العسكريون الليبيون يتفقون على خطة لاستيعاب التشكيلات المسلحة

الناظوري والحداد بحثا خلال اجتماعهما بسرت وضع آليات وخطوات منظمة وأساسية لتشكيل لجان مشتركة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وبناء جيش ليبي موحد.
الثلاثاء 2022/01/11
بارقة أمل في توحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد

سرت (ليبيا) - كشفت رئاسة أركان المنطقة الغربية مساء الاثنين لأول مرة عن تفاصيل الاجتماع الذي عُقد بين رئيس الأركان العامة التابع لحكومة الوحدة الوطنية الفريق أول محمد الحداد، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المكلف الفريق عبدالرزاق الناظوري، بسرت السبت الماضي، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على وضع خطة شاملة لتنظيم واستيعاب التشكيلات المسلحة وتأطيرها.

وأشارت رئاسة الأركان، في بيان نشرته الاثنين عبر صفحتها على فيسبوك، إلى أن الاجتماع تم خلاله بحث وضع آليات وخطوات منظمة وأساسية لتشكيل لجان مشتركة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وبناء جيش ليبي موحد.

وتابعت رئاسة الأركان أن الاجتماع كان بحضور عدد من رؤساء الأركان النوعية والهيئات ومديري الإدارات العسكرية.

وهذه المرة الأولى التي ينشر فيها المركز الإعلامي لرئاسة الأركان للمنطقة الغربية تفاصيل لقاء الحداد والناظوري السبت في سرت، على خلاف المرة السابقة، حيث اكتفى بمشاركة تصريح متلفز أدلى به الناظوري لقناة "ليبيا الحدث" دون نشر أي تفاصيل بشأن الاجتماع الذي عقد في الحادي عشر من ديسمبر.

واجتمع الحداد والناظوري بقاعة فندق المهاري في مدينة سرت السبت للمرة الثانية خلال أقل من شهر، بحضور رؤساء الأركان ورئيسي وفدي اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" من الجانبين.

وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي قالت إن عددا من ضباط المنطقة الغربية حضروا الاجتماع، دون ذكر تفاصيل إضافية.

وأكد عضو اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" ومدير مكتب القائد العام للجيش الليبي الفريق خيري التميمي، أن اللقاء الذي جمع الناظوري والحداد هو استكمال لاجتماع سابق في إطار برنامج لتوحيد المؤسسة العسكرية وزرع الثقة بين الطرفين.

وأضاف التميمي في تصريحات صحافية أن "هذه الخطوة تسير في الطريق والاتجاه الصحيحين"، مشيرا إلى حضور شخصيات عسكرية من الطرفين اللقاء.

وأكدت وسائل إعلام ليبية أن أعضاء لجنة "5+5" العسكرية حضروا الاجتماع الذي ناقش عددا من القضايا، التي سبق أن ناقشها القائدان في اجتماعهما السابق قبل أقل من شهر، بهدف استكمال البحث فيها.

ونقلت صحيفة "المستقبل" الليبية عن مصادر لم تسمها قولها إن الاجتماع ناقش الترتيبات الجارية حاليا لترحيل دفعة من المقاتلين الأجانب، والتي تأتي بعد أيام على إعلان وزارة الخارجية الفرنسية ترحيل الجيش الوطني الليبي 300 من المرتزقة الأجانب، في خطوة أشادت بها واعتبرتها "بادرة إيجابية" لكسر الجمود في ليبيا.

وذكرت المصادر أن هناك قوائم أعدت، مدونة فيها أسماء الدفعة الثانية من المقاتلين الأجانب المقرر مغادرتها البلاد، مرجحة أن تكون من غرب ليبيا، بعد البادرة التي قدمها الجيش الليبي في وقت سابق.

وتوقعت بعض المصادر أن يكون اللقاء قد تطرق إلى أزمة توقف صرف رواتب الجيش الليبي، خاصة بعد أن كشف مسؤول عسكري ليبي أن هناك وساطات من اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" لحل الأزمة، قبل أن تدخل "منعطفا خطيرا".

واجتماع الحداد والناظوري هو الثاني خلال أقل من شهر، حيث اجتمع الطرفان لأول مرة في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، وتركزت أهم المباحثات حينها حول وضع آليات وخطوات منظمة وأساسية لتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء جيش ليبي، بعيدا عن كل التجاذبات السياسية، من خلال تشكيل لجان مشتركة لهذا الغرض، إلى جانب وضع خطة شاملة لتنظيم المسلحين والتشكيلات المسلحة.

ولقي اجتماع الحداد والناظوري في مدينة سرت إشادة واسعة من قبل الليبيين، وترحيبا حارا من جانب المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا ستيفاني وليامز، التي أكدت دعمها لجهود قيادات الجيش الليبي الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية.

ويرى مراقبون أن ترحيب البعثة الأممية يعكس تمسكها بأي خبر إيجابي بعد فشل الانتخابات، خاصة وأن اجتماع طرفين يمثلان المؤسستين العسكريتين في الشرق والغرب تم دون أي تدخل أو وساطة.

ويشير هؤلاء إلى أن الاجتماع أكد أن العسكريين كانوا أكثر نضجا من السياسيين في ليبيا، وهو ما من شأنه أن يشكل قاعدة صلبة يمكن من خلالها الذهاب نحو توحيد حقيقي للمؤسسة العسكرية.