العراق يستعد لتوقف إمدادات الغاز الإيراني

وزارة النفط  العراقية تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والاستغناء عن استيراده تحسبا لإيقاف إعفاء بغداد من العقوبات الأميركية.
الاثنين 2020/04/20
امتحان عسير

كثفت الحكومة العراقية جهودها لإيجاد بديل عن إمدادات الغاز الإيرانية، تحسبا لإيقاف الإعفاءات من العقوبات الأميركية، التي مددتها واشنطن نهاية مارس الماضي لمدة شهر واحد فقط، بدل 3 أشهر في المرات السابقة.

بغداد - كشف وزير النفط العراقي ثامر الغضبان أن وزارة النفط تعمل على إضافة نحو مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز المصاحب يوميا إلى الإنتاج الوطني.

وقال إن “وزارة النفط ملتزمة بالاستثمار الأمثل للغاز المصاحب للعمليات النفطية بهدف تغطية الحاجة المحلية، ومنها تزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية، وإيقاف استيراد الطاقة من الخارج”.

ويبدو أن بغداد أدركت أن واشنطن تستعد لوقف استثناء العراق من العقوبات الأميركية، الذي يسمح له باستيراد الغاز من إيران، والذي مددته واشنطن نهاية مارس الماضي لمدة شهر واحد فقط، بدل 3 أشهر في المرات السابقة.

وتشير تقارير دولية إلى أن العراق يستورد الغاز من إيران بأسعار تفوق أضعاف الأسعار العالمية، رغم أن بغداد ضاعفت استثمار الغاز المصاحب وصدرت الكثير من الشحنات إلى الخارج.

وأشار الغضبان الأحد إلى أن وزارة النفط كانت قد وقعت العام الماضي عقدين كبيرين لاستثمار الغاز بطاقة 750 مليون قدم مكعبة قياسية في حقلي الحلفاية في محافظة ميسان وأرطاوي في محافظة البصرة.

ثامر الغضبان: نعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والتخلي عن الاستيراد
ثامر الغضبان: نعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والتخلي عن الاستيراد

وأضاف أن “الوزارة أبرمت عقداً آخر قبل تشكيل الحكومة الحالية لاستثمار الغاز في حقلي الغراف والناصرية بمحافظة ذي قار بطاقة 200 مليون قدم مكعبة قياسية”.

وأكد أن “هذه العقود تمثل خطوة مهمة لإضافة معدلات إنتاجية جديدة لقطاع الغاز في العراق تستهدف إنتاج قرابة المليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز تزود بها محطات الطاقة الكهربائية وجميع الصناعات المرتبطة باستخدامات الغاز”.

وأشار الغضبان إلى جدية الحكومة ووزارة النفط في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والاستغناء عن استيراده، إلى جانب العمل على تطوير حقلي عكاس في الأنبار والمنصورية في ديالى لإنتاج الغاز الحر، الأمر الذي من شأنه إضافة قدرات إنتاجية إضافية من الغاز.

وتقول بغداد إنها لا تزال بحاجة ماسة إلى إمدادات الغاز الإيرانية لتغذية قطاع الكهرباء العراقي خصوصا في فصل الصيف، في بلد تناهز درجات حرارته 50 درجة مئوية خلال شهري يونيو ويوليو.

وبانتهاء مدّة الثلاثين يوما سيكون العراق على أعتاب الصيف الذي ترتفع فيه معدّلات استهلاك الكهرباء، ما سيجعله أمام امتحان عسير إذا تشدّدت واشنطن في إرغامه على الالتزام بالعقوبات على إيران.

ولا توفر الحكومة العراقية تقديرا سنويا دقيقا لكمية الكهرباء أو حتى الغاز الذي تستورده لتوليد الكهرباء، ما يؤكد أن الأمر لا يتعلق بحاجة بغداد قدر تعلقه بقدرة طهران على توفير المطلوب.

11