العراق يعلن جاهزيته لحماية حدوده بعد انهيار الجيش السوري في حلب

مسؤول عراقي يؤكد أن الحدود مع سوريا مؤمنة عبر الانتشار العسكري والكتل الإسمنتية والكاميرات الحرارية وتحليق الطيران المسير.
السبت 2024/11/30
تأهب عراقي للتصدي لأي تهديدات على حدوده مع سوريا

بغداد - وصل وزير الدفاع العراقي، ثابت محمد سعيد العباسي، إلى قاطع عمليات غرب نينوى في قضاء سنجار، للاطلاع على الأوضاع الأمنية ضمن القاطع وتفقد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، بالتزامن مع تازم الأوضاع الأمنية في شمال غرب سوريا، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة حليفة على أغلب مدينة حلب ومواقع إستراتيجية في إدلب، وانسحاب قوات النظام السوري.

 وأجرى الوزير العراقي زيارته، اليوم السبت، برفقه معاون رئيس أركان الجيش للعمليات والعمليات المشتركة، وقائد القوات البرية، للاطلاع على الأوضاع، والتأكد من مستويات جهوزية واستعداد القوات العراقية، لأي طارئ.

وقبل ساعات من الزيارة أكد وزير الدفاع العراقي أن قوات جيش بلاده بجميع صنوفها وتشكيلاتها "جاهزة لحماية حدود وسماء العراق من أي خطر جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية الأخرى".

وقال العباسي في بيان نشرته وزارة الدفاع عبر منصة إكس "ساهرون ليلا  نهارا لأمنكم وأمن العراق ولن نسمح بتسلل أي إرهابي أو مخرب إلى أرض بلدنا".

وتأتي زيارة وزير الدفاع مع تصاعد وتيرة العنف في الشرق الأوسط وتأزم الوضع الأمني في سوريا، وسط تزايد التحذيرات من استغلال تنظيم داعش للأوضاع وشن هجمات جديدة على العراق.

وتنفذ القوات العراقية بين الحين والآخر عمليات عسكرية  لمطاردة الجماعات المسلحة والمتسللين من الأراضي السورية فضلا عن إقامة خندق وسياج  أمني مجهز بالكاميرات على طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.

وقال الفريق أول الركن، قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، إن حدود البلاد مع سوريا مؤمنة عبر الانتشار العسكري والكتل الإسمنتية والكاميرات الحرارية وتحليق الطيران المسير.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية، قال المحمداوي إن الحدود العراقية - السورية بـ"آمنة جدا".

وكشف المحمداوي عن التحصينات الأمنية الأخرى المتخذة لتأمين الحدود "من خلال الأسلاك الشائكة وانتشار قطعات مختلفة من الجيش والحشد الشعبي بحدود سبعة إلى عشرة كيلومترات خلف الحدود بحدود سبعة".

وتابع المحمداوي أن "العراق احترز جيدا من تجربة داعش المريرة عام 2014 وعمل تحصينات قوية مستمرة منذ أكثر من سنتين".

وطمأن نائب قائد العمليات المشتركة، العراقيين من أن "الوضع آمن والحدود محصنة بالكامل ولا يوجد أي تسلل ولن يكون هناك أي تسلل" نقلا عن الوكالة.

وكانت المنطقة الحدودية قد شهدت هدوء نسبيا في الفترة الماضية بسبب استقرار الوضع في العراق والتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لصد الهجمات ومنع الميليشيات من التسلل عبر الحدود.

ويرى محللون أن ما يجري حاليا في حلب من تقدم الفصائل السورية المسلحة يعكس انهيارا مفاجئا وتغيرا كبيرا في "الخارطة الجيو-عسكرية، مشيرين إلى أن الحدود الآن باتت مهددة لا سيما أنها لا تزال تعتبر الخاصرة الرخوة حتى هذه اللحظة.

وفي وقت سابق الجمعة، قال فادي الشمري المستشار السياسي في الحكومة العراقية في منشور على منصة إكس إن "نشاط الجماعات الإرهابية في غرب شمالي سوريا يعتبر تطور خطير من حيث التوقيت والجهوزية والتسليح مما يستدعي الحيطة والحذر والاستعداد التام".

وتابع "الأهالي من أبناء محافظات نينوى والأنبار صلاح الدين أنتم برعاية الله وفي عين حكومتنا وحماية قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها، ولا تهتموا للشائعات وزاولوا حياتكم وتنمية وإعمار محافظاتكم وسارعوا بالتبليغ عن الحالات المشبوهة التي تستهدف أمن مدنكم ولا تدعوا العدو ينفذ من ثغرات هنا أو هناك".

وتأتي التصريحات العراقية، بعد أن باتت غلبية مدينة حلب في شمال غرب سوريا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.

وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.

وبحلول الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري، في أكبر تقدم منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للنظام.

وتوعد فصيلان عراقيان بالتحرك ضد جماعات المعارضة السورية، حيث هددت "حركة النجباء" الفصائل السورية بالرد على ما وصفته بـ"تهديد الأبرياء والمقدسات"، من جهته، قال فصيل "كتائب سيد الشهداء"، إن هذا التحرك يهدف إلى استنزاف ما يسمى "بمحور المقاومة".

وقال المعاون العسكري لحركة النجباء، عبدالقادر الكربلائي، في منشور عبر منصة إكس إن "عودة التنظيمات الإرهابية (...) في سوريا، يعني عودة المقاومة الإسلامية لسحق هذه الشراذم والميدان خير شاهد ودليل"، وختم في بيان صدر عن الجماعة وتناولته وسائل إعلام عراقية بالقول "إن عادوا عدنا".

كما اعتبر زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية، أبوآلاء الولائي، أن التطورات الأخيرة في الساحة السورية جاءت "بقصد استنزاف بلدان محور المقاومة من الداخل، بعدما عجز هذا الكيان المتهالك عن الوقوف بوجه جبهات الإسناد فيها"، مطالباً بـ"توخي الحذر من محاولات مشابهة لتوسعة رقعة تلك الأحداث، والعمل بكل الوسائل لتجفيف منابع نشوئها".