العراق يكشف عن تعاون مع قسد لضبط الحدود مع سوريا

بغداد - كشفت بغداد للمرة الأولى عن تعاون استخباراتي بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لتأمين المنطقة الحدودية مع سوريا، في اعتراف قد يفضي إلى توتر جديد مع أنقرة.
وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف تشكل عام 2014 بدعم من التحالف الدولي ضد داعش، وتقوده وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية بدعم دولي على أجزاء واسعة من محافظتيْ الحسكة ودير الزور السوريتين المحاذيتين للأراضي العراقية.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق الأربعاء عن تعاونها مع قوات سوريا الديمقراطية لملاحقة الإرهابيين ومنع تسللهم عبر الحدود.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي قوله إن “هناك تعاوناً مع قوات قسد من خلال التحالف الدولي في المجال الاستخباراتي لملاحقة الإرهابيين ومنع تسللهم والقبض عليهم، بالإضافة إلى التعاون مع الحكومة السورية”.

تحسين الخفاجي: التعاون المشترك جعل التسلل من الحدود العراقية أمرا صعبا
وأوضح المتحدث باسم القيادة المشتركة أن “التعاون المشترك جعل تسلل الحدود العراقية أمراً صعباً جداً لدى المجاميع الإرهابية”.
وكانت السلطات العراقية تسلمت في أغسطس الماضي خمسين عنصرا من معتقلي تنظيم داعش ممن يحملون الجنسية العراقية، الموجودين لدى قسد في محافظة الحسكة، ضمن خطة لنقلهم إلى السجون العراقية ومحاكمتهم في البلاد.
واحتل تنظيم داعش عام 2014 مساحات واسعة من سوريا والعراق، الأمر الذي استدعى تدخلا دوليا وتحركا محليا من كلا الجهتين لمواجهة التنظيم الذي لا يزال يشكل تهديدا للدولتين، على الرغم من انحسار نفوذه ضمن بعض المناطق في شرق سوريا.
وتبذل السلطات العراقية جهودا واسعة من أجل تأمين مناطقها الحدودية، وهي لا تخفي توجسها لاسيما تجاه مخيم الهول الذي يضم عائلات التنظيم الجهادي والذي تحرسه قوات سوريا الديمقراطية.
وقال الخفاجي إن “القيادة الأمنية لديها تصور كامل عن مخيم الهول السوري”، لافتاً إلى أن “العمل مستمر في ضبط وتأمين الحدود العراقية السورية”.
وأضاف أن “هناك تعزيزاً للخطوط الدفاعية في الحدود مع سوريا، حيث تم وضع خطين دفاعيين؛ الأول يتمثل في قيادة حرس الحدود، والثاني يتمثل في الجيش العراقي، بالإضافة إلى الحواجز الإسمنتية وأبراج المراقبة”.
ويرى خبراء أمنيون أن تعاون بغداد مع قوات سوريا الديمقراطية لضبط أجزاء مهمة من المنطقة الحدودية مسألة حيوية بالنسبة إلى العراق، مقللين من أهمية أن يكون ذلك مثار استفزاز لأنقرة.