العرج لدى الأطفال ينذر بالإصابة بالالتهاب الزليلي في الورك

برلين – أفادت الجمعية الألمانية لطب العظام وجراحة الحوادث أن الالتهاب الزليلي بالورك “Coxitis fugax” لدى الأطفال هو التهاب يصيب الغشاء الزلالي في محفظة المفصل الوركي.
وأوضحت الجمعية أن هذا الالتهاب، الذي يعرف أيضا باسم “الورك الهيوج”، عادة ما يهاجم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات، ويزيد تواتر إصابة الصبية ضعفين إلى أربعة أضعاف إصابة الفتيات.
ورغم أن السبب المحدد لا يكون معلوما، فإن الإصابة بهذا الالتهاب غالبا ما تحدث بعد الإصابة بعدوى الإنفلونزا أو عدوى بالجهاز الهضمي أو عدوى بالجهاز التنفسي العلوي أو التهاب اللوزتين أو التهاب الأذن الوسطى.
وأضافت الجمعية أن أعراض الالتهاب الزليلي بالورك تتمثل في عدم تحمل المشي على الساق أو العرج أو الشعور بألم في الورك والركبة (يتراوح الألم والعرج بين الخفيف والشديد). وغالبا ما تقتصر الإصابة على جانب واحد. ويشار إلى أن الشكوى عند الأطفال الصغار يمكن أن تكون عن طريق بكاء غير مفسر (على سبيل المثال عند تغيير الحفاظ).
ويمكن أن ترتفع الحرارة بشكل طفيف عند بعض الأطفال، بينما تشير الحمى والتوعك العام إلى حالات أخرى أكثر جدية. وفي الفحص الجسمي، عادة يكون ورك الطفل منحنيا قليلا ومفتولا للخارج بعيدا عن الخط الناصف (الثني للخلف والفتل للخارج وبعيدا). وقد تكون الحركة الفاعلة والمنفعلة محدودة بسبب الألم بشكل خاص في إبعاد الساق والفتل للداخل، كما قد يكون الورك لينا بالجس.
الحالة تتحسن عادة تلقائيا خلال سبعة إلى عشرة أيام، لكن تستمر الأعراض عند مجموعة صغيرة من المرضى لمدة أسابيع
وقد تسبب الكسور العظمية مثل كسور الأطفال (كسر في العظم النخاعي، كسر محلزن في قصبة الساق) أيضا ألما وعرجا، لكن لا تكون شائعة في منطقة الورك، كما تكون إصابات النسج الرخوة واضحة في حال وجود كدمات.
وينطوي اختبار فتل الساق على فتل الطرف السفلي كاملا بلطف إلى الداخل والخارج بينما يكون المريض بوضعية الاستلقاء، لتحديد متى يحدث التشنج العضلي. ويكون الورك غير المصاب والركبة والقدم والعمود الفقري بحالة طبيعية.
وقالت الجمعية الألمانية إن علاج الالتهاب يتم بواسطة الأدوية المثبطة للالتهابات والمسكنات والأدوية الخافضة للحرارة، مع الالتزام التام بالراحة حتى التماثل للشفاء.
وأظهرت دراسة أن الأدوية اللا ستيرويدية مضادة للالتهاب كالإيبوبروفين بإمكانها أن تقصر من فترة الإصابة بالمرض (من 4.5 إلى 2 يوما) وتؤمن سيطرة على الألم بأقل قدر من التأثيرات الجانبية (بشكل أساسي اضطرابات هضمية). وفي حال ظهور حمى أو أعراض ينبغي أخذ تشخيصات أخرى بعين الاعتبار.
وتتحسن الحالة عادة تلقائيا خلال سبعة إلى عشرة أيام، لكن تستمر الأعراض عند مجموعة صغيرة من المرضى لمدة أسابيع. ويتراوح معدل النكس بين 4 في المئة و17 في المئة، والذي يظهر غالبا خلال الأشهر الستة الأولى.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال ظهور حمى أو أعراض ينبغي أخذ تشخيصات أخرى بعين الاعتبار، حيث يعود سبب الألم داخل أو حول الورك أو العرج عند الأطفال إلى عدد كبير من الحالات. ويكون تمييز التهاب المفاصل الإنتاني التشخيص التفريقي الأهم.
وتشير الحمى وارتفاع الواسمات الالتهابية وفحوصات الدم بالإضافة إلى الأعراض الشديدة (عدم تحمل المشي على الساق، تشنج عضلي ملحوظ) إلى حالة التهاب مفاصل إنتاني. لكن يبقى من الضروري الشك حتى في حال غياب هذه العلامات. كما يمكن أن يسبب التهاب العظم (إصابة في النسيج العظمي) ألما وعرجا.