة الواسعة بالتصويت. وقال زعيم تحالف النصر حيدر العبادي، عبر حسابه على منصة "إكس" تويتر سابقا "أدعو إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، على أن تكون مشاركة واعية وحرة ونزيهة لا تسوقها العصبيات ولا تباع فيها الذمم ولا يستنسخ فيها الفشل والفساد"، مؤكداً أن "ليس لنا سوى الانتخابات لضمان بقاء الديمقراطية ولاستمرارية التداول السلمي للسلطة ولضمان التغيير".

ويجري ذلك وسط خطة أمنية مشددة وانتشار واسع لعناصر الأمن، إذ دخلت القوات حالة الإنذار، قبل يومين ضمن خطة تأمين التصويت.

وأكد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي، في إيجاز صحافي، أنه "تم وضع خطة لسير عملية التصويت الخاص، بأن يكون ثلث القوات في التصويت وثلثان في الواجب، كذلك وُضعَت خطة أمنية للتصويت".

وتم إنشاء مجالس المحافظات بموجب الدستور العراقي لعام 2005 بعد سقوط نظام صدام حسين.

وبحسب الدستور العراقي تتمتع مجالس المحافظات بصلاحيات تشريعية وتنفيذية واسعة، فهي لا تخضع لسيطرة أو إشراف أيّ وزارة، ولها نظام مالي مستقل وتتمتع أيضا بصلاحيات وضع موازنات العديد من القطاعات مثل التعليم والصحة.

وتشبه مجالس المحافظات في صلاحياتها صلاحيات أعضاء مجلس النواب، حيث تملك السند القانوني لتنصيب أو إقالة المحافظ، كما تتولى الرقابة على الدوائر المرتبطة بوزارات مركزية ومتابعة أداء مدرائها وكوادرها.