العراق يعتزم إعادة 200 من مواطنيه العالقين في بيلاروسيا

المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية يؤكد تسجيل 170 مهاجرا عالقا يرغبون في العودة الطواعية إلى بلدهم.
الثلاثاء 2021/11/16
مساع عراقية لإنهاء معاناة المواطنين العالقين على الحدود

بغداد - يعتزم العراق أن يعيد الخميس ما لا يقل عن مئتين من مواطنيه العالقين في بيلاروسيا على الحدود مع بولندا، وسط تفاقم أزمة المهاجرين الساعين لدخول الاتحاد الأوروبي، وذلك تزامنا مع إعلان تسجيل 170 مهاجرا عالقا يرغبون في العودة الطواعية إلى بلدهم.

وقال المتحدث باسم السفارة العراقية في موسكو إن "حوالي مئتي شخص" بينهم نساء وأطفال موجودون حاليا في بيلاروسيا، اتصلوا بالبعثة الدبلوماسية العراقية في موسكو طالبين إعادتهم إلى بلادهم، مشيرا إلى أنه "سيتم تنظيم رحلة الخميس لإعادتهم" إلى العراق.

ومن المنتظر أن يسيّر العراق الخميس طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية لنقل الراغبين في العودة من العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية - الليتوانية - البولندية، في إطار مساع عراقية لإنهاء معاناة أكثر من 571 عراقيا ضمن 8 مخيمات على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.

وتحولت حدود بيلاروسيا مع بولندا في الشهور الأخيرة إلى ساحة كبرى برزت من خلالها المعاناة المريرة التي يواجهها اللاجئون العالقون هناك، وخاصة القادمين من سوريا والعراق واليمن.  

وتركزت الأضواء خلال الفترة الماضية على هذه المنطقة بعد أن تزايدت أعداد اللاجئين الباحثين عن منفذ إلى أوروبا، وأصبحت ملجأ لكثيرين دفعتهم ظروف صعبة في بلدانهم إلى المخاطرة بأرواحهم وأسرهم، من أجل الوصول إلى أبواب القارة الأوروبية.

ولمواجهة تداعيات هذه الأزمة التي تحولت إلى قضية نزاع بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، بادر العراق إلى بذل جهود للتخفيف من معاناة مواطنيه العالقين أمام حدود الدول الأوروبية، حيث خصصت وزارة المالية العراقية ما يعادل 200 ألف دولار لوزارة الخارجية لمساعدة اللاجئين العراقيين ومحاولة إعادتهم إلى العراق بصورة طوعية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان نشره على تويتر الثلاثاء، "سجلنا حتى الآن 170 مهاجرا عراقيا من العالقين على الحدود بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي يرغبون في العودة الطواعية إلى بلادهم".

وأوضح "منحنا 55 جواز سفر للعبور، وتستكمل كوادرنا الدبلوماسية التنسيق اللوجستي مع سلطات مطار مينسك (عاصمة بيلاروسيا) لتنفيذ الرحلة الاستثنائية لإعادة العالقين". 

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية الجمعة الماضي إيقاف جميع رحلات الطيران المباشرة إلى بيلاروسيا، وسحب رخصة عمل القنصل البيلاروسي الفخري في بغداد مؤقتا، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي لحماية المواطنين العراقيين من شبكات تهريب البشر عبر بيلاروسيا وبولندا.

ومنذ أسابيع تمنع الحكومة الليتوانية المئات من العراقيين، أغلبهم من الأكراد بصفة "مهاجرين غير نظاميين"، القادمين من بيلاروسيا من الدخول إلى أراضيها، ما دفع الأخيرة لتشديد الإجراءات على حدودها لمنع إعادة المهاجرين إليها، ما أدى إلى بقائهم عالقين بين حدود البلدين في ظروف سيئة.

ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، ردا على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده، بعد "القمع الوحشي" الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.

وعلق الآلاف من المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، ويعانون أوضاعا سيئة جدا، ويحاول هؤلاء دخول بولندا من بيلاروسيا ليصلوا من هناك إلى دول أوروبية أخرى، ولقي ثمانية مهاجرين على الأقل حتفهم على حدود البلدين، فيما أرسلت بولندا أكثر من 15 ألف جندي إلى الحدود مع بيلاروسيا لمنع دخول المهاجرين إلى أراضيها.