العراق يعتزم تعويض إنتاج النفط الزائد عن حصص أوبك

العراق وكازاخستان يتعهدان بتعويض كافة فروق الإنتاج البالغة 2.13 مليون برميل يوميا حتى نهاية سبتمبر 2025.
الجمعة 2024/08/23
تدوير باتجاه صحيح

فيينا - قدم العراق وكازاخستان خططهما المحدثة لتعويض الكميات التي تجاوزا فيها حصص إنتاج النفط المحددة لهما ضمن اتفاق أمانة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). كما تعهد البلدان العضوان في المنظمة بتعويض كافة فروق الإنتاج البالغة 2.13 مليون برميل يوميا حتى نهاية سبتمبر 2025.

وتلقت أوبك خطط تعويض محدثة من البلدين عن أحجام الإنتاج الزائدة عن الحد خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. ويبلغ مجموع التعويضات حوالي 1.44 مليون برميل يوميا للعراق و699 ألف برميل يومياً لكازاخستان، وفقا للتقييمات التي أجرتها المصادر المستقلة، بحسب بيان صدر الخميس.

ويتبنى تحالف أوبك+، الذي تقوده السعودية وروسيا حالياً مزيجاً من تخفيضات الإنتاج. النوع الأول وهو التخفيض الرئيسي أو “الرسمي” ويشمل معظم أعضاء التحالف. ويُضاف إليه تخفيضان طوعيان يشملان مجموعة من الدول تناهز ثلث أعضاء التحالف تقريبا.

وهناك أيضاً تخفيض يُعرف بـ”التعويضي” يطال عددا محدودا من الدول التي لم تقم بالتخفيضات الرسمية. إلى جانب نوع آخر من التخفيضات “التعويضية” التي تطال مجموعة ثانية من الدول الأعضاء التي لم تقم بالتخفيضات الطوعية للإنتاج.

ووضع أوبك+ خارطة طريق لاستعادة إنتاج نحو 543 ألف برميل يومياً خلال الربع الأخير من العام، لكنه يؤكد أن هذه الخطط قد يتم “إيقافها أو عكسها” حسب ظروف السوق. ومن المتوقع اتخاذ قرار في هذا الصدد خلال الأسابيع المقبلة.

وتبدو أسواق النفط العالمية مهيأة للتحول من عجز إلى فائض خلال الربع المقبل إذا مضى التحالف المكون من 23 منتجا، قدماً في خططه بزيادة الإمدادات، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وتشهد مخزونات النفط حاليا تراجعا نتيجة للطلب القوي على الوقود خلال ذروة موسم القيادة الصيفي، ولكنها قد تستقر في الربع الأخير من العام، وفقاً لتقرير صادر عن الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها مطلع أغسطس الجاري.

◙ 1.44 مليون برميل يوميا سيعوضها العراق حتى سبتمبر 2025 و699 ألفا ستضخها كازاخستان

وأشارت الوكالة إلى أن هذا التوازن قد يتحول إلى فائض إذا أقدم التحالف على تنفيذ خططه الأولية بدءاً من أكتوبر لاستئناف الإنتاج المقيّد. كما لفتت إلى تراجع استهلاك النفط في الصين، أكبر مستورد للنفط، للشهر الثالث على التوالي في يونيو.

وقالت الوكالة التي تقدم المشورة لاقتصادات كبرى “رغم التباطؤ الملحوظ في نمو الطلب على النفط في الصين، لم يقرر (أوبك+) بعد إيقاف خطته لإلغاء تخفيضات الإنتاج الطوعية تدريجياً بدءاً من الربع الرابع”.

وقال سبنسر ديل، كبير خبراء الاقتصاد في شركة بي.بي البريطانية إن أوبك+ يملك مجالاً محدوداً لزيادة الإنتاج الذي سيضع ضغطاً هبوطيا على أسعار الخام، نظراً إلى زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا.

وأضاف ديل للصحافيين في نيودلهي الخميس “سيساورهم القلق أيضاً بشأن زيادة ضخ النفط مرة أخرى في السوق خشية نمو إجمالي الإمدادات بطريقة أسرع من الطلب، ما سيسفر عن حالة عدم استقرار. ويعود القرار في هذا الأمر إلى التحالف”.

وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها يحجبون جزءاً من الإمدادات لمدة سنتين تقريباً لتعزيز الأسعار. ورغم ذلك، تخلى النفط الخام عن معظم مكاسبه العام الحالي، حيث قلل ضعف الاقتصاد الصيني تأثير تخفيضات الإمداد من قبل أوبك+، وهذا ما يجعل سوق النفط منقسمة حول ما إذا كان التكتل سيلغي قدراً من تخفيضات إنتاجه.

وعلاوة على الطلب، ستحدد توترات منطقة الشرق الأوسط، واضطرابات الإمدادات، وظروف الطقس أسعار النفط السنة المقبلة، وفق ديل. واستقرت أسعار النفط الخميس بعد انخفاضها لأربعة أيام متتالية مع قلق المستثمرين من التوقعات بشأن الطلب العالمي، لكن انخفاض مخزونات الوقود في الولايات المتحدة حد من الخسائر.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتا، أو 0.41 في المئة، إلى 76.36 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتا، أي ربع نقطة مئوية، إلى 71.8 دولار للبرميل.

وتراجع خام برنت 4.2 في المئة منذ بداية الأسبوع الحالي، كما نزل خام غرب تكساس الوسيط ستة في المئة في الفترة ذاتها. وأظهر تقرير الأربعاء الماضي، إحصاءات معدلة بالخفض لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة، إلى جانب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

11