العراق يدشن أضخم برج لإنتاج الغاز المصاحب

بغداد - يتقدم العراق بخطى متباطئة في مجال تعزيز مشاريع الطاقة وخاصة في مجال الغاز للتخلص من التبعية لإيران التي لا تزال تمد جارتها بما تحتاجه من هذه المادة حتى تقوم بتشغيل محطات الكهرباء.
ورغم أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي دشّن الخميس أضخم برج محلي لإنتاج الغاز المصاحب لاستخراج النفط، من حقول الخام العملاقة جنوب البلاد، إلا أن حصول بغداد على مبتغاها سيتطلب على الأرجح بعض الوقت.
ويعد المشروع أحد أبرز المشاريع، التي أطلقتها بغداد في سبتمبر العام الماضي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول إلى التصدير، ولكن يبدو أن عملية دراسة الجدوى وما تبعها من أزمات سياسية تخللتها المشكلة الصحية بسبب فايروس كورونا ما أجّل افتتاحه في الوقت المناسب.
وكانت وزارة النفط العراقية قد وضعت قبل أشهر حجر الأساس لأكبر مشروع لاستثمار الغاز المصاحب يتضمن إنشاء مجمع عملاق لتسييل الغاز في إطار جهوده المتسارعة لإنهاء استيراد الغاز الإيراني والتحول إلى تصدير الغاز المسال.
ونشر مكتب رئيس الوزراء بيان مصحوبا بصور في حسابه على موقع تويتر أشار فيه إلى أن شركة غاز البصرة، وهي مشروع مشترك قيمته 17 مليار دولار بين رويال داتش شل وشركة غاز الجنوب، التي تديرها الدولة وميتسوبيشي اليابانية أقامت البرج الأضخم محليا لإنتاج الغاز المصاحب.
وقال الكاظمي خلال تدشين البرج، إن “المشروع سيحقق سياسة جديدة لتنمية طويلة الأمد للعراق، ولمحافظة البصرة التي تستحق منا الكثير”.
وتأتي زيادة معدلات الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط في قمة أولويات وزارة النفط العراقية من أجل تأمين إمدادات لمحطات توليد الطاقة الكهربائية وصناعة البتروكيمياويات والأسمدة وغيرها من حاجات الطلب المحلي.
ونسبت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إلى وزير النفط إحسان عبدالجبار قوله إن “البرج الجديد يعد الأكبر في مشروع غاز البصرة، بطاقة إجمالية 400 مليون قدم مكعب قياسية يوميا”.
وتوقع عبدالجبار إنجاز المرحلتين من المشروع الجديد بنهاية 2022 ضمن خطة الوزارة للتخلص من ظاهرة حرق الغاز في حقول التراخيص النفطية والجهد المباشر للوزارة في إدارتها.
وحتى قبل ثلاثة أعوام كان معظم الغاز المصاحب لاستخراج النفط، يحرق، ولا يتم استغلاله بمتوسط يومي يفوق 700 مليون قدم مكعب يوميا.
ووفق آخر إحصائية لوزارة النفط، فإن إنتاج الغاز المصاحب في عموم العراق لشهر سبتمبر الماضي، بلغ 2.32 مليار قدم مكعب قياسية يومياً، فيما بلغت الكمية المحروقة منها 1.15 مليار قدم مكعب قياسية يومياً.
وتفيد تقديرات بأن العراق يمتلك مخزونا يقدر بحوالي 112 تريليون قدم مكعب من الغاز، ما يجعله يحل في المركز الحادي عشر بين دول العالم الغنية بالنفط.
وتشير تقارير دولية إلى أن العراق يواصل تبديد ما يقرب من 2.5 مليار دولار سنويا نتيجة حرق ما يصل إلى 1.55 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز المصاحب أي ما يعادل 10 أضعاف الكمية المستوردة من إيران.