العراق يرتّب جولة حوار جديدة بين السعودية وإيران

بغداد – أفادت وسائل إعلام عراقية بأن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سيزور طهران الاثنين، من أجل ترتيب الجولة السادسة من الحوار ما بين إيران والسعودية، والتي من المؤمل أن تنطلق خلال الأيام المقبلة، مرجحة أن يجري الوزير العراقي زيارة إلى الرياض بعد انتهاء هذه الزيارة.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية مساء الأحد عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية فؤاد حسين إلى العاصمة الإيرانية طهران الاثنين.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف في تصريح للوكالة الرسمية العراقية مساء الأحد، إن "وزير الخارجية فؤاد حسين يزمع زيارة طهران غدا (الاثنين) واللقاء بكبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، كما سيبحث مع نظيره الإيراني (حسين أمير عبداللهيان) العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل الدفع بها لصالح الشعبين الجارين".
وأضاف الصحاف أن "وزير الخارجية فؤاد حسين سيبحث الأوضاع على مستوى المنطقة والعلاقات الإيرانية - الخليجية، وتطورات المباحثات في الملف النووي الإيراني".
وتقترب مفاوضات النووي الإيراني من نهايتها مع تسليم كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية رديهما على المقترح الأوروبي بشأن مسودة الاتفاق النووي، بعدما انتهت المفاوضات في فيينا قبل أسابيع، وتدرس طهران حاليا رد واشنطن، والذي أكدت أنه تجاوب مع جزء كبير من مطالبها.
كما شهدت العلاقات الإيرانية - الخليجية تطورا إيجابيا مؤخرا مع انعقاد جلسات الحوار بين السعودية وإيران، وتزايد الحديث حول إمكانية نقلها إلى الإطار العلني ولقاء وزيري الخارجية، فيما أعادت كل من الكويت والإمارات سفيريهما إلى طهران بعد نحو سبع سنوات من سحبهما بعد خلافات مع طهران عام 2016.
وعاد سفير الكويت في طهران وسلم أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الإيراني، فيما أعلنت أبوظبي أنها سترفع تمثيلها الدبلوماسي وستعيد سفيرها إلى طهران قريبا.
وفي أواخر يوليو الماضي، كشف وزير الخارجية العراقي أن الاجتماع المقبل بين السعودية وإيران سيعقد في بغداد بشكل علني، على مستوى وزراء الخارجية.
وقال حسين في تصريحات أوردتها شبكة "رووداو" الكردية إن "ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) طلب منا استضافة لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني في بغداد".
وأضاف حسين "سنحدد موعدا للقاء علني بين وزيري خارجية البلدين في بغداد"، مشيرا إلى أن "الاجتماعات التي كانت سرية وعلى المستوى الأمني ستصبح علنية بوساطة عراقية".
وجاءت تصريحات فؤاد حسين حينها بعد يوم واحد على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وقال فيها إن بلاده تبلغت بموافقة السعودية على انتقال الحوار الهادف إلى إعادة العلاقات المقطوعة منذ أعوام من المستوى الأمني إلى السياسي.
وأضاف في حوار مع التلفزيون الرسمي أن طهران تلقت رسالة من وزير الخارجية العراقي "بأن الجانب السعودي مستعد لنقل المباحثات إلى المستوى السياسي والعلني، ونحن أبدينا استعدادنا لدخول المباحثات المرحلة السياسية".
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل 2021 بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين.
وزار الكاظمي الرياض وطهران في يونيو، ضمن جهود تسهيل الحوار، وشدد على أهمية "استقرار المنطقة".
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
وكذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.