العراق يطلق نسخته الأولى من مهرجان الأفلام السينمائية القصيرة

المهرجان يعمل على تواصل منتجي ومخرجي الأفلام من العراق والمنطقة العربية مع نظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي والفني.
الاثنين 2021/06/28
المهرجان يكرّم محمد شكري جميل "عرّاب السينما العراقية"في دورته الأولى

بغداد – بالتزامن مع ذكرى يوم السينما العراقية، تنطلق اليوم الاثنين فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الرافدين للأفلام الروائية السينمائية القصيرة بمشاركة 23 دولة عربية وأجنبية، ويستمر ليومين.

وقال مصطفى البياتي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إن مركز عشتار للإعلام (منظمة غير حكومية) بالتعاون مع جامعة كلكامش ينظم يومي 28 و29 يونيو الجاري الدورة الأولى لمهرجان الرافدين للأفلام الروائية القصيرة.

ويشهد المهرجان مشاركة 50 فيلما من 23 دولة عربية وأجنبية أبرزها إسبانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإيران وباراغوي والأرجنتين والبرازيل والإمارات وتونس والمغرب والعراق وغيرها.

وأوضح البياتي أن لجنة فنية عالية المستوى تضم فنانين وأكاديميين ومصوّرين ومعنيين بشؤون السينما تولّت عملية اختيار الأفلام المشاركة، حيث وصل إلى اللجنة العليا للمهرجان 416 فيلما من 42 دولة جرت عليها عمليات الفحص واختيار الأفلام التي تنسجم والشروط التي وضعتها اللجنة العليا للمهرجان التي تأخذ بعين الاعتبار جودة الفيلم والقصة السيناريو وموضوع الفيلم.

المهرجان يشهد في دورته التأسيسية مشاركة خمسين فيلما تتنافس على إحدى عشرة جائزة
المهرجان يشهد في دورته التأسيسية مشاركة خمسين فيلما تتنافس على إحدى عشرة جائزة

ويتم في حفل افتتاح المهرجان الذي يقام، الليلة، على قاعة جامعة كلكامش ببغداد عرض فيلم يتناول مسيرة المخرج السينمائي العراقي المخضرم محمد شكري جميل في عالم السينما العراقية والعالمية، مع عرض مشاهد من أفلامه الكثيرة التي سجّلت سفرا خالدا في تاريخ السينما العراقية.

ومحمد شكري جميل، الملقّب بعرّاب السينما العراقية، هو مخرج سينمائي من العراق مواليد بغداد 1937 درس السينما في المعهد العالي للسينما في المملكة المتحدة، بدأ تجربته سنة 1953 بإنتاج أفلام وثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي في شركة نفط العراق مصورا ومونتيرا، وعمل كمساعد مخرج في بعض الأفام العالمية مثل “اصطياد الفأر” لبول روثا، و“الرولز رويز الصفراء” لأنتوني أسكويث، كما عمل في فيلم الرعب “التعويذة” والذي صوّر في مدينة الموصل شمال العراق.

عاد إلى العراق وشارك في الإخراج مع المخرج جرجيس يوسف حمد في إخراج فيلم “أبوهيلة” عام 1963، وعمل في المونتاج في الفيلم التاريخي “نبوخذ نصر” الذي أخرجه كامل العزاوي، والذي يعد أول فيلم عراقي ملوّن، ثم أخرج فيلم “شايف خير” عام 1968.

وأخرج فيلم “الظامئون” عام 1973 والمأخوذ عن رواية الكاتب العراقي عبدالرزاق المطلبي، والذي يروي قصة الظمأ والتخلف التي كانت تسيطر على العراق آنذاك، ثم أخرج فيلم “الأسوار” عام 1979، والذي يتناول المرحلة النضالية للشعب العراقي ووقوفه إلى جانب الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس واندلاع انتفاضة 1956 بالعراق.

وفي العام 1982 أخرج فيلم “المسألة الكبرى” والذي شارك فيه إلى جانب الفنانين العراقيين ممثلين أجانب من ضمنهم الممثل العالمي أوليفر ريد. والفيلم يعتبر من أضخم إنتاجات السينما العراقية، وهو يتحدّث عن نضال الشعب العراقي ضد المحتل الإنجليزي والمتوّج بثورة العشرين.

وفي العام 1982 أخرج جميل فيلم “المهمة مستمرة” وهو أول فيلم روائي عن الحرب مع إيران يمزج بين التسجيلي والروائي، متناولا حادثة حقيقية وقعت لطيار عراقي تصاب طائرته فوق الأراضي الإيرانية أثناء تنفيذه لأحد مهامه، ممّا يضطره للهبوط في الأرض الخطأ، ومن ثم يبدأ رحلته في البحث عن طريق الخلاص لأجل العودة إلى أرض الوطن. وأخرج بعد ذلك أفلام “الفارس والجبل” و“عرس عراقي” و“اللعبة” و“الملك غازي”.

وقدّم جميل خلال 60 عاما 13 فيلما روائيا، وفيلمين قصيرين، و45 فيلما وثائقيا، وأربعة مسلسلات تلفزيونية، كما أنتج فيلمين طويلين لغيره، وأصدر في العام 2013 كتابا سينمائيا حمل عنوان “لغة السينما هي لغة السينما”.

ويؤكّد البياتي أن مهرجان الرافدين السينمائي الأول للأفلام القصيرة هو “محطة لاستقطاب وعرض مجموعة من الأفلام المتنوّعة للجمهور الشغوف بالسينما والمحب لها ولمدّ جسور التواصل بين الثقافات من خلال السينما”.

في ختام أيام المهرجان سيتم توزيع 11 جائزة بين الأفلام الفائزة في مجالات أفضل فيلم وإخراج وسيناريو وتمثيل وتصوير ومونتاج وتحكيم إضافة إلى جائزة الجمهور

ويضيف أن المهرجان “يعمل على تواصل منتجي ومخرجي الأفلام من العراق والمنطقة العربية مع نظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي والفني”.

وعن المشاكل التي واجهها المهرجان، يؤكّد البياتي أنّ المشكلة الأساسية تكمن في التمويل، موضّحا “الحصول على دعم للأعمال الفنية، لاسيما السينمائية منها، صعب للغاية، لكن المهرجان استطاع رغم كلّ ذلك النهوض بنفسه، وبجهود ذاتية، من خلال شراكاته الفنية مع مركز عشتار والمؤسّسات الأكاديمية، منها جامعة كلكامش، الراعي الرسمي للمهرجان”.

ويقدّم المهرجان إلى جانب العروض السينمائية جلسات للحوار والمناقشة في الشأن السينمائي العربي والعالمي بمشاركة مهتمين بشؤون السينما وأكاديميين وباحثين من العراق والبلدان المشاركة.

وسيتم في ختام أيام المهرجان توزيع 11 جائزة بين الأفلام الفائزة في مجالات أفضل فيلم وإخراج وسيناريو وتمثيل وتصوير ومونتاج وتحكيم إضافة إلى جائزة الجمهور.

ويسعى القائمون على المهرجان في دورته التأسيسية إلى إقامة شراكات حقيقية مع مهرجانات سينمائية عالمية والخوض في مضمار المواكبة الفنية لما تقدّمه هذه المهرجانات من خبرات فنية وفتح آفاق تعاون تمنح منتجي السينما العراقيين فرصا أكبر من خلال تقديم المنح الممولة من أجل الارتقاء بالفنون السينمائية، وبما يشكّل حافزا كبيرا لدورات قادمة وبمستويات أعلى.

17