العرب يطلبون إرجاء مؤقتا لخطة التهجير عبر الاهتمام بالمرضى والجرحى

الدول المعنية بموضوع التهجير تحاول أن ترضي ترامب ولا تغضب الشارع.
الأحد 2025/02/02
تضخيم حاجيات المرضى والجرحى لا يبطئ مطالب ترامب

القاهرة- عكس بيان الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة رغبة عربية في تأجيل مؤقت للجدل بشأن تهجير سكان غزة باتجاه مصر والأردن، على أن يكون هدف التأجيل تخفيف التوتر ورفع الحرج عن الدول المعنية، لكن من دون التراجع عنه أو تأجيله لفترة أطول مع معرفة مسبقة لدى مسؤولين عرب بشخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تتسم بالضغط والإلحاح المستمرين إلى حين تنفيذ مطالبه.

ويحاول مسؤولون عرب أن يسترضوا ترامب بطلب التأجيل من باب التفاصيل الإنسانية التي تحف بأوضاع سكان القطاع بالتركيز على نقل المرضى والجرحى واستيعاب المهجرين العائدين إلى أحيائهم ومدنهم، باعتبارها الهدف العاجل بالنسبة إليهم، وأن أي تقصير فيها قد يمس من مصداقيتهم أمام شعوبهم.

لكن مراقبين يرون أن ما يريده المسؤولون العرب يبقى أمرا يخصهم، وأن عليهم أن يبحثوا بأنفسهم عن الممهدات للقبول بتنفيذ خطة التهجير نحو مصر والأردن، وهي خطة غير قابلة للتأجيل ولا التعديل بالنسبة إلى ترامب. وليست مهمة المسميات إن كانت تفيد تأجيلا مؤقتا أو إرجاء لاعتبارات طارئة أو تفهما، وأن كل جهة تستعمل إعلاميا ما تريده من تسميات لكن المهم في المضمون، الذي يعني الاستعداد لتنفيذ ما يطلبه الرئيس الأميركي من شركاء بلاده في القاهرة وعمّان.

◄ معبر رفح الحدودي استقبل السبت 50 مصابا فلسطينيا و53 من مرافقيهم لتلقي العلاج في مصر

ويرى المراقبون أن الدول المعنية بموضوع التهجير تحاول أن تمسك بالمعادلة من الطرفين بأن لا تغضب ترامب وتستعد لتنفيذ ما يطلبه وفي توقيت واضح، وفي نفس الوقت التعاطي مع الموقف الداخلي بذكاء بإظهار أنها ضد التهجير مطلقا وأنها تدعم حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه وترفض أن تكون أراضيها حلا بديلا، وإرسال رسالة إلى الناس بأن هذا موقفها، وأنها إذا غيرته فالأمر مرتبط بالاضطرار والضغوط وليس خيارا.

وعكس حديث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرئيس الأميركي في اتصال هاتفي بينهما السبت هذه المعادلة، فقد أكد السيسي أن المجتمع الدولي يعوّل على قدرة ترامب “على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وتاريخي ينهي حالة الصراع القائمة بالمنطقة” بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويظهر كلام الرئيس المصري أن القاهرة، ورغم أنها أبدت عدم رضاها عن فكرة التهجير، إلا أنها تظل تتحرك في مسار التنسيق مع واشنطن.

واعتبر السيسي الأربعاء خلال مؤتمر صحفي في القاهرة أن “ترحيل الشعب الفلسطيني وتهجيره هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه“.

وشدد السيسي على أن مصر “عازمة على العمل مع الرئيس ترامب للتوصل إلى السلام المنشود القائم على حل الدولتين” الإسرائيلية والفلسطينية.

لكن ترامب شدد الخميس على أن مصر والأردن سيقبلان باستقبال النازحين من غزة، رغم إعلان الدولتين رفضهما خطته.

وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي “سيفعلون ذلك. نحن نفعل الكثير من أجلهم، وسيفعلون ذلك“.

ومصر هي حليفة الولايات المتحدة والدولة الوحيدة إلى جانب إسرائيل التي حصلت على إعفاء من تجميد ترامب المساعدات الخارجية الشهر الماضي.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أدّت مصر دورا متوازنا ودقيقا إذ حافظت على دورها كوسيط في النزاع مع وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية.

وقال السيسي الأربعاء تعليقا على اقتراح ترامب إن “الشعب المصري لو حدث هذا الأمر، سيخرج إلى الشارع ويرفض ذلك، ويقول: لا تشارك في ظلم“.

وأكّد وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن السبت خلال اجتماع في القاهرة رفضهم “تهجير” الفلسطينيين من أرضهم أو “التشجيع على نقلهم”، معربين عن أملهم بالعمل مع إدارة دونالد ترامب “من أجل تنفيذ حل الدولتين“.

◄ مسؤولون عرب يسعون للفت اهتمام ترامب بطلب تأجيل التوطين من باب التفاصيل بالتركيز على نقل المرضى والجرحى

لكن البيان لم يذكر ما إذا كان الرئيسان بحثا ما قاله ترامب الأسبوع الماضي بأنه يتعين على مصر والأردن استقبال فلسطينيين من غزة، لكنه أفاد بأن “الاتصال شهد حوارا إيجابيا بين الرئيسين، بما في ذلك حول أهمية الاستمرار في تنفيذ المرحلة الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية – قطرية – أميركية“.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن الوزير ماركو روبيو ناقش “مسارا مستقبليا في غزة” خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وحظيت مغادرات بضع عشرات من الجرحى الفلسطينيين لقطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار باهتمام إعلامي وسياسي كبير، وكأن المطلوب في المرحلة الحالية هو التركيز على البعد الإنساني بدل الخوض في مسائل أخرى تتعلق باليوم التالي للحرب أو بخطة ترامب بشأن التوطين.

واستقبل معبر رفح الحدودي السبت 50 مصابا فلسطينيا و53 من مرافقيهم لتلقي العلاج في مصر.

وأفادت قناة القاهرة الإخبارية بـ“وصول سيارات الإسعاف إلى معبر رفح التي تقل 50 مصابا فلسطينيا لتلقي العلاج في مصر،” مشيرة إلى وجود لجنة صحية مصرية تنتظر وصول المصابين الفلسطينيين لتقديم الخدمات الطبية لهم.

وأعلن محافظ شمال سيناء (شمال شرق) خالد مجاور، السبت، أن بعض الدول قد تشترك مع بلاده في استقبال وعلاج المرضى والجرحى الذين سيتم إجلاؤهم من قطاع غزة، على سبيل المشاركة السياسية والتعبير عن دعم القضية الفلسطينية.

1