العراق ينشئ أول منصة لاستيراد الغاز في ميناء الفاو لتنويع الإمدادات

بغداد – تعدّ أول منصة لاستيراد الغاز المسال في العراق خطوة مهمة في طريق مساعي بغداد إلى تنويع إمدادات الوقود لتأمين احتياجات محطات الكهرباء، في ظل تراجع ضخ الغاز الإيراني من وقت لآخر.
وقال رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في بيان اليوم الأربعاء إن الحكومة العرقية صادقت على توصيات إنشاء منصة ثابتة لواردات الغاز في ميناء الفاو الكبير جنوبي محافظة البصرة.
وجاء في البيان أن المنصة ستكون الأولى من نوعها في القطاع الوطني للنفط والغاز والبنى التحتية المتعلقة به.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود الحكومة العراقية لتعزيز الاستدامة البيئية وضمان توفير الطاقة بشكل مستمر للمواطنين. كما تأتي في إطار الخطة الوطنية لتنويع مصادر الطاقة والاعتماد على الغاز المنتج محلياً، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الغاز المستورد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.
وأكد السوداني، خلال اجتماع خُصص لمتابعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ وتشغيل المنصة الثابتة لاستيراد الغاز، "أن الشروع بهذا المشروع الحيوي، ما كان ممكنًا لولا التقدم الكبير الحاصل في إنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير، وقرب دخول أرصفته الخدمة".
وأشار السوداني إلى أن المشروع يصبّ ضمن مساعي الحكومة لحلّ مشاكل توريد الغاز، والانتهاء من عقبة الغاز المستورد والانتقال الكلّي إلى الاعتماد على الغاز المنتج من الحقول الوطنية".
وحسب بيان للحكومة العراقية، شملت التوصيات المصادق عليها المرفوعة من اللجنة المؤلفة بهذا الخصوص دعوة شركة استشارية عالمية رصينة تشرف على النواحي الفنية والتجارية، وتوجيه الدعوات لإنشاء منصّة ثابتة لإستيراد الغاز المسال في ميناء الفاو الكبير، مع البنى التحتية كافة لهذا المشروع، وربطها بشبكة الأنابيب الوطنية لضمان استمرارية توريد الغاز من مصادر متعددة وسدّ النقص الحاصل في تشغيل المحطات الكهربائية.
ومن شأن المُضي قدمًا في تنفيذ أول منصة لاستيراد الغاز المسال في العراق، تسريع جهود بغداد لاستيراد الغاز المسال القطري، والذي يجرى التفاوض بشأنه منذ عامين.
وكان السوداني قد ترأّس في 20 نوفمبر الماضي اجتماعًا لمناقشة تطورات إنشاء المنصة الثابتة لمعالجة الغاز المستورد في ميناء الفاو، التي تعدّ من المشروعات الإستراتيجية المهمة للعراق.
في 14 يناير الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى، في تصريح إعلامي، إن استيراد الغاز من قطر يحتاج إلى إنشاء بنى تحتية مثل منصات الغاز المسال، إذ تشكّلت لجنة من وزارة الكهرباء والنفط والموانئ ومستشار رئاسة الوزراء، لإعداد توصيات نهائية بشأن إنشاء هذه المنصات، وهو ما صادق عليه رئيس الوزراء.
وأضاف أن المنصات المطلوب تنفيذها منها مؤقتة، وقد حُدِّد لها سقف أقصاه عام، وبالنسبة إلى المنصات الثابتة نحو عامين و4 أشهر، فضلًا عن تحديد سعات المنصات وتخزينها الاستراتيجي.
وطرح العراق خلال عام 2022 الغاز القطري بصفته أحد البدائل في إطار مساعيه لتنويع الإمدادات، من أجل تأمين الوقود اللازم لمحطات الكهرباء، لمعالجة النقص الحاصل في الغاز وسدّه، وإدامة زخم عمل المحطات.
وكشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى العبادي، في تصريحات إعلامية، أن "الاتفاق المبدئي مع قطر تضمّن توريد 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال إلى العراق.
وكانت وزارة النقل العراقية أعلنت الثلاثاء عن خطوات متقدمة في إنجاز مشاريع الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الكبير، مبينة أن كبريات الشركات الصينية قدمت عروضها الفنية الخاصة بإنشاء محطة حاويات رقم (2) ضمن مشاريع توسعة الميناء.
