العراق يسعى لإقناع ميتا باحتضان مركز دعم إقليمي لتنظيم المحتوى

بغداد – تسعى هيئة الإعلام والاتصالات العراقية إلى إقناع شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، بإنشاء مركز دعم إقليمي خاص بالعراق لتنظيم المحتوى، في سبيل ضمان تطبيق الضوابط التي وضعتها بهذا الشأن والتي تحتاج إلى تعاون من ميتا.
وبحث رئيس هيئة الإعلام والاتصالات العراقية نوفل أبورغيف مع وفد شركة ميتا برئاسة بسمة عماري، مسؤولة إدارة السياسات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مسارات التعاون بين الجانبين في ما يتعلق بتنظيم المحتوى وتعزيز الحضور الرقمي الآمن للعراق على المنصات التابعة للشركة.
وتشتكي السلطات من أن منصات التواصل الاجتماعي باتت ساحة لانتشار المحتوى الهابط، من أجل اللايك والمشاهدة والترند، وبحسب صحافيين مستقلين فإن الإعلام التقليدي يتحمل الكثير من المسؤولية، فبعض القنوات العراقية أسهمت في إبراز نجوم المحتوى الهابط فيما كانت محطات أخرى أكثر وعيًا وسخرت منصاتها للتحذير من هذا التيار.
في المقابل يرى البعض أن مسألة تصنيف المحتوى الهابط تثير الجدل باعتبارها تخضع لاعتبارات شخصية، وربما ما تراه السلطة غير لائق يعتبره البعض انفتاحا وحرية شخصية لا يجب التدخل فيها.
"الهيئة منفتحة على التعاون الواعي مع شركات التكنولوجيا العالمية، بما يعزز ثقة المستخدمين، ويحفظ حضور العراق الرقمي، ويضمن بيئة تواصلية عادلة ومتوازنة تلتزم بالأطر القانونية والسيادية للدولة"
وذكرت الهيئة في بيان أنها تضع في صدارة أولوياتها صيانة السيادة الرقمية للعراق، والتأكيد على احترام الخصوصية والمعايير الوطنية في كل ما يُنشر عبر منصات التواصل، مشيرة إلى أهمية تحقيق تفاهمات واضحة مع شركة ميتا في هذا الصدد.
وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها إلى العراق لمسؤول رفيع في شركة ميتا، وذكرت الهيئة أن هذه الزيارة “تعكس اهتمام الشركة بتطوير علاقتها مع الجهات العراقية الرسمية، في إطار سعيها لفهم أولويات العراق الرقمية، وبناء قنوات تواصل مباشرة وأكثر فاعلية مع الهيئات التنظيمية.
وجرت خلال اللقاء مناقشة سبل تطوير آليات المتابعة والتنسيق المشترك لرصد المحتوى المضلل أو المسيء، واعتماد إجراءات أكثر عدالة وشفافية بحق المستخدمين العراقيين، ولاسيما ما يتعلق بحذف المحتوى أو حظر الصفحات التابعة للمؤسسات الإعلامية والرسمية.
كما شددت الهيئة على ضرورة اعتماد مسارات محددة لتوثيق الحسابات الرسمية بالتعاون المباشر مع الهيئة، وإنشاء مركز دعم إقليمي خاص بالعراق يُعنى بتسهيل التواصل مع الجهات المختصة ومعالجة البلاغات المتعلقة بالمحتوى أو سياسات الاستخدام.
وتطرق الاجتماع إلى أهمية تنفيذ برامج توعية مشتركة حول الأمان الرقمي والتحقق من المعلومات، بالشراكة مع الجامعات والمنظمات المدنية، دعما لجهود تعزيز الوعي المجتمعي بالتهديدات الرقمية وآليات الحماية الذاتية.
وأكد أبورغيف أن “الهيئة منفتحة على التعاون الواعي مع شركات التكنولوجيا العالمية، بما يعزز ثقة المستخدمين، ويحفظ حضور العراق الرقمي، ويضمن بيئة تواصلية عادلة ومتوازنة تلتزم بالأطر القانونية والسيادية للدولة.”