العراق يعيد إفتتاح مصفاة بيجي بعد عقد من الإغلاق

بغداد - أعاد العراق اليوم الجمعة افتتاح مصفاة الشمال في بيجي بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعد إغلاقها لأكثر من عشر سنوات نتيجة أعمال عنف وفوضى توالت بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وحالت دون إمكانية تشغيل واحدة من أهم منشآت الطاقة في البلاد.
وكان البعض يأملون أن يؤدي إسقاط صدام حسين إلى إرساء الاستقرار ودعم الازدهار في أحد أكبر منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد سنوات من إدارة اقتصادية سيئة ومغامرات عسكرية أضرت بالبلاد.
لكن العراقيين عانوا، بدلا من ذلك، من تمرد وحرب طائفية أعقبها نشاط تنظيم القاعدة في البلاد وظهور تنظيم الدولة الإسلامية الأمر الذي ترتب عليه مقتل عشرات الآلاف. ومجمع بيجي من بين أبرز ضحايا حالة الفوضى، إذ مثل منطقة محورية في صراع امتد لشهور بين قوات الأمن وجماعات مسلحة.
وبسط تنظيم القاعدة قدرا كافيا من السيطرة على منطقة بيجي مكنه من ترهيب العاملين بالمصافي وسلب منتجات التكرير ثم بيعها إلى الدول المجاورة، واستخدام الأرباح في تمويل أنشطته.
وأغلقت المصفاة في عام 2014 عندما استولى عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن سيطروا على مناطق تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد. ونهب تنظيم الدولة الإسلامية أيضا النفط والمنتجات البترولية من المناطق الخاضعة لسيطرته في محاولة لإنشاء إمبراطورية إسلامية مكتفية ذاتيا.
وتبلغ طاقة المصفاة 150 ألف برميل يوميا بعد إعادة تشغيلها، مما يرفع الطاقة الإجمالية لمجمع بيجي إلى 290 ألف برميل يوميا.
وأعلن السوداني أن بلاده تنتج لأكثر من 4 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، لكنه مازال يستورد المشتقات النفطية وهي سياسة كانت قائمة لعقود.
وقال السوداني خلال مراسم افتتاح المصفاة "مع هذا المنجز نقترب من تأمين كامل احتياجات البلد من المشتقات، في موعد أقصاه منتصف العام المقبل وهو ما سيوفر لنا مليارات الدولارات التي ستوظف في جوانب خدمية واقتصادية أخرى عبر التوقف عن إستيراد المشتقات النفطية".
وأضاف "أن الكثير من العراقيين كانوا ينتظرون هذا المنجز المهم بعد الدمار الذي أصاب المصفاة وتحريرها من عصابات داعش الإرهابية ليبدأ عهد جديد أبطاله المهندسون والعاملون في شركة مصافي الشمال الذين خاضوا تحدي إعمار هذا المصفى الحيوي المهم".
وأوضح السوداني "أن الحكومة الحالية وخلال 15 شهراً من عمرها، وضعت قطاع النفط والغاز على رأس أولوياتها، وفق برامج وخطط مدروسة لإستثمار هذه الثروة، بما يحقق أفضل العوائد والمضي بالإعداد لخطة مشاريع إستثمارية داخل العراق وخارجه، في سياسة جديدة نتبناها باستثمار النفط في الصناعات البتروكيمياوية والتحويلية للحصول على أكبر عائد".
وقال إن" إرادة وعزيمة الأبطال في شركة مصافي الشمال، والشركات الوطنية الساندة، حققت هذا المنجز الوطني في 7 أشهر، ويفترض أن السقف الزمني قد يستغرق 3 إلى 4 سنوات وان العراق لا يقبل المستحيل ويصنع الحلول مهما كانت الصعوبات، وهي القوة التي نراهن عليها لمواجهة كل التحديات".