العراق يزيح روسيا عن صدارة أكبر موردي النفط إلى الهند

الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي يتجاوز 10 ملايين برميل وهي ثاني أكبر مستهلك له بعد الولايات المتحدة.
الخميس 2024/01/25
إمدادات بديلة لا غنى عنها

بغداد - أزاح العراق روسيا عن صدارة أكبر موردي النفط الخام إلى الهند منذ بداية العام الجاري، بعدما اتجهت نيودلهي إلى البحث عن إمدادات بديلة بسبب خلافات على سعر المشتريات من موسكو.

وتهافتت الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، على شراء النفط من روسيا بعد الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية، ومنها فرض سقف سعري لنفط العضو البارز في تحالف أوبك+.

والصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يتجاوز 10 ملايين برميل، وهي ثاني أكبر مستهلك له، بعد الولايات المتحدة بمتوسط 14.5 مليون برميل يوميا.

ويرى خبراء أن زيادة شحنات النفط العراقي في الشهر الجاري تهدد المكانة التي انفردت بها روسيا منذ أكتوبر 2022 باعتبارها أكبر مورد نفط للهند.

◙ 1.17 مليون برميل يوميا صادرات العراق مقابل 1.09 مليون برميل يوميا صادرات روسيا

وبحسب وكالة أس آند بي غلوبال كوموديتيز آت.سي، فقد بلغت صادرات العراق، ثاني أكبر منتجي منظمة أوبك بعد السعودية، 1.17 مليون برميل يوميا في الثاني والعشرين من يناير الجاري، مقابل 1.09 مليون برميل يوميا من روسيا.

وانخفضت الصادرات النفطية العراقية إلى الهند بنسبة 11 في المئة لسنة 2023، ورغم ذلك احتل البلد المركز الثاني بمبيعاته إلى الهند من بعد روسيا.

وبلغت الصادرات النفطية للعام الماضي 908 آلاف برميل يوميا منخفضة 11 في المئة عن العام 2022، وفقا لبيانات جمعتها وكالة بلومبرغ.

ولفتت الوكالة في تقرير نشرته على منصتها الإلكترونية إلى أن "الشركات النفطية الهندية والصينية كانت الأكثر شراء للنفط العراقي تليها الشركات الأميركية".

وشكل النفط الروسي ثلث إجمالي واردات الهند النفطية في ديسمبر الماضي، وهو ما يجعل موسكو أكبر مورد للخام إلى نيودلهي، إذ بلغت صادراتها نحو 69.8 مليون برميل.

وازدهرت الشراكة النفطية بين روسيا والهند بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل نحو عامين، لكن وزير النفط الهندي هارديب سينغ أشار في وقت سابق هذا الشهر إلى فقدان النفط الروسي ميزته السعرية مقارنة بنظيره العراقي.

ودفع هذا الوضع شركات التكرير الهندية إلى البحث عن مصادر بديلة عن النفط الخام بأسعار أقل حتى تتمكن من تقليص التكاليف قدر المستطاع.

وبجانب الخام العراقي تسير الواردات الهندية من الكويت بخطى سريعة، وتتجه نحو الارتفاع بنسبة 167 في المئة خلال هذا الشهر لتصل إلى 232 ألف برميل يومياً.

◙ زيادة شحنات النفط العراقي تهدد المكانة التي انفردت بها روسيا منذ 2022 باعتبارها أكبر مورد نفط للهند

وبعد ثلاث سنوات من التوقف من المقرر أن تستأنف فنزويلا صادراتها إلى الهند وتصل أول شحنة من الخام ميري - 16 إلى ميناء سيكا على الساحل الغربي الهندي في الأول من فبراير المقبل.

وقد يكون لمخاوف اضطرابات الشحن عبر البحر الأحمر أثرها أيضا في تراجع واردات نيودلهي من النفط الروسي بحسب المتعاملين في السوق، وأشار أحدهم إلى زيادة واردات تركيا من خام أورال نتيجة هذه الأزمة.

ورغم ذلك لم يكتشف المتعاملون حتى الآن أي ناقلة محملة بالنفط الروسي حوّلت مسارها من قناة السويس المصرية إلى رأس الرجاء الصالح.

وسيؤدي تحويل مسار الشحنات الروسية عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة مدة الرحلة المتجهة إلى الهند من البحر الأسود بنحو 10 أيام تقريبا، لتستغرق 36 يوما، حسب متوسط زمن الرحلة في 2023، وفقا لتقديرات أس آند بي غلوبال. كما يُتوقع أن تطول مدة الشحنات الخارجة من بحر البلطيق بالمعدل نفسه لتستغرق 44 يوما تقريبا.

10