"العراق يقرأ" شعار يرفعه معرض بغداد للعودة إلى الكتاب الورقي

بغداد - تحت شعار “العراق يقرأ” تستمر الدورة الـ25 لمعرض بغداد الدولي للكتاب بمشاركة 600 دار نشر محلية وعربية وأجنبية من نحو 20 دولة من بينها الإمارات، ضيف شرف الدورة.
وقال زير الشباب والرياضة، أحمد المبرقع، “قيل بغداد تقرأ لكنها اليوم تكتب وتؤلف وتطبع”، مضيفا أن “تقديم الكتاب في المعرض مهم جدا ولكنه مساحة مهمة للحوار، والندوات التي يقيمها المعرض هي إعادة لمفهوم نحتاجه هذا اليوم وهو تبادل الأفكار والحوار وغيره”.
وأوضح أن “أكثر من معرض دعم بواسطة وزارة الشباب والرياضة، بمبادرة ‘اقرأ’ التي كانت من أهم التظاهرات التي انطلقت من خلال معرض الكتاب وثبت الشباب الذين كانوا جزءا منها، أنهم محبون للثقافة والأدب والكتاب وليسوا من اندرجوا تحت ظل التفاهة التي تصدرها وسائل التواصل الاجتماعي على أهميتها في جوانب كثيرة”
من جانبه، قال مدير الشركة المنظمة لمعرض الكتاب في بغداد، أحمد زكي، إن “الكتب ترتقي بالحالة الثقافية للمجتمعات ومعرض الكتاب ضم عشرات الآلاف من الكتب في الكثير من المجالات وخاصة التنمية البشرية والاقتصادية". وتابع أن "المشاركة وصلت قمتها هذا العام بـ650 دار نشر بعد أن كانت بعد عودته عام 2012 لا تتعدى 100 دار نشر".
الدورة التي انطلقت في الثاني عشر من سبتمبر الجاري وتختتم في الثاني والعشرين منه، استضافت مجموعة كبيرة من الأدباء والشعراء والمفكرين العرب من بينهم الفلسطيني تميم البرغوثي والأردني أيمن العتوم والمغربي عبدالإله بن عرفة واللبنانية حنين الصايغ والمصري عبدالرحيم كمال.
ومن المشاركين، أكد الكاتب غالب الشابندر، أن “الدورة 25 امتازت بالحيوية الحضورية التي جمعت النخبة مع العامة في منصهر جمالي رفيع”. وأضاف أن “أسباب تراجع الكتاب الورقي لغلائه، وضيق الوقت، والكسل عن البحث في المكتبات؛ حيث انشغل الفرد بالتقنيات فثقل عليه الكتاب الورقي، الذي بدأ يقترب من المتحفية، ولا يطلبه إلا الباحثون”.
من جانبه، أشاد المفكر المغربي إدريس هاني، بعروض وفعاليات ومحتوى مهرجان بغداد للكتاب بدورته الخامسة والعشرين، مشيرا إلى أن جماليته تكمن باحتضانه مختلف الأعمار والتوجهات. وقال إن “معرض بغداد للكتاب مختلف، حضوره ذو بصمة عراقية من مختلف الأعمار والتوجهات الفكرية وكذلك لأن العراق التي يجد فيه المتلقي كتبا من مختلف التوجهات والقراء كثر وهذا يجعله مختلفا وعراقيا بامتياز”.
وتطرق هاني للكاتب والمفكر المغربي محمد عابد الجابري ومؤلفاته التي حظيت بمتابعة القراء في العراق، مشيرا إلى أنه “كاتب كلاسيكي تجاوزته الطروحات الحديثة والمفاهيم والمقاربات الجديدة”، ومؤكدا أن “منهجه لم يكن فلسفيا خالصا وإنما مشروع إيديولوجيا اجتماعية، تكتظ بمغالطاتها التاريخية، وتنكشف بمجرد إخضاعها لقراءة نقدية”.
أما الروائي والطبيب النفسي المصري عماد رشاد، فرأى أن دورة معرض بغداد للكتاب الـ25 أسست تقليدا ثقافيا راسخا. وقال “حلمي إنجاز رواية إلكترونية، انسياقا مع السائد، برغم عدم قناعتي بالقراءة الإلكترونية، وعلم النفس الذي وظفته في رواياتي، ينطلق من أساطير سردية تحولت الى مصطلحات علمية، مثل عقدة أوديب لتعلق الولد بأمه، ونظيرتها مثل عقدة إلكترا تعلق البنت بأبيها، تتسرب إلى رواياتي من دون قصد".
ونوه بأن “معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته الخامسة والعشرين، يتضافر مع معطيات أربع وعشرين دورة مضت أسست تقليدا ثقافيا راسخا، بين الدول العربية والإقليمية".