العراق يهدي لوحة "السلام" للمنظمة العالمية للملكية الفكرية

جنيف - في بادرة هي الأولى من نوعها، وبتوجيه من رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، قدم وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني لوحة فنية بعنوان “السلام” أنجزها الفنان العراقي السويسري فائق العبودي هدية إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية في جنيف، بهدف التعبير عن رغبة العراق بتجديد رسائل السلام التي وجدت كرقم ولوحات في تاريخه العريق، وبغية إرسال رسالة إلى العالم بالتزام العراق منذ فجر التاريخ وحتى اليوم بإرساء مبادئ التعايش السلمي بين الحضارات المختلفة.
تم تقديم اللوحة أثناء اجتماع الوفد العراقي برئاسة الدكتور علاء أبوالحسن العلاق، وذلك في المنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف، وقد تسلّمها المدير العام للمنظمة السنغافوري دارين تانغ معبرًا عن سعادته الكبيرة، وشكره لدولة رئيس الوزراء، معربًا في الوقت نفسه عن سعادته بوجود هذا العمل الذي يمثل تاريخ العراق في مقر المنظمة، ووجه بعدها وزير الثقافة الدعوة لرئيس المنظمة دارين تانغ لزيارة العراق.
يذكر أن اللوحة مأخوذة عن لوحة أثرية معروفة باسم “الحرب والسلام” وجدت في مدينة أور ويقدر عمرها بحوالي خمسة آلاف عام، وهي مصنوعة بشكل يدوي من العاج واللازورد، تم بناؤها على شكل صندوق خشبي مجوف، وعلى جوانبها مشاهد تمثل الحياة في السلم، والحرب في بلاد سومر في العراق القديم، وهي موجودة في المتحف البريطاني بلندن.
وقد أنجزها الفنان فائق العبودي بتكليف من وزير الثقافة الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني، وذلك بالتركيز على الجزء الذي يعبر عن السلام من العمل الأصلي الأثري، وقد استخدم الفنان العبودي تقنية تعدد الطبقات اللونية، بين سطوح بارزة وغائرة، ليصنع لوحة مجسمة تجمع بين النحت والرسم، وتبدو كرقم أثري من العراق.
الجدير بالذكر أن الفنان العبودي الذي يعيش في سويسرا منذ العام 1999 وأسس فيها مركز فضاء الشرق الثقافي، ومجلة ألوان ثقافية التي تهتم بالثقافة والإبداع والفنون، يعدّ أحد سفراء الفن العراقي في الخارج وأعماله شاهدة على مدى اهتمامه بالآثار، وغالبًا ما تبدو لوحاته كما لو كانت أثرية، بسبب استخدامه لتقنية التعتيق من جهة، والحروف المسمارية، والرموز القديمة من جهة أخرى، وقد أقام حوالي ثلاثين معرضًا شخصيًا، ولديه جدارية باسم “السلام” في إحدى ساحات مدينة فيرييه التابعة لمدينة جنيف.