وقال مدير عام الشركة العامة للموانئ فرحان الفرطوسي في تصريح لوسائل إعلام محلية إن "نسبة الإنجاز في مشروع الأرصفة الخمسة في ميناء الفاو بلغت أكثر من 85 بالمئة، فيما بلغت في رصيف رقم (2) 100 بالمئة"، وبيّن أنه "تم تثبيت حواضن الجسور البالغة 2072 بالموقع المخصص".
وأضاف أن "المشاريع تسير بوتيرة عالية ومتصاعدة ودون أي تأخير وبنسب متقدمة بالمقارنة مع المخطط له"، مشيراً إلى أن "ذلك يشمل إنشاء محطة الحاويات لميناء الفاو الكبير وهو أحد المشاريع الخمسة للمشروع، كما يتضمن بناء خمسة أرصفة عملاقة لتفريغ السفن بطول 1750 متراً، وإنشاء ساحة الحاويات بطول 2000 متر، وكذلك جسور الطريق السريع 62 كم بجانب مدينة أم قصر الذي يربط بين مدينة الفاو ومدينة أم قصر أحد مشاريع البنى التحتية للميناء".
وأشار إلى أن "الأيام الماضية شهدت كذلك إنجاز فقرة تغليف الركائز بالقميص الخرساني بالكامل ضمن مشروع الأرصفة الخمسة في ميناء الفاو الكبير"، مبيناً أن "هذه الفقرة تمثل حماية خارجية للركائز الأكثر عرضة للظروف البيئية".
وكشف الفرطوسي عن "تقديم عملاق الاستثمارات العالمية شركة (CCCC) الصينية في شنغهاي العرض الفني الخاص بإنشاء محطة حاويات رقم (2) المزمع إقامتها ضمن مشاريع توسعة ميناء الفاو الكبير"، وأوضح أن "الإدارة العليا للشركة العامة لموانئ العراق اجتمعت الأسبوع الماضي مع الشركة الصينية خلال زيارة إلى مقرها في شنغهاي، حيث تم الاطلاع على الملف التعريفي للشركة والشركات المؤتلفة معها".
وأوضح أن "الوفد العراقي اطلع خلال زيارته على أعمال إحدى أكبر الشركات المختصة في مجال تصنيع أجهزة المناولة للشركة الصينية (ZPMC) المتخصصة في مجال تصنيع وتجهيز معدات المناولة على الأرصفة والساحات، وكذلك تصنيع وتجهيز الرافعات الجسرية بمختلف الحمولات لكافة الموانئ في أنحاء العالم”.
وتابع "أبدينا رغبة في فتح آفاق التعاون بين الشركتين من خلال تقديم شركة (ZPMC) الصينية عرضها الخاص لتجهيز المعدات المطلوبة لتشغيل المرحلة الأولى من ميناء الفاو الكبير، وأن الجانب الصيني رحب بالتعاون مع الشركة العامة لموانئ العراق".
وأكد الفرطوسي، أن "مشروع ميناء الفاو الكبير يحظى بمتابعة شخصية من قبل رئيس الوزراء العراقي، والفرق واللجان المشكلة لدعم إنجاز المشروع وفق التوقيتات الزمنية والمواصفات الفنية المخطط لها".
ولفت إلى أن "المشروع وبفضل المتابعة الدقيقة للسوداني، يشهد تحقيق نسب إنجاز متقدمة على أرض الواقع بالمقارنة مع ما موجود ضمن المخططات الزمنية للمشروع"
ويُعد مشروع ميناء الفاو الكبير أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في العراق، حيث يُتوقع أن يساهم في تنشيط الاقتصاد العراقي وتعزيز دوره الإقليمي والدولي.
ويتضمن المشروع إنشاء خمسة أرصفة عملاقة لتفريغ السفن بطول 1750 متراً، وإنشاء ساحة حاويات بطول 2000 متر، وكذلك جسور الطريق السريع 62 كم بجانب مدينة أم قصر الذي يربط بين مدينة الفاو ومدينة أم قصر أحد مشاريع البنى التحتية للميناء.
وبحسب التقديرات، فإن ميناء الفاو الكبير سيكون قادراً على استيعاب 120 مليون طن من البضائع سنوياً، مما سيجعله أحد أكبر الموانئ في العالم.
ويأتي إنجاز مشروع الفاو الكبير في إطار جهود الحكومة العراقية لتعزيز البنية التحتية في البلاد وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ويتوقع أن يحقق مشروع ميناء الفاو الكبير نتائج مهمة تتمثل في تعزيز قدرات العراق التنافسية في مجال التجارة الدولية، وتنشيط الاقتصاد العراقي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين العراقيين.