العراق يستعد لاستكشاف مكامن الطاقة في سواحل الخليج

احتياطات العراق المؤكدة يمكن أن تتضاعف مرتين أو ثلاث مرات إذا تم مسح جميع الحقول التي لم يتم إدراجها في التقديرات الحالية.
الأربعاء 2022/09/14
مساع لتعزيز عوائد البلاد من الطاقة

بغداد – يستعد العراق لبدء مرحلة استكشاف مكامن احتياطات النفط والغاز في مياهه الإقليمية على سواحل الخليج العربي، في خطوة يراهن عليها المسؤولون لتعزيز عوائد البلاد من الطاقة.

وكشف وزير النفط إحسان عبدالجبار الثلاثاء عن قرب تنفيذ عمليات المسح الزلزالي لرقعة بحرية تشير التوقعات والدراسات إلى أنها تضم تراكيب هيدروكربونية في المياه الإقليمية شمال الخليج في أقصى محافظة البصرة جنوب البلاد.

وأكد عبدالجبار في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية أهمية الشروع في أعمال مسح الرقعة المعنية التي تعد أول تجربة ونشاط فعلي في موقع بالمياه الإقليمية في الخليج العربي بجزأيها البري والبحري.

ولم يذكر الوزير حجم الاحتياطات المحتملة لكنه قال إن “جهود الوزارة أثمرت، على مدى السنوات الماضية، عن التوصل إلى صيغة عقد لدراسة مشتركة مع شركة سينوك الصينية عام 2019 تهدف إلى تحديد نقاط ومواقع الاستكشاف البري والبحري”.

علي جاسم: نريد تحويل التوقعات إلى احتياطي فعلي يضاف إلى الإنتاج

وتشير تقديرات كثيرة إلى أن احتياطات العراق المؤكدة يمكن أن تتضاعف مرتين أو ثلاث مرات، إذا تم مسح وتقدير جميع الحقول التي لم يتم إدراجها في التقديرات الحالية.

وتعتمد الحكومة على الإيرادات النفطية بنسبة 90 في المئة. ومع ذلك يعاني البلد، البالغ عدد سكانه 40 مليون نسمة وعاش فترات طويلة من الحروب والنزاعات، من نقص كبير في الطاقة وتهالك البنى التحتية وانقطاعات متكررة في الكهرباء.

وتؤكد وزارة النفط أنها تعمل على زيادة الطاقات الإنتاجية للنفط الخام كون العراق واحدا من أهم بلدان العالم في مجال الطاقة وثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بعد السعودية.

ويدفع ارتفاع عوائد بيع النفط وتحسن أرقام أداء الاقتصاد العراقي المتابعين إلى النظر بعين التفاؤل في إمكانية استثمار الفوائض المالية المتوقعة في أوجه كانت بعيدة عن الحكومات السابقة التي علقت بها سلبيات سوء الإدارة وإهدار المال العام.

وقال المدير العام لشركة الاستكشافات النفطية علي جاسم إن “خطط الوزارة وشركة النفط الحكومية تهدف إلى تعظيم احتياطي الثروة الهيدروكربونية واستثماره بالعمل المشترك مع الشركات العالمية في تحويل التوقعات إلى احتياطي فعلي يضاف إلى الإنتاج المحلي”.

وأضاف في تصريح صحافي أن “الاستكشاف النفطي في المياه الإقليمية العراقية أمر مهم ونستعد حاليا لإبرام عقد خلال الأيام المقبلة مع شركة سينوك الصينية للمباشرة قريباً في أعمال المسوحات الاستكشافية”.

وفي فبراير 2020 أعلنت وزارة النفط تفاصيل خططها الاستكشافية للنفط والغاز، التي قالت إنها نفذت بالفعل جانبا منها وإنها ستوسع أعمال الاستكشاف في الفترة المقبلة بالتعاون مع مجموعة من شركات الطاقة العالمية.

وأكد المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في مؤتمر للطاقة في بغداد حينها أن المؤشرات ترجح أن بلده يملك مخزونا نفطيا يزيد على 500 مليار برميل، وهو ما يعني امتلاكه لأكبر الاحتياطات العالمية.

معظم احتياطات الطاقة العراقية لا تزال غير مستكشفة رغم تدفق النفط في سيول موثقة في تسجيلات فيديو من مناطق لم تصلها أعمال التنقيب

وتشير تقديرات المؤسسات العالمية والحكومة العراقية إلى أن احتياطات البلاد المؤكدة تصل إلى 153 مليار برميل، وتحتل بموجبها المركز الخامس عالميا.

ولم تكن جديدة إثارة الحديث عن حجم الاحتياطات العراقية؛ إذ سبق أن أشار الكثير من الخبراء إلى تقديرها بأكثر من نصف تريليون برميل، بسبب كثرة الحقول التي لم يتم استكشافها وتقدير احتياطاتها حتى الآن.

وتظهر تقديرات البنك الدولي أن فنزويلا تتصدر دول العالم باحتياطات تصل إلى 302 مليار برميل، تليها السعودية بنحو 267 مليارا. ووضعت العراق في المركز الخامس بنحو 145 مليار برميل.

ولا تزال معظم احتياطات الطاقة العراقية غير مستكشفة بعد عقود من الحروب والصراعات والفوضى السياسية رغم تدفق النفط في سيول موثقة في تسجيلات فيديو من مناطق لم تصلها أعمال التنقيب.

ويعرف العراقيون أن مناطق شاسعة في محافظة الأنبار، التي تمثل نحو ثلث مساحة البلاد، تعوم على بحار من النفط الذي يتدفق تلقائيا في الكثير من المناطق، كما تضم حقل عكاز، أكبر حقول الغاز في العراق.

10